المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january26.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

بايدن يعارض أي حل على حساب لبنان

الحزب” لن يتدخل… ولا حكومة قبل أن يصدر الأمر من طهران!

جديد في تحقيقات المرفأ قريبًا… هل ستسمح المنظومة بإدانة دمشق؟

طرابلس "تنتفض" ليلاً.. عشرات الجرحى والمعتقلين

متحدون: طلبنا نسخة من مراسلة السلطات السويسرية حول طلب المساعدة في التحقيق بتحويلات تخص سلامة

“حزب الله” قلق من الحديث عن مفاوضات سورية- إسرائيلية/جنبلاط: لولا الدعم الذي يأتي من العاملين في دول الخليج لزال ما تبقى من لبنان

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 25/1/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

القطاع المصرفي ينتظر نتائج “تحقيقات سويسرا” لجبه الشائعات

حاكم مصرف لبنان: الأرقام المتداولة عن التحقيق السويسري «مضخمة جداً»

مسح إسرائيلي لمنطقة داخل الأراضي اللبنانية

الحريري إلى باريس قريبًا… دعم دولي ردًا على التعطيل المحلي

“الحزب” و”التيار”… دعم العهد وباسيل الى تراجع

30 مستشفى ستبدأ التلقيح وتمديد الإقفال وارد

كورونا يؤخّر موازنة 2021… فهل تلتزم الدولة سقف الإنفاق؟

الراعي "يعظ" وعون "لا يتّعظ": الدستور واضح..السلع الحيوية تتناقص... "كل شي عم يخلص"!

احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية في شمال لبنان وجنوبه

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

أميركا تجمّد التفاوض مع إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية/يهودي مصري يقود المحادثات... وطهران: سنعود عن خفض التزاماتنا النووية شرط رفع العقوبات

قائد الجيش الإيراني يتفقد الجزر الإماراتية المحتلة… ويهدد

واشنطن تنتقد سياسات أردوغان بشأن الحريات وتصفها بالقمعية

العراق: حلفاء إيران غاضبون من إقالة الكاظمي قادة أمنيين كباراً/بغداد طلبت مساعدة من صندوق النقد... وتسريب وثائق يثير ضجة

تحذيرات كردية من استعدادات تركيا لشن هجوم واسع في شرق سورية/انطلاق محاولة جديدة لإعادة محادثات السلام في جنيف... و3 قتلى من النظام في إطلاق نار

تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق ثلاثة عراقيين أدينوا بالإرهاب

العراق يصادق على 340 حكماً بالإعدام في قضايا إرهابية وجنائية رغم انتقادات وضغوطات حقوقية ودولية

مقتل 11 من «الحشد» بكمين في صلاح الدين/نائب عراقي يربط تدهور الأمن بإعادة عائلات «داعش»

“ مسؤول عسكري أميركي يزور السودان بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب

تحرير 32 مصرياً مختطفين في طبرق… ووفاة 3 بعد تعذيبهم

التهديدات بالقتل تلاحق نواب الكونغرس الأميركي قبل مساءلة ترامب/بايدن يعيد حظراً على دخول القادمين من عشرات الدول إلى الولايات المتحدة بسبب "كورونا"

ترامب يتخلى عن إنشاء حزب جديد

من هو "ماهر بيطار" الذي عينه بايدن في منصب استخباراتي رفيع؟

اشتباكات عسكرية صينية – هندية في الهيمالايا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكاهن/الأب سيمون عساف

كان زكريّا/الأب سيمون عساف

عون يستغل "ورطة" سلامة: عهد الهدم الشامل سياسة واقتصاداً/منير الربيع/المدن

عون يخوض معركة حياة أو موت "عهد": التمديد لمجلس النواب تمديد له/ملاك عقيل/أساس ميديا

"القوات" و"الكتائب"... خلاف يحتاج إلى قليل من المزاح/إيلي القصيفي/أساس ميديا

باسيل - عون: معركة الرئاسة بين الطائف وتغيير النظام/هيام القصيفي/الأخبار

التمديد للبرلمان أمر واقع… وعون يخطط لملء الفراغ/محمد شقير/الشرق الأوسط

الخليج ولبنان: حسابات الربح والخسارة/محمد قواص/سكاي نيوز

كل طرف يحاول شراء “الورقة الضامنة”/عمر الراسي/أخبار اليوم

ما دور السيّد في الحملة على سلامة وضرب صورة مصرف لبنان؟/سعد الياس/لقدس العربي

بشير الجميل أراد الحياد وفصل لبنان عن أزمة الشرق الأوسط..قاتل بشير قتل الحريري وفجّر بيروت/نوال نصر/نداء الوطن

سليماني... قائد في إيران و"خمينيّ" في لبنان/علي الأمين/نداء الوطن

الحكومة في علم الغيب والتيار: الحريري لا يقرأ المتغيّرات/غادة حلاوي/نداء الوطن

تناغُم "قواتي" - "إشتراكي" على وتر إعتذار الحريري/ألان سركيس/نداء الوطن

طلاسِم الوزير/بشارة شربل/نداء الوطن

الأمن الذاتي يعود إلى مناطق لبنان من باب الصحة ...مبادرات تُعيد النفَس إلى بلد نفَسه مقطوع/زيزي إسطفان/نداء الوطن

فن تحويل الخرائط إلى أوراق/غسان شربل/الشرق الأوسط

أولى عثرات بايدن الخارجية قد تكون مع إيران/إيلي ليك/الشرق الأوسط

بين صلابة الديمقراطية الأميركية و«الترمبية»/سام منسى/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون قلد كوبيتش وسام الارز واستقبل شريم: لبنان متمسك بالمواثيق الدولية والقرار 1701

الكتائب» يبلور ورقة سياسية لجبهة معارضة جديدة في لبنان

وهبه بعد لقائه سفيرة سويسرا: على وسائل الإعلام تغطية خبر القضاء السويسري من دون تأويل

لقاء سيدة الجبل:التمسك بالطائف والشرعيتين العربية والدولية أقدس الواجبات الوطنية

المكتب السياسي لامل: للاسراع في تأليف حكومة مهمة تبدأ بوضع خطة إنقاذ الوطن واخراجه من نفق الازمات

جميل السيد تقدم بطلب رسمي الى عويدات لإدراجه بصفة شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصرا

جنبلاط رفض المتاجرة السياسية باللقاح: ليس هناك جبهة للمعارضة وسلاحنا ضد الهجمات الإعلامية الصمت وعدم الرد

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ

إنجيل القدّيس متّى16/من11حتى20/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء». قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات». حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95215/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d8%b2%d8%b9%d8%ac%d9%87%d9%85-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a/

اضغط هنا للإستماع لتعليقنا نص وفيديو الذي هو موضوع ردنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

التعليق الغاضب واللابط وجوه من باعوا قضيتنا ودماء الشهداء كان فقط رداً على بيان شركة قوات سمير جعجع وخلفياته الذمية والإستجدائية للمحتل الإيراني والذي تعامى عن المحتل وعن القرارات الدولية وسوّق لمفهوم التلهي فقط بأعراض مرض الإحتلال على خلفية أجندية رئاسية وسلطوية ذاتية.

البيان الفضيحة المرفق مع التعليق هو تعتير وعار وتخاذل ولا يمت بعلاقة أو بصلة للقوات اللبنانية والبشيرية التاريخية التي قدمت للبنان الشهداء والتضحيات.

قوات هذا الرجل هي شركة تجارية فاشلة ملكه وملك حرمه وفي غير عالم وفي غير مكان .

الصراحة ضرورية وكذلك الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها لأننا لسنا عبدة أشخاص.

أما عن عون فهو سقط من حساباتنا السيادية والإستقلالية والإيمانية منذ العام 2006 ولا نرى فيه أي شيء غير نموذجاً للاسيفورس… هو ترك القضية ونحن بقينا ولا نزال في مكاننا أحراراً لا نحابي أحد ولا نساوم على شيء.

أما الردود التي اتهمتنا بالحقد فهي ردود في غير واد وغارقة في مفهوم عبادة الرجل وليس التقيد بالقضية، كما أن غالبية الانتقادات كانت فاقدة للرؤية الشاملة وغارقة في عمى التونالية.

جعجع السياسي والقائد منتهي الصلاحية برأينا المتواضع وهو فاشل وذمي وبس هيك ومش فرق كتير بينه وبين عون اللاسيفورسي.

الجوز عون وجعجع ما جابوا غير الكوارث والهزائم وثقافة الإستسلام والذمية.

في الخلاصة: إن لبناننا المقدس يستحق قادة من غير خامة هذا الثنائي الشارد على كل ينابيع الإيمان والرجاء والعطاء والتجرد والتضحيات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

22 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

إن وضعية السيد سمير جعجع المعرابي الحالية تقول بأنه عملياً وواقعاً وممارسات، وطبقاً لكل المعايير ذات الصلة، هو سياسي منتهي الصلاحية السياسية والاستقلالية والسيادية ومنذ زمن طويل.

كما أنه فاقد للمصداقية وللثقة ولكل مقومات الثبات على مواقف أو تحالفات أو أطروحات، ومن هنا فإن كل مقارباته وتحالفاته دائماً تأتي فقط وفقط على خلفية “قوم تا اقعد محلك”.

هذا الرجل ومنذ أن عرفه مجتمعنا المسيحي خلال حقبة الحرب لم ينجح في أي عمل مارسه لا في السياسة ولا في العسكر ولا في عقد الإتفاقات، وهو كان ولا يزال في نظر الكثيرين ونحن منهم عنوناً ومثالاً فاقعاً للأنانية وللفشل تضرب فيه الأمثال.

نحن نرى بأن كل مقارباته مبنية ودائماً على وهم يعشعش في مخيلته، وهو أنه أذكى وأشطر من كل الناس، والأخطر هنا في مكونات هذا الوهم أنه مقتنع بإمكانيته الدخول في أي صفقة أو اتفاق أو تحالف ومن ثم ينقلب عليها وقت يشاء..ولنا هنا خير أمثلة في خيانته وانقلابه على ثورة الأرز، تجمع 14 آذار.

تحالف س س (سعد سمير) انقلب عليه وخرج خاسراً، اتفاق الطائف انقلب عليه وانتهى في السجن، ورقة نوايا معراب انقلب عليها وطلعت سلته بتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم فاضيي، انقلب على ثورة الأرز وما حقق حلمه الرئاسي، وفرط 14 آذار وكمان ما شاف كرسي بعبدا،  وتطول القائمة وتطول.

بيقول المثل، “القبضاي بيفوت ع تم الديب وبيطلع منو سليم” ولكن المعرابي المتشاطر والباطني والمتذاكي ما من مرة دخل تم ديب إلا وخرج منه مطوحناً.

نواقص بيانه التعتير الذي حمل عنوان “تشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة”

1-تعامي كامل عن واقع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله.

2- تهلي عن سابق تصور وتصميم  بأعراض الإحتلال وقد سماها بتذاكيه الغبي “الأكثرية الحاكمة”.

3- نكران معيب وخطير وذمي للقرارات الدولية وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559 و1701 و1860.

4- تجاهل لواقع فشل كل القوى النيابية “وخصيها” في ظل احتلال حزب الله منذ العام 2005.

5-حسابات خاطئة باعتبار الناس اغبياء وجهلة وبالإمكان تبليعهم بيان كله رزم نفاق وأكاذيب تخدم أجندته الرئاسية.

6-تخييط البيان وتفصيله تم بهدف استرضاء وارضاء حزب الله والقول له نحن مستعدين نشتغل تحت حكمك واحتلالك بس تكرم علينا بكم نائب زياده.

ولنفترض أن هذا المتشاطر المنتهي الصلاحية حصل على 128 نائباً وانتخبه حزب الله رئيساً للجمهورية .. فماذا بمقدروه أن يفعل.. بالطبع لا شيء بظل احتلال حزب الله وسيكون مجرد دمية رئاسية.

حبذا لو تمتع المعرابي بالصدق والجرأة وصارح الناس وقال لهم “انا كل همي صير رئيس”.. والباقي تفاصيل وما إلها أهمية عندي، وليش عون أحسن مني.

وترى على مين عم يندح تا يعمل تحالف معو.

مع الكتائب قطيعة وحروب اعلامية وتخوين واتهامات.

مع المردة صراع ع الكرسي.

مع الحريري ألف مشكل ومشكل.

مع جنبلاط الغارق في أخضان بري وحزب الله ويلي كل يوم بمزاج وبموقف؟

مع بري التابع لحزب الله؟؟

مع مين؟ مع الثوار يلي رافضينه ورافضين كل أصحاب شركات الأحزاب؟.

في الخلاصة، فإن المعرابي هو منتهي الصلاحية وغير مطابق للمواصفات ومن أو كلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

بايدن يعارض أي حل على حساب لبنان

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحسب ما اعلن قصر الاليزيه وجود تقارب كبير في وجهات النظر بينهما بشأن القضايا الدولية الرئيسة، وأعربا عن “رغبتهما في العمل معاً من أجل السلام في الشرقين الأدنى والأوسط، ولاسيما في الملف النووي الإيراني والوضع في لبنان”. بدا جليا من بيان القصر الرئاسي الفرنسي، ان ماكرون حرص على ذكر لبنان من بين الملفات الكثيرة الدسمة التي اثارها مع نظيره، على رغم كونه تفصيلا مقارنة معها. في الحرص اشارة واضحة الى استمرار الاهتمام الفرنسي بلبنان وازمته واصرار على استكمال المبادرة التي اطلقها عقب انفجار المرفأ المشؤوم من خلال اثارتها مع رئيس دولة عظمى عُلقت استحقاقات كثيرة في العالم عموما ولبنان خصوصا على لحظة اعلان فوزه ثم تسلمه منصبه وفي مقدمها الحكومة التي لم يُفرج عنها على رغم دخوله البيت الابيض. هذا الدخول بحسب ما تقول اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ”المركزية” يخضع لصولات وجولات من البحث والتمحيص في دوائر القرار لدى الجمهورية الاسلامية وحزب الله الذي تكشف انه شكل فريقا لدراسة اداء قاطن البيت الجديد وتحليل مواقفه السياسية وهوية معاونيه خلال فترة الـ100 يوم ليبنيا في ضوئها على الشيء مقتضاه، ورسم الاستراتيجية الواجب اتباعها لمرحلة السنوات الاربع المقبلة. وكما الحزب كذلك العهد وتياره البرتقالي، اذ تعرب اوساط دبلوماسية عن اعتقادها بأنهما يراهنان على الادارة الجديدة ونهجها السياسي والمسار الجديد في المنطقة بما سيطرأ عليه من تغييرات مرتقبة، بعدما ربطه حزب الله بالملف الاقليمي والمحور الايراني. بيد ان الاوساط تستبعد ان يحرك بايدن وادارته ملف لبنان قبل الربيع المقبل، ولو ان الاشارة الفرنسية ضخت جرعة امل بامكان ان يحرز التنسيق الاميركي- الفرنسي في شأن لبنان نقلة ما على مستوى حل ازماته، مرجحة ان يرسل بايدن موفدا الى بيروت في وقت لاحق، اذا ما سمحت الظروف السياسية والصحية، خصوصا انه يعرف لبنان جيدا ويتمتع بشبكة علاقات واسعة ومتينة مع شخصيات سياسية لبنانية ويعرف خفايا شؤونه وتعقيدات الوضع بما يسهّل التعاطي مع ملفه، وهو الوحيد الذي زاره منذ عهد الرئيس باراك اوباما حينما كان نائبا له، في عهد الرئيس ميشال سليمان، الذي تنقل اوساطه ان بايدن قال له آنذاك انه مع لبنان ويحبه وسيعارض اي حل على حسابه ولن يتخلى عن دعمه ومساعدته ولن يسمح لايران او سواها بالسيطرة عليه. “اني اعدكم بالمحافظة على وطن الارز”، قال آنذاك  لسليمان الذي يؤكد انه  كان واضحا في حسم  موقفه من دعم لبنان. وهو ما انعكس في مضمون برقية التهنئة التي بعث بها سليمان الى بايدن.

 

الحزب” لن يتدخل… ولا حكومة قبل أن يصدر الأمر من طهران!

 وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

تبدو المهلة الذي تم ايهام الرأي العام اللبناني بها، وتصويرها كحدّ فاصل بين مرحلة جمود الاتصالات الحكومية من جهة، ومرحلة اعادة تزخيمها من جهة ثانية، وتتمثل في تسلّم الرئيس الاميركي جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الابيض، تبدو سقطت هي الاخرى، وانضمت الى مواعيد كثيرة تم إلهاء الداخل بها منذ استقالة حكومة حسان دياب في آب الماضي، لتترسّخ أكثر القناعة الموجودة اصلا لدى اللبنانيين بأن لا ارادة بفك أسر الحكومة راهنا، وبأنها لا تزال مكبّلة بسلسلة شروط لا تنتهي. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، التعطيل مستمر ولا قرار بعد بالتشكيل. في الظاهر، يحول الخلاف بين فريقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري، دون إبصار الحكومة النور. المواجهة بين الطرفين قاسية والهوّة بين الجانبين من الصعب لا بل من المستحيل ردمها، وفق المصادر. وقد بات واضحا ان بعبدا لا تريد الرئيس الحريري في السراي، هي تغطي هذا الرفض بلاءات كثيرة تضعها على تركيبته الوزارية، وتشترط عليه تغييرها واحترام وحدة المعايير والنصوص الدستورية، ودور رئيس الجمهورية وصلاحياته في عملية التأليف (…) غير ان هدفها الاساس هو إبعاده من الصورة ودفعه الى الاعتذار… اما الحريري، فيبدو حتى الساعة لن يرضخ لكل هذه الضغوط، وليس في وارد لا التغيير في تركيبته الوزارية التي سلّمها لعون منذ اسابيع، ولا في تبديل وجهة نظره من كيفية التأليف ودور الرئاسة الاولى في هذا الاستحقاق. الخلاف كبير وعميق، ويتغذّى من فقدان كيمياء “شخصية” لا من اعتبارات “دستورية” فقط، لكن وفق المصادر، السبب الاساس خلف تعثّر التأليف موجود في الضاحية. فهي توضح ان لبنان واقع تحت الهيمنة الايرانية، بقرار ودفع واضحين وقويين من حزب الله يغطيّهما العهد. وحتى الساعة، لم يصدر بعد أمر الافراج عن الحكومة اللبنانية من طهران، ولذلك، نرى التعطيل يتمدد والوساطات تفشل، ورفعَ السقوف بين بعبدا وميرنا الشالوحي وبيت الوسط، على حاله. أما حين تدق ساعة التأليف في الجمهورية الاسلامية، فإن كل هذه العقبات ستتلاشى، وسنرى حزب الله يحرّك عجلاته فعلا لا قولا، على خط حلفائه لتسهيل التشكيل. وفق المصادر، لا يريد الحزب، خسارة ورقة تشكيل الحكومة في هذا الظرف، خصوصا وان الامورفي المنطقة غير واضحة بعد، لا بالنسبة للازمة السورية والخيار السياسي للرئيس بشار الاسد ومصيره وموقفه من موضوع التطبيع، ولا بالنسبة الى العلاقات الايرانية – الاميركية والملف النووي الايراني. وعليه، يناسبه التريث الحاصل اليوم، كونه لا يريد لا كسر عون ولا خسارة باسيل وغطائه لسلاح الحزب، كما انه لا يريد خسارة الرئيس الحريري في السراي وما يؤمّنه له من مشروعية يحتاجها اقليميا وعربيا، خاصة وان تخطّي الحريري، يمكن ان يستفزّ الشارع السني، ويشعل فتنة سنية – شيعية يخشاها حزب الله. حتى الساعة، الحزب يحتفظ بالحكومة “معلّقة” كورقة ضغط في خدمة ايران، ولا تشكيل قبل ان يصدر الامر من طهران.

 

جديد في تحقيقات المرفأ قريبًا… هل ستسمح المنظومة بإدانة دمشق؟

 وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

على الصعيد القضائي المحلي، دخلت التحقيقات في قضية انفجار المرفأ مرحلة سبات عميق منذ ان اعلن المحقق العدلي في الجريمة القاضي فادي صوان تعليقه مهامه مؤثرا انتظار قرار محكمة التمييز في طلب الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر (المدعى عليهما) تنحيته، في هذا الشأن. ومع ان “التمييز” سمحت منذ اسابيع لصوان، باستئناف نشاطه ومعاودة تحقيقاته، الا ان اي جديد منذ ذلك الحين لم يُسجّل في ملف “انفجار العصر”. في مقابل هذا الخواء الداخلي، تتحرك القضية بقوة في الاعلام الغربي، الذي لا ينفك يضيء، في شكل شبه يومي، على معطيات متعلّقة بنيترات الامونيوم الذي خُزّن في المرفأ، وكان السبب الاساس في دمار العاصمة وقتل أهلها وتحويلهم الى مصابين ومشرّدين، في غضون ثوان لا أكثر. واللافت في هذه المعلومات الصحافية، أنها تتقاطع كلّها عند كون المواد المتفجّرة هذه، “وُضّبت” في بيروت، لصالح النظام السوري، بشكل او بآخر، عبر شخصيات ورجال اعمال مقرّبين منه… فقد نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية السبت، تقريراً، يشير إلى وجود معلومات جديدة تدل إلى احتمال تورط النظام السوري، بانفجار بيروت الضخم. وقال التقرير إن معلومات جديدة توفرت بأن آلاف الأطنان من نيترات الأمونيوم التي انفجرت، من المحتمل أنها كانت متجهة إلى نظام الأسد في سوريا…

ومنذ اسبوع، كشفت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، معلومات عن أن بيروت كانت ‏الوجهة المقصودة لباخرة “روسوس” التي كانت تحمل أطنان النيترات، وليس موزمبيق وفقاً للأرقام الرسمية. ولفتت الصحيفة إلى احتمال أن يكون انفجار المرفأ أتى نتيجة محاولات مسؤولين سوريين الحصول عليها لاستخدامها في الأسلحة. ووفق المعلومات، فإن رجلي أعمال مزدوجي الجنسية (سورية وروسية) يقفان خلف إحضار هذه المواد إلى مرفأ بيروت، وهما مدلل خوري وجورج حسواني اللذان يرتبطان بنظام الأسد وتمويله. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الصلات واضحة بين شركات مرتبطة بحسواني وخوري من جهة وشركة “سافارو ليمتد” ‏التي اشترت شحنة النيترات عام 2013، من جهة أخرى… وليكتمل المشهد، كُشف الاسبوع الماضي، عن وصول باخرة الى لبنان آتية من الصين، على متنها 10 مستوعبات تحتوي مادة “الصوديوم سالفايد”، على أن يتم شحنها عبر الترانزيت إلى سوريا، علما أنه يُمكن استخدام تلك المواد في القطاعات العسكرية والصناعية والطبية والكيميائية. إزاء هذه المعطيات، تسأل مصادر مطّلعة عبر “المركزية” عما اذا كانت المعلومات الجديدة التي كشف النقاب عنها، يمكن ان تساعد صوّان في بحثه عن الحقيقية، عموما، وعن الجهة التي تقف خلف إنزال المتفجرّات في بيروت، خصوصا، قبل ان تشير الى ان ما تمّ تسليط الضوء عليه، اذا لم يُصر الى الاستفادة منه في الداخل، يُمكن- لا بل يفترض- ان يتم تجييره الى المحافل القضائية الدولية، لادانة النظام السوري. غير ان المصادر تلفت الى ان، في الظاهر، يبدو الهدوء سيّدا على ضفة التحقيقات. أما، بعيدا من الاضواء، فصوّان، الذي قد يزور بعبدا قريبا، لا يزال يواصل نشاطه، ومن غير المستبعد ان نشهد في الايام القليلة المقبلة تطورات جديدة في هذه القضية، مشيرة الى وصول مرتقب لمحققين غربيين الى لبنان في اطار التعاون في التحقيقات. غير ان السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو “هل ستسمح المنظومة لصوّان بالمضي قدما في تحقيقاته؟ فبعد ان التفّت حول نفسها واستلّت سلاح الحصانات النيابية والطائفية والمذهبية لحماية المدّعى عليهم، كيف يمكن ان تتصرّف اذا أخذت المعطيات الجديدة حول هويّة مورّدي النيترات الى ربوعنا، التحقيق في اتجاهه الطبيعي، أي دمشق؟ هل سيسكت حلفاؤها – وهم الاقوى اليوم في لبنان – ويتفرّجون على صوّان؟! الجواب معروف، لكن لا بد من التأكيد ان الرّجل الذي طوّقته المنظومة، يقف وراءه الناس ومعظم الجسم القضائي.

 

طرابلس "تنتفض" ليلاً.. عشرات الجرحى والمعتقلين

جنى الدهيبي/المدن/25 كانون الثاني/2021

قبل ثلاثة أيام بالضبط كان عنوان تقريرنا "طرابلس على شفير الانفجار". وهذا ما حدث بالضبط مساء اليوم الاثنين. وبغتة، خرجت الاحتجاجات الشعبية في طرابلس عن السيطرة مع تقدّم ساعات ليل الاثنين 25 كانون الثاني، تخللتها مواجهات عنيفة بين عشرات المتظاهرين وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، إلى أن انتهت المواجهات بإلقاء القبض على العشرات، واستقدام عدد كبير من ملالات الجيش، التي ضبطت الوضع الأمني في ساحة النور ومحيطها. وكانت طرابلس قد شهدت منذ أيام سلسلة من التحركات الشعبية احتجاجًا على الإقفال العام، وحرمان آلاف المياومين في المدينة من تأمين لقمة عيشهم. وبعد ظهر الاثنين، انطلقت سلسلة من التحركات الشعبية التي تضم شباباً في العشرينات من عمرهم، معظمهم من العاطلين عن العمل، جابوا شوارع المدينة بالتظاهرات المتحركة، وتوجهوا نحو بعض منازل النواب والمسؤولين، مطالبين بفك الإقفال العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية لمستويات خطيرة. 

وفي جولةٍ على المتظاهرين قبيل انطلاق تحركاتهم، أكد معظمهم لـ "المدن" أنّ "كورونا لن يرعبنا، لأننا لم نعد نحتمل كل هذا الذل الذي نعيشه، وسنفعل المستحيل حتى ندفع جميع الناس للنزول إلى الشارع ضد سلطة جوّعتنا ونهبتنا وحرمتنا من أدنى حقوقنا". 

توتر شديد

لكن، ومع انتقال التحركات ليلًا إلى محيط سراي طرابلس، بدأت المدينة تشهد توترًا شديدًا، ورشق المتظاهرون مبنى السراي بالحجارة بشكل كثيف، احتجاجًا -حسب قول بعضهم- على الاقفال العام وتسطير محاضر الضبط بحق مخالفي مقررات الإقفال، إلى أن اندلعت المواجهات في ساحة النور ومختلف مساربها، وتخلل المواجهات استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وكان الصليب الأحمر اللبناني قد أفاد أنه تم استقدام 6 سيارات إسعاف، نتيجة اصابة 41 شخصاً، وجرى نقل 12 جريحاً إلى المستشفيات، وتم علاج 29 شخصًا في مكان الأحداث. وقبل انتهاء المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والجيش، وما تخللها من كر وفر ورشق للحجارة وقنابل المولوتوف والرصاص المطاطي وإضرام للحاويات والإطارات وإصابات في صفوف الطرفين، سادت حالة من الذعر في المدينة، كما عبّر المواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن خوفهم على أمنهم وممتلكتهم، ودعا بعضهم "الحكماء" للتدخل من أجل تهدئة الأوضاع، "منعًا لتسلل طابور خامس بين المتظاهرين".   وسبق لـ "المدن" في تقارير سابقة أن أشارت عن عزم بعض المجموعات لفكّ الإقفال العام، ولاستعادة موجة التحركات ضدّ السلطة في محاولة لاستئناف زخم انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.

المشهد الأمني

لكن، تفيد معلوماتنا أيضًا، أن بعض المجموعات التي سبق أن أثيرت حولها الشبهات في طرابلس ما بعد انتفاضة تشرين، سواء على مستوى ارتباطتها الأمنية أو السياسية، تسعى لاستغلال معاناة أبناء المدينة عبر دفع بعض شبابها للتحرك لمواجهات القوى الأمنية، في ظل المخاوف من إحياء سيناريو المواجهة مع الجيش، كما سبق أن حصل في مواجهات عديدة في البداوي وعند أوتوستراد باب التبانة وفي ساحة النور.   هذا، ومن المتوقع أن تستمر التحركات والمواجهات العنيفة الليلية في طرابلس في الأيام المقبلة، ما يعني أن المشهد الأمني في طرابلس بدأ يعود مجددًا. وهو ما قد يؤشر إلى تدهور الأوضاع في لبنان عمومًا، على قاعدة أن كل غضب شعبي تلوح بوارد انفجاره من الشمال.

 

متحدون: طلبنا نسخة من مراسلة السلطات السويسرية حول طلب المساعدة في التحقيق بتحويلات تخص سلامة

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

أعلن تحالف "متحدون" في بيان، أنه "تقدم أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بطلب الاستحصال على نسخة من المراسلة التي أرسلتها السلطات السويسرية إلى لبنان، والتي تتضمن طلب مساعدة بتحقيق جنائي تجريه بشأن تحويلات مالية تخص المدعى عليه من قبل التحالف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بقيمة 400 مليون دولار أميركي، وذلك عن طريق النيابة العامة التمييزية أو وزيرة العدل ماري كلود نجم، حيث سيتابع "لقاء سمالفيل" الموسع هذا الملف بالتعاون مع محامي متحدون". وذكر بأن "مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون حددت موعد جلسة استماع في الملف الثلاثاء في 2 شباط المقبل، في ضوء عرض محامي متحدون ولقاء سمالفيل لمعطيات إضافية هامة تفيد التحقيق".

 

“حزب الله” قلق من الحديث عن مفاوضات سورية- إسرائيلية/جنبلاط: لولا الدعم الذي يأتي من العاملين في دول الخليج لزال ما تبقى من لبنان

بيروت ـ “السياسة” /الإثنين 25 كانون الثاني 2021

يتابع “حزب الله” بقلق، وفقاً لمعلومات “السياسة”، تطورات الأوضاع المستجدة في المنطقة، في ضوء ما تم تسريبه عن اتصالات سورية- إسرائيلية جرت برعاية روسية في قاعدة حميميم، التي يستخدمها الجيش الروسي قرب اللاذقية، وفي ظل كلام إيراني عن استعداد لفتح حوار مع الدول الخليجية، ومن بينها التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل. وأشارت المعلومات إلى أن قيادة “حزب الله” تنظر بعين الريبة إلى هذه التطورات، لما ستتركه على وضع الحزب المأزوم أصلاً، نتيجة الحصار المفروض عليه وعلى النظام الإيراني، وبالتالي فإنه يدرك أن تطور في العلاقات الإيرانية العربية والسورية الإسرائيلية سيكون على حسابه، باعتبار أن الإيرانيين والسوريين لا يهمهم إلا تأمين مصالحهم، وفك الحصار الدولي المفروض عليهم، في ظل رهان إيراني على عودة الاتصالات مع الأميركيين في عهد إدارة جون بايدن الجديدة، وما يتصل بالملف النووي الذي قد يتم وضعه على الطاولة من جديد. وأشارت المعلومات، إلى أن “حزب الله” يشهد ورشة تنظيمية في صفوفه بإشراف شخصي من الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وذلك في إطار المتغيرات التي طرأت على الساحتين الداخلية والخارجية والاستفادة من نقاط الضعف التي ظهرت في الفترة الأخيرة على الصعيد المؤسساتي وسد الثغرات الناتجة عنها من خلال إطلاق حيوية جديدة. من جانب آخر، ووسط غياب أي معطى داخلي يوحي بإحداث خرق في جدار أزمة تأليف الحكومة، رأى رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، أن “المبادرة الفرنسية، أو ما تبقى منها، أُفشل، لأن الحكومة التي طالبت بها فرنسا لم تتشكل، والقوى المهيمنة اليوم، حزب الله والتيار الوطني الحر، حتى هذه اللحظة لم يأتهم الضوء الأخضر لتشكيل حكومة، وأعود وأقول للشيخ سعد الحريري، حتى لو كنت من أنصار نظرية التسوية، فهذه القوى تتحكم بكل شيء، والدخول مع هذه القوى خسارة، وهو حر”، مؤكداً في حوار مع المغتربين، أنه “ليس هناك جبهة للمعارضة، أنا معارض، وهناك غيري مستاءٌ من هذا الحكم، لكن ليس هناك من جبهة معارضة، فلا يتوهم أحد بأننا يمكننا العودة إلى ما كان يُسمى 14 آذار، تلك الأيام شيء، واليوم شيء آخر، وعملية استعادة الأموال تحتاج إلى قانون وقضاء، القضاء اليوم مشلول لأن هناك جهة سياسية تسيطر على القضاء”. وبشأن اللبنانيين العاملين في دول الخليج، سأل جنبلاط: “من أين نحن كلبنانيين لا نزال نعيش إلى حدٍ ما؟ من عشرات الآلاف والمئات، منهم في الإمارات والخليج. نحن لا علاقة لنا بسياسات دولهم، المهم أن نتقيد بالقانون في هذا الدول، وأن لا نتدخل في شؤونهم الخاصة، ولا علاقة لنا بسياسات الخليج، إذ لولا الدعم الذي يأتي من العاملين في دول الخليج العربي يزول ما تبقى من لبنان، والوقت ليس مناسبا للدخول في ما ليس من مصلحتنا”. وفي إطار المشاورات التي يقوم بها، أجرى الرئيس فؤاد السنيورة، اتصالا بالبطريرك بشارة الراعي، تم خلاله تداول الاوضاع الراهنة في البلاد. وثمن الرئيس السنيورة المواقف الوطنية التي تصدر عن البطريرك في هذه الايام وعلى وجه الخصوص “دعوته والحاحه لتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين تتولى انقاذ لبنان من المآزق التي يتخبط بها”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 25/1/2021

وطنية/الإثنين 25 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

غدا تطلق المنصة الالكترونية لتوزيع اللقاحات التي يبدأ وصولها الاسبوع المقبل فيما عداد الوفيات والاصابات بالوباء في لبنان ما زال مرتفعا، ما يعكس واقعا خطرا إذ بالارقام وصلنا الى 22 في المئة من الفحوصات الايجابية يوميا فيما الولايات المتحدة تسجل 9,5 في المئة من الفحوص الايجابية يوميا. وبالارقام ايضا سجل عداد كورونا اليوم اربعا وخمسين حالة وفاة و2652 اصابة.

وفيما تحورات وباء كورونا تثير الذعر والهلع نتيجة سرعة انتشار الفيروس وهو اكثر فتكا ما يشكل مزيدا من الضغط على القطاع الصحي المنهك، بشرى سارة من موديرنا التي اعلنت فعالية لقاحها في مواجهة السلالتين المتحورتين البريطانية وجنوب أفريقية.

سياسيا ملف التشكيل الحكومي مجمد، والوساطات متوقفة وعالقة على طريق بعبدا ـ بيت الوسط المقطوعة، وكأن لا شعب يجوع من الفقر ويموت من المرض ولا مستشفيات تعجز عن استقبال المصابين ولا أبسط الادوية مفقودة في الصيدليات ولا اسعار المواد الغذائية تحلق في شكل فاحش وجنوني.

وفي غياب اي تطور سياسي قفز الى واجهة الاهتمام ملف التحقيق السويسري المالي الذي حضر في وزارة الخارجية في اطار التنسيق بين لبنان وسويسرا. وقد اكد الوزير وهبي ان السرية مطلوبة الى ان يقول القضاء كلمته.

البداية من المنصة الالكترونية لتوزيع لقاح كورونا التي تطلق غدا الدكتور وليد خوري اكد ان آلية التسجيل سهلة وبعيدة عن التدخلات والوساطات...

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون nbn"

فيما تتكثف الإجتماعات لإطلاق عمل المنصة الرسمية للقاحات من المفترض أن تنطلق عملية التلقيح في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

وإذا كان الحجر المنزلي إلزاميا للحد من توسع دائرة إنتشار فيروس كورونا القاتل إلى حين وصول اللقاح، فإن الأزمة المعيشية بكل تفاصيلها تضغط على أنفاس يوميات المواطنين.

وإذا كان الوضع الصحي ضاغطا فإن الأوكسيجين الذي يجب توفره اليوم قبل الغد وبالأمس قبل اليوم، هو حكومة جديدة تتحمل المسؤوليات الوطنية، بعيدا عن الترف السياسي الذي يعيشه البعض، وكأن هذا البعض يعيش على كوكب آخر.

حركة أمل جددت المطالبة عبر مكتبها السياسي بالإسراع في تشكيل حكومة مهمة وإنقاذ، في وقت بات المجتمع مهددا بانفلات أمني واقتصادي واجتماعي هو أخطر على الوطن من أي عنوان آخر، ونداءات البطريرك بشارة الراعي تتكرر لكن حتى الساعة الخلاف مستحكم ومستمر في شأن الشكل والعدد والحصص ما جعل الناس تكفر بكل السجالات والتبريرات والبيانات التي لا تصرف عند الناس ولسان حالهم: ألا تخافون محكمة الضمير إذا ما كان ثمة ضمير؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

عام 2004، شكل التقارب الاميركي - الفرنسي في قمة النورماندي الشهيرة بين الرئيسين جورج بوش الإبن وجاك شيراك، والذي وضع حدا للجفاء بين الدولتين العظميين إثر الخلاف على اجتياح العراق عام 2003، شكل مدخلا إلى تسوية الإشكالية السيادية في لبنان، وأدى عمليا إلى صدور القرار 1559، ومن ثم إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

فهل يتوقف حل الاشكالية السياسية الراهنة في لبنان، والتي تولد أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية متعاظمة، على التواصل الاميركي - الفرنسي الذي بدأ بنفس جديد، بعد نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب؟.

قد يكون من المبكر جدا الحكم على النتائج، أو الافراط في التفاؤل او التشاؤم، لكن الأكيد أن الحدث اللبناني في الساعات الاخيرة كان دوليا بامتياز، باتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الاميركي جو بايدن، وصدور بيان عن قصر الاليزيه اعلن في وضوح ان الملف اللبناني كان حاضرا في النقاش بين الرئيسين، وأنهما يتشاركان الرغبة في العمل معا من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط، ولاسيما بما يتعلق بالملف النووي الإيراني والوضع في لبنان، فيما اعتبر بيان البيت الابيض ان الاتصال الاول بين الجانبين منذ تنصيب بايدن عبر عن ارادة الرئيس الجديد في تعزيز العلاقات الثنائية مع الحليف الاقدم لواشنطن، مشددا على أنهما اتفقا على العمل معا في شأن أولويات السياسة الخارجية المشتركة.

وفي انتظار بلورة المشهد الدولي والإقليمي، الذي بات البعض يراه ضروريا لإعادة رسم الصورة الداخلية، تبقى الاولوية المطلقة لمعركة الحياة او الموت بين الشعب اللبناني والفيروس القاتل، وهي على موعد غدا مع اطلاق المنصة الخاصة باللقاحات، والتي نبدأ من تفاصيلها نشرة الاخبار.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

المخالفات الفردية تقمع، والغرامة جاهزة "وبتوجع"

والمخالفات الجماعية لا تمس، ولا غرامة ولا من يغرمون.

المخالفات الفردية والغرامات في بيروت والمتن وكسروان وجبيل ومناطق أخرى.

والمخالفات الجماعية ولا غرامات، في طرابلس وصيدا ومناطق أخرى.

أما وباء كورونا فلا يعرف بيروت ولا طرابلس ولا صيدا "شغلتو وعملتو" تصيد أكبر عدد ممكن ممن لا يتبعون سبل الوقاية والسلامة العامة، "وبعدين بتطلع الصرخة": المستشفيات امتلأت، ولا اسرة.

نحن أمام مأزق ومعضلة: السلطة تقول: لا تبطيئ للوباء من دون الإقفال، أي تعطيل الأعمال.

العمال، وبخاصة المياومون يقولون: إذا لم نعمل "ما منطلع مصروفنا" والدولة لا تعوض...

السلطة، من وجهة نظرها في تخفيف عداد الوباء، على حق.

العمال المياومون، من وجهة نظرهم أن السلطة لا تعوض عليهم، على حق.

وبين حقين، كيف تحل الأمور؟ قلنا إنه مأزق ومعضلة، لكن إذا بقي التشنج قائما، فلا السلطة ستستطيع المعالجة ولا الذين على الأرض سيصلون إلى مطالبهم... المستفيد الوحيد كورونا الذي سيفتك من دون تفرقة أو تمييز... وغدا تعجز سيارات الإسعاف عن نقل المصابين، وتعجز المستشفيات عن استقبالهم... إنها الدوامة. وفي ظل هذه الدوامة حقق العداد اليوم أربعا وخمسين وفاة فيما انخفض عدد الإصابات ليبلغ ألفين وستمئة واثنتين وخمسين إصابة.

في ملف حاكم مصرف لبنان والقضاء السويسري تطورات، الاول لقاء بين وزير الخارجية والسفيرة السويسرية، بعد اللغط حول عدم قيام القضاء السويسري بسلوك الطريق الديبلوماسية عبر الخارجية اللبنانية، والثاني موقف لحاكم مصرف لبنان ردا على ما ينشر من ارقام، فأعلن أنه يمتنع عن الخوض علنا في الأرقام والحقائق لدحض كل الأكاذيب في ملف بات في عهدة القضاء اللبناني والسويسري، معتبرا أن كل الحقائق موثقة".

البداية من هذا الملف.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

لا شيء يحسم في سهولة في لبنان، والنهايات تبقى بعيدة في كل الملفات. هذه السمة مرافقة لأمهات القضايا وادقها... قد تأتي معللة بالظروف الخارجة عن الارادة، واحيانا كثيرة تكون مردية لكل الارادات الوطنية.

هذا ما يقال في ملف التحقيق في انفجار المرفأ حيث بحت حناجر اهالي الشهداء طلبا لما يشفي حرقة قلوبهم من الكشف عن متورط حقيقي يحضر امام قوس العدالة حيث علق التحقيق القضائي منذ اربعين يوما من دون البت في شكله واشكالاته، وسط مخاوف من بدء ظهور التداعيات الخطرة جراء حالة المراوحة وغياب المبرر العلمي والمنطقي لعدم إعلام الرأي العام بنتيجة التحقيق باسباب الانفجار، وفق ما اكدت مصادر متابعة لقناة المنار.

في جديد ملف حوالات حاكم مصرف لبنان، خروج الترصد السويسري الى العلن في بيروت عبر قنواته الديبلوماسية وفي اطار التعاون وحسن العلاقات، اما في العمق فيبدو ان ما يذهب اليه الملف سيدور حول 4 مليارات دولار خرجت الى البنوك السويسرية بين عامي 2017 و2020، وهي ليست لحاكم المركزي وحده.

للاسف هذا هو نصيب اللبنانيين مما يقترف بعضهم، حيث يواجه المواطن التنكر لحقه بمعرفة الحقيقة، او ان يدفعه بعض المرتمين في احضان المراهنين نحو ما هو اسوأ.

في مواجهة كورونا، ليس الوضع اسلم، بل اكثر تشاؤما، مع الدخول بمرحلة التمديد الاول، فيما العين على التمديد الثاني، نظرا لعدم تراجع عدد الوفيات، وتصاعد المنحى الشرس للسلالة البريطانية على كامل الاراضي اللبنانية.

والى ان يتلمس كل المهملين مرارة ما اقترفوه ضد اهلهم، تتأكد المطالب بضرورة عدم التساهل بفرض الاجراءات ترميما لهيبة الدولة في التعاطي مع هذه الازمة الماكثة طويلا، وايذانا بسلاسة الدخول الى مرحلة اللقاح المهدد بتنازع الدول على حصصه.

لليمن اليوم حصة كبيرة من اولى الصرخات المدوية بوجه الادارة الاميركية الجديدة، الادارة المقترفة لابشع المجازر ضد الامنين في هذا البلد مع حليفها النظام السعودي، المتمرس بسفك الدماء والتمادي بزرع فكر الارهاب والفتنة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

يطلق لبنان غدا منصة اللقاحات لجائحة كورونا فيما أطلق الرئيس الفرنسي منصة الجرعات السياسية المستخرجة عبر الألياف الهوائية في اتصال بالرئيس الأميركي جو بايدن والتخابر الشرعي بين الرئيسين الأميركي والفرنسي لم يقتصر على قمة المناخ والاحتباس الحراري بل تعداه الى الاحتباس الحكومي اللبناني والمناخ النووي الإيراني.

وبدا أن الإدارة الاميركية كلفت الرئيس ماكرون تأليف الحلول للملفين المتلازمين بشكل أو بآخر وترافق الاتصال الحراري ومعلومات أوردتها سكاي نيوز عن مصارد في البنتاغون أن إدارة بايدن ستطلق مباردة عبر وسطاء أوروبيين لفتح حوار مباشر مع طهران.

وتلزيم الوساطة لأوروبا في الملفين الايراني واللبناني من شأنه رفع نسبة التخصيب الحكومي محليا لكن لجهة إحياء المبادرة الفرنسية بمندرجاتها العابرة لحصص الأحزاب والزعامات السياسية ومن دون ربط الملف أو رهنه بنتائج عودة التفاوض على برنامج إيران النووي غير أن بداية الدبلوماسية الأوروبية الأميركية لا تلغي تحريك المياه الراكدة في بيروت وتفعيل المنصة الحكومية سواء زار سعد القصر أو قاطع عون الحريري.

وبمعزل عن أي اعتذار من الرئاسة أو مساعي المستشارين في دفع الحريري إلى الاستقالة طوعا وبملء إرادته بعد تطويقه فإن كل هذه العوامل لا تلغي ضرورة إقدام الرئيس المكلف على كشف الأوراق واللعب عالمكشوف وتكرارا، فإن حكومة المهمة "المغلفة" بطوابع سرية تستدعي اليوم نزع الغطاء عنها وإعلانها على البنانيين، إتباعا لمبدأ الشفافية والمصارحة، على أن يكون الجمهور هو الحكم والجمهور هنا ليس أيا من المكونات السياسية، سواء أكانت تلك المنضوية في السلطة أو الخارجة عنها لأسباب سياسية، كخروج القوات اللبنانية عن تفاهم معراب، وكشفها مضامين الشراكة مع التيار والقوات اللبنانية، عندما انفضت عند التفاهم مع التيار إنما أقدمت على تلك الخطوة، لأن العونيين أخلوا بالبنود وغلبوا الشراكة لمصلحتهم، أي إنهم لو ساروا بالتفاهم "ففتي ففتي"...

واقتسموا الوزارات والإدارات والوظائف والمؤسسات مع القوات اللبنانية لنجح الاتفاق، وظل انتخاب ميشال عون خطوة جبارة كما أدلى سمير جعجع حينذاك.

ووفقا لهذه المعادلة، فإن القوات أنقذت الذات، واعترضت على حجم الحصة لا على مبدأ الغنيمة السياسية.

وكانت مستعدة لإلغاء كل مسيحي خارج عن الثنائية مع التيار، فلا وجود للمردة أو الكتائب والمسيحيين المستقلين وأولئك الذين ينضمون إلى كتل نيابية أو الوزن الكاثوليكي الذي تشكله ميريام سكاف في زحلة...

لقد كانت تجارة سياسية وفشلت توازيها اليوم تجارة ومقايضات على المسحيين، وادعاء تمثيلهم واحتكار تسميتهم والحال في صحة الناس من بعضه حيث السلطة السائبة تعلم الناس الحرام فتصبح السوق لمن يبيع ويشتري.

لكن أن تقترب هذه التجارة من أنفاس المرضى، فتلك سابقة لم يسجلها إلا تجار الموت فأجهزة الأوكسجين تباع بلا رخصة، معبأة بهواء قاتل فيما تدخل المزيدات حليب الأطفال قبل أن تستكمل طريقها إلى المستلزمات الطبية.

وفي المستلزمات القضائية حالة تطوع سجلها النائب اللواء جميل السيد اليوم، طالبا إدراجه بصفة شاهد طوعي أمام القضاء السويسري، حصرا للادلاء بالمعلومات التي يملكها والتي قد يسأل عنها في التحقيق الذي تجريه السلطات السويسرية في تحويلات مالية من حاكم مصرف لبنان وآخرين.

أما سلامة فقد كرر إفادته في بيان جديد، وقال إنه: من منطلق منطق "إكذب إكذب لا بد أن يعلق شيء في ذهن الناس" إلا أنه لا يمكن أن ينجح في هذه القضية وفي كل الملفات المالية لأن كل الحقائق موثقة "والبينة" على من ادعى إذ إن الملف الذي قد يكون أبعد من اسم واحد لا يحمل حتى اليوم صفة الادعاء في انتظار تفعيله لدى القضاء السويسري وترحيل مفاعيله إلى قضاء لبنان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"

بقدر ما ثمة من سعاة خير يعملون بجهد حثيث، في السر والعلن وفي عظات الأحد، لإصلاح ما أفسدته الأنانيات والعنجهيات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تسريعا لتشكيل حكومة المهمة، بقدر ما هنالك في السر والعلن وفي الصحف الممانعة، من يعمل بجهد كبير على توسيع شقة الخلاف بين المرجعيتين المعنيتين بالتشكيل، وبين طائفتيهما إن لزم الأمر.

الغاية من الجهد المضاد هو تحنيط لبنان في الواقع المريض الذي هو فيه في انتظار الحلول التي بدأ الإعداد لها إقليميا ودوليا، والتي قد يمر أحسنها مثل السيل تحت دولتنا فلا تستفيد منه بشيء، أو يصطدم بأساساتها الهشة المتداعية فيجرفها.

امام هذا الواقع يؤكد الخبراء في الوضع اللبناني أنه، ومثلما يحتاج لبنان الى اللقاح والدواء والغذاء من الخارج لتحصين شعبه ومداواته وسد جوعه، بات يحتاج الآن الى علاج سياسي خارجي لعلله.

بمعنى أدق، على الخارج بمسعى فاتيكاني - فرنسي - أميركي - عربي كمؤتمر الطائف، مدعوم بائتلاف دولي إنمائي - مالي - اقتصادي كباريس واحد واثنين، على هذا الخارج ان يجمع اللبنانيين ويفرض عليهم حلا، لا يلزم تنفيذه لسوريا كالطائف، أو يجير أو يثبت لإيران مثلما تحاول بعض الجهات طبخه اليوم.

كل هذا لأن باب التفاوض بين واشنطن وطهران بدأ يفتح ولو بحذر مع ما يستتبعه الأمر من مخاطر حقيقية على لبنان، ولأن الرهان على صحوة ذاتية لبنانية إنقاذية خلاصية صار أشبه بحلم إبليس بالجنة.

في الانتظار، تسعى الحكومة ولو متأخرة، مدفوعة بهول كارثة الكورونا وبإلحاح المرجعيات الصحية و الطبية، الى تصحيح الأداء في ما يخص عملية استيراد اللقاحات، وتنظيم الطاقم البشري و المنصة الرسمية المتخصصة التي ستتولى التوزيع العلمي والعادل للقاحات وتأمين الشروط المثلى لعمليات التلقيح، وقد سهلت الحكومة للقطاع الخاص استيراد اللقاحات وشجعت المتبرعين من المقتدرين على استيراده وتقديمه للمحتاجين، ولو سعى بعضهم الى استغلال الأمر لتحقيق مكاسب سياسية، ولسان حالها: "خود منو اللقاح عالحساب وصوت لغيرو، هيك هيك انتخابات الهيئة ما في". في اي حال، الأمور مرهونة بجدية التنفيذ، والخوف مبرر لأن التجارب السيئة مع السلطة قد كوتنا واوصلتنا الى المصيبة السوداء التي نحن فيها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

القطاع المصرفي ينتظر نتائج “تحقيقات سويسرا” لجبه الشائعات

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

أيّدت مصادر مصرفية لـ”المركزية”، ذهاب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى سويسرا “للمثول مباشرة أمام المدّعي العام السويسري في ما يتعلق بموضوع تحويل ٤٠٠ مليون دولار، لأنه بنتيجة هذه التحقيقات تُتخذ الإجراءات الإيجابية أو السلبية”، كاشفة عن أن “القطاع المصرفي ينتظر بفارغ الصبر هذه النتائج التي ستكون ردة الفعل الإيجابية الأولى في وجه الشائعات التي تطاول مصرف لبنان والقطاع المصرفي معاً”. وأضافت “حسناً فعل الحاكم سلامة باللجوء إلى المدّعي العام السويسري الذي لن يكون طرفاً في الخلافات السياسية والمالية، وبالتالي ستكون نتائج التحقيقات خالية من أي تدخلات سياسية كالتي نشهدها في لبنان المفعم بالفساد”، مؤكدة أن نتائج التحقيقات “ستكون لمصلحة الحاكم لأنه كان ولا يزال يطبّق القوانين، لا سيما في ما يتعلق بالنقد والتسليف، علماً أن سويسرا لم تدَّعِ على سلامة، بل طلبت منه إيضاحات حول تحويلات مالية سابقة كان قد أجراها”. وأعربت المصادر المصرفية عن خشيتها “من استمرار التدمير المنهجي للقطاع المصرفي ومصرف لبنان الذي تجلّى في تحميل القطاع الخسائر المالية للدولة اللبنانية والهجوم المستمر عليه وتحميله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية في البلاد”. وكان سلامة قد زوّد المدّعي العام التمييزي غسان عويدات الأسبوع الماضي، بالمستندات التي سيقدّمها للقضاء السويسري متى تم تحديد موعد الجلسة التي سيعقدها المدّعي العام السويسري مع سلامة . الجدير ذكره أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي كان استقبل قبل ظهر اليوم سفيرة سويسرا في لبنان مونيكا شموتز، على خلفية المراسلة السويسرية التي تسلّمها لبنان للمساعدة في التحقيق حول تحويلات مالية تخصّ حاكم مصرف لبنان وشخصين مقرّبين منه، وترتيبات الاستماع إليه في سويسرا.

 

حاكم مصرف لبنان: الأرقام المتداولة عن التحقيق السويسري «مضخمة جداً»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»»/25 كانون الثاني 2021

قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة اليوم (الاثنين) إن الأرقام المتداولة في بعض وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بتحقيق تجريه السلطات السويسرية في مزاعم عن غسل أموال واختلاس «مضخمة جداً». وقال محققون سويسريون الأسبوع الماضي إنهم ينظرون في أمر المزاعم المرتبطة بمصرف لبنان المركزي، وفقاً لما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يذكر مكتب المدعي العام السويسري ما إذا كان سلامة مشتبهاً به أم لا ولم يقدم أي تفاصيل أخرى عن القضية. وقال مصدر مطلع على القضية لـ«رويترز» إن سويسرا طلبت من السلطات اللبنانية من خلال السفارة توجيه «أسئلة محددة» لسلامة وشقيقه ومساعدته بشأن تحويلات للخارج جرت في السنوات الأخيرة تصل إلى نحو 350 مليون دولار. وقال سلامة في بيان اليوم (الاثنين): «كل الأخبار والأرقام المتداولة في بعض الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مضخمة جداً ولا تمت إلى الواقع بصلة». وأجاب سلامة الذي يقود مصرف لبنان المركزي منذ 1993 على أسئلة لمدعي عام التمييز اللبناني يوم الخميس. وأصبح أداء سلامة محل تدقيق بعد انهيار النظام المالي في لبنان خلال أزمة غير مسبوقة في عام 2019 تسببت في تهاوي قيمة الليرة اللبنانية والتخلف عن سداد دين سيادي. وقال مسؤول حكومي لبناني لوكالة «رويترز» للأنباء إن السلطات السويسرية تحقق بشأن تحويلات مالية تخص سلامة وتتناول أيضاً شقيقه ومعاونته. وقال سلامة إن أي ادعاءات بشأن مثل تلك التحويلات إنما هي «فبركات». واليوم (الاثنين)، قال سلامة إن منطق «اكذب... اكذب... فلا بد أن يعلق شيء في ذهن الناس» لن ينجح. وأضاف أن «كل الحقائق موثقة».

 

مسح إسرائيلي لمنطقة داخل الأراضي اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط/25 كانون الثاني 2021

» مسحت عناصر إسرائيلية منطقة في داخل الأراضي اللبنانية وغادرت بعد فتح البوابة الفاصلة عند الوزاني في جنوب لبنان. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن «15 عنصراً من القوات الإسرائيلية فتحوا البوابة الحدودية الفاصلة عند الوزاني في جنوب لبنان، ومسحوا المنطقة قبالة المتنزهات، واستولوا على 7 أبقار قبل انسحابهم من المنطقة». ويضاف هذا الخرق البري إلى خرق بحري أعلنت عنه قيادة الجيش اللبناني التي أفادت في بيان صادر عن مديرية التوجيه، أمس، بأن الجيش سجل 3 خروق بحرية للمياه الإقليمية اللبنانية مقابل رأس الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، لمسافة أقصاها حوالي 130 متراً، «إذ أقدم عناصر الزوارق على إلقاء 4 قنابل مضيئة فوق المياه الإقليمية». وقالت إنه «تتم متابعة موضوع الخروق بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان». وتزامنت الخروقات مع استمرار الخروق الجوية، إذ أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن طائرتين مسيرتين عن بعد اخترقتا الأجواء اللبنانية من فوق بلدات راميا وعيتا الشعب والعديسة في الجنوب، فيما نفذت طائرة ثالثة طيراناً دائرياً فوق بلدة كفركلا، وغادرت الأجواء من فوق بلدة رميش باتجاه إسرائيل.

 

الحريري إلى باريس قريبًا… دعم دولي ردًا على التعطيل المحلي

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

لم تترك الهجمات السياسية من جانب معسكر العهد وتكتل “لبنان القوي” أمام الرئيس المكلف سعد الحريري، إلا أصدقاء لبنان الدوليين منبعا للدعم في وقت يحتاج لبنان إلى إعادة تعويم المبادرة الفرنسية انطلاقا من تشكيل حكومة اختصاصيين يريدها الحريري، في مقابل اعتراض رئاسي لا يزال يزرع الألغام على طريق زيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا لاستيلاد المراسيم الحكومية. مع العلم أن كل ذلك يجري وسط كباشات سياسية لا مجال لانفراجها قريبا على وقع تمترس الأطراف المعنيين خلف مواقفهم المعروفة، حتى إشعار آخر. وبينما أكد انفجار الجولة الأخيرة من حرب البيانات بين ثنائي بعبدا- ميرنا الشالوحي، من جهة وتيار المستقبل وصقوره من جهة أخرى أن الحريري ليس في وارد تغيير تشكيلته المقدمة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإن أوساطا عليمة بأجواء التأليف الحكومي كشفت لـ “المركزية” أن الرئيس المكلف لا ينوي الوقوف مكتوف الأيدي إزاء التعطيل المتعمد لمهمته، بل يستعد لاستكمال جولته الخارجية التي قادته منذ فترة إلى بعض الدول العربية كمصر والامارات العربية المتحدة، على أن يعطيها هذه المرة بعدا دوليا. وفي السياق، رجحت الأوساط أن تكون فرنسا الوجهة المقبلة للرئيس الحريري، المفترض أن يغتنم الفرصة للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على أن يضعه في صورة العراقيل الحقيقية التي لا تزال تعيق ولادة حكومة مطابقة لمواصفات مبادرة ماكرون، وهو الذي أجل زيارته الأخيرة إلى بيروت بعد إصابته بوباء كورونا، لافتة إلى أن سفيرة فرنسا الجديدة في بيروت آن غريو حطت قبل أيام في بيت الوسط، في إطار ما يفترض أن تكون مرحلة الاعداد لهذه الزيارة. ورجحت المصادر أن يكون اجتماع ماكرون ــ الحريري فرصة ليؤكد الاليزيه اهتمامه المستمر بلبنان، لا لشيء إلا لأن ماكرون مصر على أن يفي بالوعد الذي قطعه للبنانيين عقب كارثة انفجار المرفأ. من هذا المنطلق، توقعت المصادر أن ينتهي اجتماع الاليزيه إلى إعادة إطلاق حركة الاتصالات الدولية الهادفة إلى  عقد المؤتمر المخصص لدعم لبنان، مع العلم أن التعنت الحكومي لا يزال يمنع انعقاده للأسباب المعروفة، خصوصا أن أجواء واشنطن تشي بأن إدارة الرئيس جو بايدن الماثلة أمامها اخطار جمة من وباء كورونا إلى الأزمات الاقتصادية، تبدو في موقع الداعم للمبادرة الفرنسية، بدليل أن ماكرون أعلن عزمه على التنسيق مع الرئيس الأميركي الجديد في شأن المناخ والملفين اللبناني والايراني، في خلال الاتصال الاول من نوعه بينهما امس.

 

“الحزب” و”التيار”… دعم العهد وباسيل الى تراجع

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر لم تعد على متانتها. فقد تعرضت في الاونة الاخيرة الى هزات عدة لا سيما بعد العقوبات التي فرضتها أدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على الوزير السابق جبران باسيل بتهم الفساد في الوزارات التي تولى مهامها وتسهيل الرشى وجني الارباح لحزب الله، ما استلزم تشكيل لجنة من الطرفين لترتيب الاوضاع واعادة البحث في بعض بنود تفاهم مار مخايل. وإذا كان باسيل نفسه قد اعترف في أكثر من موقف بوجود عثرات وثغرات شابت اتفاق مار مخايل الذي صاغه رئيس التيار في حينه العماد ميشال عون والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يفترض بحثها، فان اوساطا معارضة للاحلاف الثنائية التي غالبا ما تكون في رأيها على حساب المصلحة الوطنية ومصالح الفئات والمكونات اللبنانية الاخرى تقول في هذا الاطار لـ” المركزية”، ونقلا عن مقربين من حارة حريك، إن حزب الله المتمايز في مواقفه عن موقف العهد ورئيسه والتيار الحر وتحديدا تشكيل الحكومة قد أبلغ الى المعنيين انه لم يعد في امكانه أن يشكل كما في السابق رافعة للعهد وداعما لباسيل وطموحه الرئاسي الذي يتعارض غالبا مع الثوابت الوطنية التي تفترض راهنا في ضوء ما تشهده البلاد من أزمات مالية ومعيشية السير بالمبادرة الفرنسية وفق المندرجات التي خلص اليها الاجتماع الذي جمع الرئيس ايمانويل ماكرون وقادة البلاد وفي مقدمها تشكيل حكومة “المهمة” التي يسعى الى تأليفها الرئيس المكلف سعد الحريري والتي يشترط العالم قيامها لمد يد المساعدة للبنان، المقبل لا محالة على وضع كارثي في حال استمرار الاوضاع من دون معالجة وفراغ حكومي خطر تعدى اطاره السياسي وبدأ ينسحب على الارض مذهبيا وطائفيا خصوصا في البيئات المنغلقة والمتطرفة حيث تنشط جمعيات ومنظمات تكفيرية لاستقطاب وتجنيد العاطلين عن العمل والمعوزين للقمة العيش في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. وتضيف الاوساط ان الحزب وفي ضوء ما يتعرض له محليا وعربيا وعالميا من حملات اعلامية وضغوطات وحصار لم يعد قادرا على خوض المواجهات والمضي في سياسة الرفض كما في السابق، سيما وأن التغيير في الادارة الاميركية يقتضي المهادنة في انتظار تبيان الصورة الواضحة لفريق عمل الرئيس الجديد جو بايدن والمسار الذي سيسلكه في تعامله مع الملفات الخارجية ومنها بالطبع الملف الايراني.

 

30 مستشفى ستبدأ التلقيح وتمديد الإقفال وارد

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

بعد 11 يومًا من الإقفال العام والشامل تم تجديد العمل بالقرار لأسبوعين إضافيين حتى الثامن من شباط المقبل بفعل الانتشار الواسع لموجة كورونا والخشية من انهيار القطاع الصحي الذي يعاني بفعل تراكم الازمات الاقتصادية والمالية. وعلى رغم ان الأيام الأخيرة شهدت تراجعاً في عدد الإصابات اليومية الا ان معدّل الوفيات بقي مرتفعاً. مدير “مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي” فراس أبيض كان أوضح في تغريدة أن “الأسبوع الماضي، أجري 122520 فحصا للمرضى المحليين. بلغ متوسط معدل إيجابية الفحوصات 22.3 في المئة. كذلك، خلال الفترة ذاتها ارتفع العدد اليومي لمرضى “كورونا” المتواجدين في العناية المركزة إلى 163  (21و7 في المئة). بينما زادت سعة اسرة العناية 129 سريرا (15.4 في المئة). خلال الفترة ذاتها، توفي 404 من المصابين بالفيروس، يفترض أن العديد منهم كانوا في العناية. وتبلغ نسبة إشغال أسرة العناية 94.4 في المئة حاليًا”. فهل من مؤشّرات أن الوباء آخذ في الانحسار ما يسمح بإعادة فتح القطاعات تدريجياً؟ نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف أكّد لـ “المركزية” أن “عدد الفحوصات الإيجابية اليومية لا يعني أننا بخير. الأفضل، وهو قرار مرجّح اتّخاذه، أن تمدّد فترة الإقفال العام بعد 8 شباط بالتوازي مع بدء التلقيح، خصوصاً وأن التفلت من الإجراءات الوقائية كان كبيراً خلال تجارب الإقفال السابقة، وربما يعاد فتح بعض القطاعات الغذائية الضرورية مثل السوبرماركت فقط”. وفي حين بدأت عمليات التحضير لاستقبال الدفعات الأولى من لقاح “فايزر” بمعدل 45 ألف لقاح ستصل إلى لبنان بين السابع والخامس عشر من شباط، على أن تصل كميات أكبر في آذار المقبل، كشف أبو شرف أنه “سيتم الاعتماد على ما يقارب الـ30 مستشفى حكوميا وجامعيا لإتمام عمليات التلقيح”، وأن “الخطة وتفاصيل آلية توزيع اللقاحات تعرض خلال الاجتماع الذي يُعقد برئاسة وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن في حضور مختلف القطاعات الصحية منها نقابة الأطباء”.

ولفت أبو شرف إلى أن “المرحلة الأولى ستشمل العاملين في القطاع الصحي ومن هم في الفئات العمرية فوق 75 عاماً. ثمّ، تضم المرحلة الثانية من يعانون من أمراضٍ مزمنة والفئات الضرورية لضمان سير المجتمع…”. وعن الكلام حول تأخّر وصول اللقاح إلى لبنان، رأى أن “المعايير التي فرضها البنك الدولي أخّرت الاستيراد كونه سيموّل جزءاً من الكلفة عبر قرض بقيمة 34 مليون دولار”، مشيراً إلى أن “نقابة الأطباء تابعت موضوع فتح باب الاستيراد أمام الشركات الخاصة إذ لا يمكن فقط الاعتماد على استقدام الدولة لـ “فايزر” ولمسنا تجاوباً من المعنيين لا سيّما وزير الصحة. ويجب في هذه الحالة اعتماد الطريقة نفسها التي طبّقت مع “فايزر” إذ تأسست لجنة متخصّصة تتابع وضع خطّة علمية لكيفية توزيع اللّقاح وآلية لتنظيم وصوله واستخدامه”. وفي ما خصّ إلغاء إجراء الحجر الفندقي للمسافرين القادمين إلى لبنان، على أن يستعاض عنه بحجر منزلي تحت رقابة البلديات، اعتبر النقيب أن “معظم الدول تخلّت عنه كونه غير عملي، وكانت الرقابة ثغرة سابقاً واليوم طلب من البلديات إنجاز المهمة”.

 

كورونا يؤخّر موازنة 2021… فهل تلتزم الدولة سقف الإنفاق؟

وكالة الانباء المركزية/25 كانون الثاني 2021

تكاد تدخل البلاد في الشهر الثاني من السنة الجديدة، من دون أن ترفد وزارة المال مجلس النواب بمشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2021، مع استمرار الإنفاق على القاعدة الإثني عشرية بعد سنة مصيريّة شهدت أبشع الأحداث التي ضعضعت أسس الوضع الاقتصادي والمالي والمصرفي، لتبقى الحاجة ملحّة إلى موازنة جديدة تُدَوزِن الإنفاق مع الواردات إذا ما وُجدت. النائب ياسين جابر كشف لـ”المركزية” أن وزارة المال منكبّة على إعداد مشروع موازنة 2021، لافتاً إلى “المعوقات الناجمة عن التعبئة العامة والتي تحدّد نسبة معيّنة من حضور الموظفين إلى الوزارة، الأمر الذي يؤخّر في إعداد مسودّة الموازنة”.

ونفى في السياق، وجود أي مشكلة في إقرارها، مذكّراً بأن “هناك سوابق تشهد على أن حكومات تصريف الأعمال سبق أن أقرّت موازنات عدة، علماً أن وزارة المال تُعدّ مشروع الموازنة ويبقى القرار النهائي لمجلس النواب، وبالتالي لا تصبح الموازنة نافذة قبل موافقة المجلس عليها. من هنا لا تُلزم وزارة المال الدولة بشيء”. وإذ أكد “ضرورة إعداد مشروع الموازنة وإقراره، لفت إلى صعوبة ظروف الالتقاء بسبب انتشار جائحة “كورونا”، من دون أن ينفي اللقاءات الافتراضية التي تعقدها لجنة المال والموازنة النيابية عبر خدمة الـZOOM، “لكن هناك ملفات عديدة أوّلها الموازنة، تتطلب الاطلاع على الوضع المالي في هذه المرحلة من أرقام ورؤى…، لكننا عاجزون عن ذلك بفعل التزامنا التعبئة العامة تجنّباً للإصابة بفيروس “كورونا” الذي ينتشر بصورة سريعة”. وعما إذا كانت وزارة المال ستعمل على “تصفير” العجز في مشروع موازنة 2021، أكد جابر أنها “ستحاول ذلك، وهناك عناصر تساعد في ذلك أبرزها التوقف عن تسديد خدمة الدين على سندات الـ”يوروبوندز” مع ضرورة إعادة جدولة وخفض الفوائد على سندات الخزينة المحلية. إذ عادةً ما تلحظ الموازنة الأوّلية نسبة طفيفة من العجز، لكن عند إضافة خدمة الدين ترفع معدلات العجز”. لكن العنصر السلبي الذي لا يساعد في “تصفير العجز” يكمن في “انخفاض الواردات” بحسب النائب جابر، في ضوء انتفاء تحصيل الضرائب من المواطنين، مؤيّداً التصحيح الأخير لآلية تسديد الضريبة على القيمة المضافة TVA للحدّ من التلاعب في تحصيلها على حساب المواطنين. وعما إذا تجاوزت الدولة سقف الإنفاق لغاية الآن، قال: هذا الموضوع يدخل ضمن الأرقام التي نرغب في الاطلاع عليها والتأكد منها إذا استطعنا اللقاء، علماً أن عام 2020 سيّئ جداً لكن سنة 2021 لن تكون أقل صعوبة خصوصاً مع عودة انتشار فيروس “كورونا” بقوة مضاعفة في كل أنحاء العالم، في ظل تأخّر وصول اللقاح إلى لبنان… فهذا الواقع يجب أخذه بدرجة عالية من الجديّة والمسؤوليّة.

 

الراعي "يعظ" وعون "لا يتّعظ": الدستور واضح..السلع الحيوية تتناقص... "كل شي عم يخلص"!

نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

من لم يمت بـ"كورونا" في لبنان يموت كل يوم مئة ميتة... فمن المواطنين من قضى نحبه على أبواب المستشفيات أو بسكتة قلبية أو دماغية على مذبح أمواله المنهوبة في المصارف، ومنهم من قضى عليه لصّ سلبه ماله وحياته، وبعضهم يصارع الموت بحثاً عن لقمة عيش مغمّسة بالذل، و"تطلع روح" البعض بين صيدلية وأخرى استجداءً لحليب أطفال مفقود. "كل شي عم يخلص" والسلع الغذائية والحيوية تتناقص في الأسواق، ولا يزال الحاكم بأمر السلطة ينام ملء جفونه مفترشاً شروطه على بساط تحصيل مكاسب تحاصصية في عملية تشكيل الحكومة الإنقاذية!

أي ضمير منفصل عن الواقع هو ذلك المتحكم بأداء أهل الحكم في لبنان؟ الناس متروكة لتلاقي مصيرها المشؤوم، والبقاء أصبح للأقوى في ظل "العهد القوي"، حيث صمود اللبنانيين بات محكوماً بقدرتهم الشرائية من السوق السوداء، وما دون ذلك مجرد مشاريع شهداء يتساقطون تباعاً على الطريق نحو "جهنم". أكثر من نصف سكان لبنان أصبحوا تحت خط الفقر، والطبقة الوسطى تضمحل، والتقارير الدولية سبق أن حذرت قبل عام من خطر المجاعة على اللبنانيين، والواقع المعاش اليوم يؤكد أنّ البلد يسير في هذا الاتجاه بعدما طاولت صرخات الاستغاثة كافة القطاعات التي تغرق أكثر فأكثر في رمال أزمات متحركة في مختلف الاتجاهات، مالياً واقتصادياً واجتماعياً وحياتياً وصحياً.

منذ بداية العام، عدة عوامل "إهمال" تجمعت لتخلق واقعاً معيشياً ضاغطاً كان بالإمكان تجنبه، فما فرضه تفاقم الأزمة الصحية من اتخاذ قرارات عامة بالإغلاق، ترافق، بحسب نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، مع إجراءات لا تمتّ إلى واقع الأزمة بصلة، "الأمر الذي عطّل سلسلة توريد البضائع وعقّد الأمور أكثر، وصولاً إلى تعرّض الكثير من المواد الغذائية الأساسية إلى الفقدان من الاسواق؛ ليس لعدم توفرها إنما لانعدام إمكانية إخراجها (من الموانئ) بسبب الاجراءات البيروقراطية".

وإحدى هذه التعقيدات، براءة الذمة المالية التي يعطيها الضمان الاجتماعي، إذ منذ بداية العام الجديد لم تتمكن المؤسسات من تجديد براءة الذمة، بسبب الاقفال العام ومشاكل لوجستية أخرى. وعلى الرغم من إمضاء وزيري العمل والمالية على قرار يقضي بتمديد مفعول براءة الذمة لغاية 31/3/2021، فإن الجمارك لم تعترف بالقرار إلا بعد توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة عليه، وصدوره بالجريدة الرسمية. وحتى اكتملت دائرة تنقّل المرسوم بين الدوائر الرئاسية بقنوات البريد الرسمية وصدوره بملحق للجريدة الرسمية في 22 الجاري، كانت الصرخة قد ارتفعت من نفاد المواد من الأسواق.

مسألة ثانية لا تقل خطورة، وهي المتعلقة بإمكانية فقدان سلع حياتية أساسية للمواطنين بسبب إقفال أحد المختبرين اللذين يجب ان يصادق كل منهما على سلامة المنتج، فعدا عن التعقيدات غير المفهومة التي يخلقها شرط ضرورة إخضاع سلعة ما إلى مختبرين، وما يتطلبه هذا الأمر من هدر لعامل الوقت، فإن مختبر الفحص التابع لوزارة الزارعة بقي مقفلاً طوال المدة الفائتة بسبب وجود حالات كورونا فيه ولم يتم تأمين البديل عن خدماته. أما صناعياً، فعشوائية السلطة في قراراتها المتصلة بتدابير الإقفال التام فاقمت الأزمة وضاعفت التهديدات والتحديات اقتصادياً واجتماعياً وحياتياً، وهذا ما تبدى بشكل واضح من خلال السماح مثلاً لمصانع المواد الغذائية بالاستمرار في عملها، مقابل منع مصانع أخرى كالورق والكرتون والبلاستيك، ما أثر سلباً على مصانع الغذاء وحاجتها لتغليف بضائعها. وعندما سأل وفد جميعة الصناعيين رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن كيفية بيع الخبز مثلاً من دون أن تكون هناك أكياس نايلون لتعبئته، أجابهم بحسب مصادر صناعية: "يبيعوه بدون كيس".

وإذ لا يفوت نقيب مستوردي المواد الغذائية الإضاءة على "إقفال المصارف وتعطل مقاصة الشيكات في مصرف لبنان ما يفاقم عجز التجار عن تسيير أمورهم المصرفية، لا سيما وأنّ تحصيل أي شيك يتطلب نحو أسبوعين"، يشير في الوقت عينه إلى كون قرار إقفال السوبرماركات "زاد الطين بلة" أيضاً، معرباً عن أسفه لكون دياب رفض منحها استثناء لمزاولة أعمالها، رغم تعهد أصحاب السوبرماركات باتخاذ أقصى درجات الحماية والوقاية، ما خلق مزيداً من التعقيدات على مستوى الأزمة الاستهلاكية خصوصاً في ضوء عجز المحال التجارية الصغيرة في الأحياء، عن تلبية كافة احتياجات ومتطلبات المواطنين خلال فترة الإقفال.

وفي الغضون، لا تزال المراوحة الحكومية على أشدها والمنازلة السياسية على أوجها بين بعبدا وبيت الوسط، وما جاء في رسائل الرئاسة الأولى القاطعة لخطوط الوساطات في عملية التأليف فاقم مستوى التأزم ورفع منسوب التوتر وفقدان الأمل، بقرب التوصل إلى أرضية مشتركة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حيال التشكيلة الوزارية المرتقبة.

وبينما تقاطعت القراءات في بيان قصر بعبدا الجمعة الفائت عند اعتباره حمل معاني تصبّ في خانة قطع الطريق على مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي، جاءت رياح عظة الأحد أمس بما لا تشتهي المراكب العونية، وهو ما اختصرته مصادر مواكبة بالقول: "البطريرك يعظ وعون لا يبدو أنه بصدد أن يتعظ".

وفي هذا المجال، برز حرص الراعي على أن ينأى بالدستور عن "المصالح الفئوية" التحاصصية التي تتلطى خلف تفسيره، مشدداً على أنه "واضح وضوح الشمس" وسأل: "لماذا لا تؤلفون حكومة؟ هل من عاقل يصدق أن الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور؟". في حين كانت لافتة مناشدته الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بأن "ينظر مع إدارته إلى قضية لبنان، من دون ربطه بأي بلد آخر، وأن يسهم في إبعاده عن الصراعات الإقليمية ودعم مشروع حياده كمدخل لإستعادة استقراره وازدهاره".

 

احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية في شمال لبنان وجنوبه

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني 2021

نفذ عدد من المحتجين وقفات احتجاجية في مدينتي طرابلس في الشمال وصيدا في الجنوب، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية واستمرار الإغلاق العام في لبنان في إطار إجراءات التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19». ونفذ عدد من المواطنين اللبنانيين وقفة احتجاجية أمام القصر البلدي في مدينة طرابلس، اليوم (الاثنين) اعتراضاً على تردي الأوضاع المعيشية واستمرار الإغلاق وفقا لقرار التعبئة العامة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وقام عدد آخر من المحتجين بقطع مسارب ساحة مدينة طرابلس بالإطارات والعوائق، رفضًا للإقفال العام وبسبب تردي الأوضاع المعيشية في المدينة. ونفّذ عدد من المحتجين مسيرة في منطقة القبة (في طرابلس) ورددوا هتافات أكدوا فيها الاستمرار في تحركاتهم إذا لم يتم التراجع عن قرار الإقفال. وفي مدينة صيدا عاصمة الجنوب، نفّذ عدد من المواطنين وقفة وسط ساحة في المدينة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وعدم قدرة المواطن على تأمين حاجاته الأساسية. يذكر أنه تم إغلاق البلاد إغلاقاً تاماً منذ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، وذلك في إطار التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وقد مُدّد الإغلاق العام حتى 8 فبراير (شباط) المقبل بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات اليومية بالفيروس على نحو غير مسبوق، في ظل عجز القطاع الصحي والاستشفائي عن استيعاب المصابين. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى ارتفاع أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل، وتدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الذي بلغ 8700 ليرة لبنانية حالياً.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

أميركا تجمّد التفاوض مع إيران إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية/يهودي مصري يقود المحادثات... وطهران: سنعود عن خفض التزاماتنا النووية شرط رفع العقوبات

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 أكدت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية، نية الولايات المتحدة الأميركية تجميد المحادثات بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، إلى ما بعد إجراء إيران انتخاباتها الرئاسية في يونيو المقبل، عن تطلع البيت الأبيض الجديد والإدارة الأميركية إلى خبير الشرق الأوسط والمتخصص في حل النزاعات روبرت مالي، ليترأس المحادثات. وذكرت أن مالي، المولود لأم يهودية أميركية وأب يهودي مصري، كان عضوا في فريق الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في قمة كامب ديفيد في يوليو 2000، ومسؤولا رفيعا في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وهو الرئيس التنفيذي الحالي لمجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، والتي تجري تحليلات حول الأزمات العالمية. وبشأن مسار العمل الذي ستتخذه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه سيكون هناك تجميد إلى ما بعد إجراء إيران انتخاباتها الرئاسية في يونيو المقبل، وبعد ذلك ستطلق الولايات المتحدة مسارين تفاوضيين منفصلين مع إيران، أحدهما حول البرنامج النووي والآخر حول تطوير الصواريخ الباليستية والتدخل الإيراني في الشرق الأوسط. في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني، مؤكدا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميريكي جو بايدن، ضرورة تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين. من جانبه، اعتبر قائد القيادة المركزية الأميركية فرانك ماكنزي، أن أمام العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران “فرصة” جديدة بعد تنصيب الرئيس جو بايدن، مؤكدا خلال أول جولة له في المنطقة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، إصدور “تهديدات متزايدة” من إيران خلال الأشهر التي سبقت انتخاب بايدن وتنصيبه، لكنه قال إن الولايات المتحدة كانت قادرة على الحفاظ على ما وصفه منذ فترة طويلة بـ “الردع المستمر” لمواجهة “لحظة مخيفة وغير متوقعة”. وقال ماكنزي للصحافيين المسافرين معه إلى الشرق الأوسط: “كان هدفنا ردع الحرب”، مشيرا لتخوّف بعض المحللين الأمنيين والعسكريين من أن طهران قد تقوم بضرب أي أهداف أميركية بشكل مباشر في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب “وقد نجحت واشنطن بتفادي ذلك”. وأضاف أن إيران كانت قادرة إلى حد كبير على إدارة وكلائها في العراق وأماكن أخرى بالمنطقة، قائلا “تمكن الإيرانيون من إخبارهم (أي وكلائهم في العراق)، أن هذا ليس الوقت المناسب لإثارة حرب مع واشنطن”. في المقابل، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رسالة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، زاعما أن بلاده لم تشن حروبا بالوكالة في المنطقة لأن إيران لا تمتلك وكلاء في المنطقة، بل تمتلك أصدقاء. وزعم ظريف أن إسرائيل لم تتمكن من توفير الأمن لنفسها ولن تتمكن من ضمان أمن الخليج، مضيفا: “نقول لدول الخليج إن إسرائيل قادمة لزعزعة أمنكم وتجعل من أرضكم حدودا لحربها، وستكون أسوأ لكم من ترامب”، داعيا دول الخليج إلى قبول مبادرة قطر للحوار مع بلاده والعودة إلى المنطقة وحينها ستكون طهران مستعدة للتفاوض.

من جانبها، أكدت الخارجية الإيرانية أن “طهران ستعود عن خفض التزاماتها النووية، فقط في حال رفعت واشنطن العقوبات عنها، وعادت إلى ما قبل 20 يناير 2017”. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إنه “لن تكون هناك أي خطوة من بلاده حول التزاماتها بالاتفاق النووي، قبل أن تلتزم واشنطن بالقرار 2231، وقبل عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تولي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السلطة”، مؤكدا أنه لن تكون هناك مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي المبرم عام 2015. على صعيد آخر، أكد زادة أن طهران تنتظر المزيد من المعلومات من الحكومة الأندونيسية حول توقيف ناقلة النفط الايرانية، واعتبر ان القضية تقنية، لافتا إلى متابعة القضية عن كثب من قبل السفارة الإيرانية في جاكرتا ووزارة الخارجية الإيرانية. من جانبه، أكد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن “الناقلة الإيرانية المحتجزة لدى إندونيسيا كانت تحمل النفط”، لافتا إلى أن “طهران تتابع الملف”. بدورها، أعلنت السلطات الإندونيسية رسميا أمس، أنها احتجزت ناقلة نفط إيرانية وسفينة بنمية، يشتبه في نقلهما نفط بشكل غير قانوني، قائلة إن ناقلات النفط الخام “إم تي هورس” التي ترفع العلم الإيراني و”إم فريا” التي ترفع علم بنما، تم رصدهما أول من أمس قبالة كاليمانتان، الجزء الإندونيسي من جزيرة بورنيو، وتم احتجازهما بعد أن رفض الطاقم الرد على الاتصالات اللاسلكية، فيما قالت وكالة الأمن البحري الإندونيسية (باكاملا) إن “التحقيق جار حيث يتم استجواب الطاقم”.

 

قائد الجيش الإيراني يتفقد الجزر الإماراتية المحتلة… ويهدد

طهران – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 تفقد القائد العام للجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي أمس، مواقع الدفاع الجوي في الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث في الخليج أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى. وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، إن “موسوي زار مجموعة الشهيد إسماعيليان للدفاع الجوي في بندر لنكه، حيث تفقد المجموعة الدفاعية والجزر الثلاث، وأطلع على الاستعداد القتالي والقدرة التشغيلية لهذه الوحدة”. ونقلت عن موسوي تهديده خلال جولة التفقد، مشددا على مراقبة جميع تحركات العدو بمزيد من الدقة والحساسية.=

 

واشنطن تنتقد سياسات أردوغان بشأن الحريات وتصفها بالقمعية

عواصم – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 وجهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، انتقادات شديدة لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن الحريات، ووصفتها بالقمعية، داعية أردوغان، لاحترام قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والإفراج عن زعيم الأكراد صلاح الدين دميرطاش، والمعارض عثمان كافالا. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، ليل أول من أمس، أن واشنطن تواصل متابعة قضايا الحريات وحقوق الإنسان عن كثب، مضيفة “ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء هذا، فهناك عدد من لوائح الاتهام الأخرى ضد المجتمع المدني والإعلاميين والسياسيين ورجال الأعمال في تركيا، هذا إلى جانب احتجازهم المطول قبل المحاكمة”. وذكرت، أن “الإدارة الجديدة برئاسة بايدن، تحض تركيا على احترام هذه الحريات الأساسية، وإيجاد حل سريع وعادل بشأن كافالا ودميرتاش”، مشيرة إلى أن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات هو أمر “أساسي لأي ديمقراطية سليمة”. وفي برلين، دانت ألمانيا، أول من أمس، سياسات أردوغان، وحكومته، ضد رموز المعارضة التركية. وقالت مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان بيربل كوفلر، على حسابها بموقع “تويتر”، إن “إلغاء براءة المعارض كافالا وثمانية متهمين معه في 22 يناير الجاري، هو أمر لا يمكن تفهمه”. وفي جنيف، نشرت منظمة “العفو الدولية”، تقريراً، بعنوان “محامو حقوق الإنسان باتوا فصيلة مهددة بالانقراض في تركيا”، حذرت فيه من الضغوط التي تشنها السلطات التركية على المحامين العاملين في ملفات حقوق الإنسان، مشيرة إلى أوامر اعتقال أصدرتها أنقرة بحق 23 محامياً في العام 2017، وتوقيف مديرة مكتبها في تركيا إيديل إيسير برفقة تسعة محامين آخرين. وتحدثت عن اعتقال السلطات، في سبتمبر العام 2020، نحو 50 محامياً وجهت إليهم اتهامات بالارتباط بحركة الداعية فتح الله غولن، فقط لأنهم دافعوا عن موكليهم في تهم مماثلة. في سياق آخر، اتهم الخبير والمحلل الاقتصادي التركي مصطفى سونماز، حكومة حزب “العدالة والتنمية”، بإهدار مليارات الليرات على مشروعات فاشلة زائفة تكلفت أموالًا باهظة من أجل أن تنسب لأردوغان، كإنجازات على حساب تجويع الشعب التركي. من ناحية ثانية، استأنفت اليونان وتركيا، أمس، المحادثات الاستكشافية، بعد توقف دام خمس سنوات لحل نزاع بشأن الغاز الطبيعي في بحر إيجة. وقال رئيس مركز الدراسات التركية في برلين غونتر سيفرت، إن “الجانبين يعلمان أنهما لن يحققا نتائج سريعة”.وأضاف، “أعتقد أنه لأمر جيد أن اليونان وتركيا يتحدثان سوياً”، مشيراً إلى أن الجانبين يريدان كسب الوقت.

 

العراق: حلفاء إيران غاضبون من إقالة الكاظمي قادة أمنيين كباراً/بغداد طلبت مساعدة من صندوق النقد... وتسريب وثائق يثير ضجة

بغداد – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 لا تزال قرارات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، القاضية بإقالة خمسة من كبار القادة الأمنيين على خلفية التفجيرات الأخيرة في بغداد، تواجه انتقادات شديدة من قوى سياسية قريبة من إيران، وصفتها بأنها “استهداف مبيت” و”قرارات ارتجالية”. وشملت التغييرات، إقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق عامر صدام، وكذلك إقالة قائد خلية الصقور الاستخبارية عبدالكريم عبد فاضل (أبوعلي البصري). وقال رئيس كتلة “بدر” البرلمانية حسن شاكر، إن “الأمن نسبة متغيرة تكون في بعض الأوقات 99 في المئة، وفي أوقات أخرى تصل إلى 25 في المئة، لذلك، كانت التغييرات للقادة الأمنيين ارتجالية”. وأضاف، إن “التغييرات، استهدفت المتصدين في وزارة الداخلية”، موضحاً أن “استهداف مجموعة من دون مجموعة أخرى من القادة، فإنه إجراء غير صحيح ومرفوض”. من جانبه، وصف النائب السابق جمعة العطواني، التغييرات، بأنها “صفقة وتصفية سياسية” للقيادات التي لا تتماشى مع أمزجة الكاظمي السياسي، مشيراً إلى أن “الكاظمي استغل حادثة التفجير لتغييرهم، وأن تلك التغييرات ومن بينها البصري، استهداف مبيت واضح لتلك القيادات”. من جهة أخرى، أعلن صندوق النقد الدولي، في بيان، أمس، تلقي طلب عراقي للحصول على “مساعدة طارئة من صندوق النقد الدولي بموجب أداة التمويل السريع”. وأشار إلى “اعتزام بغداد طلب ترتيب طويل الأمد مع الصندوق لدعم الإصلاحات الاقتصادية المخطط لها، وأن المناقشات جارية بشأن الموضوع”. في غضون ذلك، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد رضا آل حيدر، أول من أمس، أن من فجرا نفسيهما في ساحة الطيران هما عراقيان من الموصل، مضيفاً إن “لدينا معلومات جمعت عن بعض القيادات العسكرية وسيتم استجوابهم”، ومشيراً إلى أن “العمل الروتيني والاسترخاء عند الأجهزة الأمنية أديا إلى تفجيرات ساحة الطيران”. وقال، “نحتاج إلى عشرة مليارات دينار من أجل تأمين الحدود العراقية – السورية”، محذراً من هجمات لعناصر تنظيم “داعش” تستهدف المدنيين في مناطق متفرقة من بغداد، انطلاقاً من أماكن في مناطق حزام بغداد. في سياق آخر، قررت قيادة العمليات المشتركة، أول من أمس، فتح “تحقيق كبير” في تسريب وثائق أمنية واستخبارية حساسة، تخص تنظيم “داعش”. وأوضحت، أن الوثائق المذكورة والتي تتضمن مخاطبات أمنية تحذر من “انتحاريين” يخططون لاستهداف مناطق في العاصمة، انتشرت السبت الماضي، على موقع التواصل الاجتماعي، وجرى تداولها على نطاق واسع بين الصحافيين في العراق. من جانبه، توعد المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، بمحاسبة الجهة التي سربت هذه الوثائق. وأكد، أن “تحقيقات بدأت، وقرارات كبيرة ستصدر من قبل الجهات الأمنية ذات العلاقة”، معتبراً أن “تسريب الوثائق يعد تقصيرا في أداء الواجب الاستخباري والأمني”. من جهة أخرى، ألقت مديرية شرطة محافظة صلاح الدين، أمس، القبض على 17 مسلحاً من “داعش” بالمحافظة. وفي ديالى، أعلنت مديرية الاستخبارات، عن تدمير ومداهمة عشرة أوكار لـ”الدواعش” في المحافظة.وفي الأنبار، عثرت السلطات الأمنية على عدد من العبوات الناسفة في الكرمة.

 

تحذيرات كردية من استعدادات تركيا لشن هجوم واسع في شرق سورية/انطلاق محاولة جديدة لإعادة محادثات السلام في جنيف... و3 قتلى من النظام في إطلاق نار

دمشق – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 حذر الرئيس المشترك لهيئة الدفاع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية زيدان العاصي، أمس، من عدوان تركي على المنطقة، مؤكداً أن “أي هجوم يعني حرباً جديدة لا نهاية لها”. وقال العاصي، في تصريحات صحافية، إن “القوات العسكرية في شمال وشرق سورية سترد على أي هجوم تركي محتمل”. وأضاف، إنه “إذا شنت تركيا هجوم أو أي عمل آخر، فإن الحرب لن تكون محصورة حينها، بل ستكون حرباً مفتوحة على كامل الحدود”. وأشار، إلى فشل الهجمات التركية الأخيرة على عين عيسى، مضيفاً إن “تركيا فشلت أكثر من مرة رغم محاولاتها في عين عيسى، ولم تتمكن من احتلال أي بقعة من تلك البلدة أو التقدم خطوة فيها”. وفي دير الزور، قتل ثلاثة عناصر من جيش النظام السوري، واصيب عشرة آخرين بعدما تعرضت حافلتهم ليل أول من أمس، لاطلاق نار جنوب المدينة. وقال مصدر عسكري، إن “حافلة تقل عسكريين على طريق دير الزور، تعرضت لإطلاق نار من جنوب الطريق من مجموعة إرهابية آتية من منطقة التنف، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين وجرح عشرة آخرين”. وأضاف، إن هذا الاستهداف “يأتي في الوقت الذي تحدثت فيه بعض وسائل الإعلام عن نقل القوات الأميركية مئات الإرهابيين من تنظيم داعش في العراق إلى منطقة التنف السورية للقيام بعمليات هجومية ضد عناصر الجيش والمدنيين في البادية السورية”. في غضون ذلك، لاحقت المروحيات الروسية، سياراتي دفع رباعي تابعة لتنظيم “داعش”، التي شنت هجوماً على حافلة جيش النظام، حيث تم تدمير إحداها وإصابة الأخرى، “ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الإرهابيين”. من ناحية ثانية، تسعى أطراف الصراع في سورية لإطلاق محاولة جديدة لتحقيق السلام بوساطة الأمم المتحدة، وذلك خلال اجتماع لمفاوضي حكومة النظام السوري، وزعماء المعارضة في جنيف، أمس، لإجراء الجولة الخامسة من المحادثات بشأن دستور جديد للبلاد. على صعيد آخر، وللمرة الثانية، وفي أقل من ثلاثة أشهر، كرر رئيس النظام السوري بشار الأسد، لقاءات وصفت بالخطوات الغامضة وغير المفهومة، كما سبق وعلق عليها، إعلاميون سوريون. وفي التفاصيل، أعلن عدد من إعلاميي النظام، عن لقاء جماعي جمعهم، بالأسد، في قصره الجمهوري، أول من أمس، من دون أن يرشح أي معلومة عما دار في اللقاء، الذي ضم عدداً كبيراً من مذيعي ومذيعات فضائيته. ونشر عدد من إعلاميي النظام، على حساباتهم بوسائل التواصل، عن لقائهم بالأسد، ونشروا صور اللقاء. وربط مراقبون، اللقاء، بعزم الأسد الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أن التكهنات بشأن مصير الأسد في الأشهر المقبلة تتباين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قرر النظام إجراءها.

وقال الصحافي السوري أيمن عبدالنور، إن الأصل في نشاط الأسد الأخير، ومنه لقاءاته “الغامضة”، هو عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية. وأضاف، إن “سيناريو ترشح الأسد للرئاسة، هو الخطة الأساسية للنظام، وهي الخطة أ، لكن في حال اصطدمت بإرادة دولية ضاغطة لإرغامه على عدم الترشح مجدداً، أو إذا تم الوصول إلى تسوية ما”.

 

تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق ثلاثة عراقيين أدينوا بالإرهاب

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2021

نُفذ، اليوم (الاثنين)، حكم الإعدام شنقاً بحق ثلاثة عراقيين أدينوا بـ«الإرهاب»؛ بعد بضعة أيام من تفجيرين انتحاريين داميين في بغداد. وأعلن مسؤول في رئاسة الجمهورية (الأحد) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه جرت «المصادقة على أكثر من 340 حكم إعدام صادرة من المحاكم العراقية المختصة مكتسبة الدرجة القطعية وفي قضايا مختلفة إرهابية وجنائية، وأصدرت المراسيم الجمهورية وفقاً للدستور والقانون». والاثنين، أكد مسؤول أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن ثلاثة عراقيين أدينوا بتهمة «الإرهاب» أعدموا شنقاً في سجن الناصرية المركزي (جنوب) الذي يضم جميع المحكومين بالإعدام في العراق.

ويتطلب تنفيذ أحكام الإعدام مصادقة الرئاسة عليها. وقد قال مسؤول آخر في الرئاسة، إن «جميع هذه الأحكام (الـ340) صدرت بين عامي 2014 ونهاية 2020»؛ مما يعني أنها صدرت بمعظمها خلال فترة الرئيس السابق فؤاد معصوم في فترة انتشار تنظيم «داعش» المتطرف. وبين هذه الأحكام عدد قليل خلال فترة الرئيس برهم صالح الذي نُصب في 2018. وأضاف المصدر نفسه: «لا تزال الرئاسة مستمرة في المصادقة على الأحكام الواردة إليها تباعاً وفقاً للسياقات المتبعة، وتتعامل مع هذا الملف مع توخي الدقة والحذر بعيداً عن أي اعتبارات أخرى». ولم يشأ المسؤول ومثله مصادر قضائية إعطاء مزيد من التفاصيل بخصوص موعد التنفيذ أو إذا كان بين المحكومين مدانون أجانب في قضايا تتعلق بانتمائهم إلى تنظيم «داعش». وقُتل 32 شخصاً وأصيب 110 آخرون في التفجيرين اللذين وقعا في وسط بغداد (الخميس) وتبناهما تنظيم «داعش». وأوقع التفجيران أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ ثلاث سنوات.

وتعد المصادقة على أحكام الإعدام أمراً معتاداً في العراق بعد وقوع مثل تلك الهجمات. فقد نُفذ 100 حكم إعدام شنقاً خلال عام 2019 وحده. وعام 2018، وجّه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي ضربة قوية تمثلت بإعدام 13 متطرفاً. وتعمد نشر صور شنقهم للمرة الأولى من أجل احتواء الانتقادات التي تعرض لها إثر قتل ثمانية مدنيين على يد تنظيم «داعش». وقالت بلقيس والي، الباحثة المتخصصة في العراق لدى منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن إعلان الرئاسة المصادقة على الأحكام دليل على أن «عقوبة الإعدام أداة سياسية». وأوضحت أن «القادة يستخدمون هذا النوع من الإعلانات ليقولوا للناس إنهم يعملون من أجلهم، من دون الالتفات إلى حقيقة العيوب التي تشوب المحاكمات». ومنذ (الخميس)، يُتهم الرئيس صالح على شبكات التواصل بعدم تطبيق الأحكام بحق المتطرفين. ودعا ناشطون إلى تنظيم تظاهرة (الثلاثاء) في الناصرية للمطالبة «بالموت» للمتطرفين و«الانتقام» بعد التفجيرين. ورأى عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية في العراق، علي البياتي، أن حكومة بلاده محاصرة بين الرأي العام الذي يطالب بالانتقام والمنظومة السياسية والأمنية والقضائية غير القادرة على وقف هجمات المتطرفين، وفي النتيجة «أصبح العراق أمام خيارات محدودة» فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأوضح البياتي، الذي يعد أحد أبرز المُنادين بحقوق الإنسان في العراق، أن «حكم الإعدام جزء من المنظومة القانونية العراقية؛ إذ ليست لدينا مراكز تأهيل حقيقية مثل الدول الديمقراطية التي تهتم بحقوق الإنسان والسجناء، وخصوصاً الإرهابيين الذين يحولون السجون مراكز تجنيد للآخرين». وأكد البياتي وجود «خلل لجهة عدم توافر ضمانات واضحة وشفافية حقيقية في التحقيق وجلسات الحكم وعدم السماح لمنظمات حقوق الإنسان بأداء دورها». وأبدت الأمم المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 قلقها بعد إعدام السلطات العراقية 21 محكوماً أدين معظمهم بتهمة «الإرهاب»، ومذاك، لم يتم الإعلان رسمياً عن تنفيذ أحكام أخرى.

 

العراق يصادق على 340 حكماً بالإعدام في قضايا إرهابية وجنائية رغم انتقادات وضغوطات حقوقية ودولية

بغداد: فاضل النشمي/25 كانون الثاني/2021

كشف مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية العراقية، أن الرئيس برهم صالح صادق على أكثر من 340 حكما بالإعدام صادرا عن المحاكم القضائية المختصة بقضايا إرهابية وجنائية. وتشترط القوانين العراقية مصادقة رئاسة الجمهورية على أحكام الإعدام الصادرة قبل الشروع في تنفيذها.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، عن المصدر قوله إن «أحكام الإعدام صادرة عن المحاكم العراقية المختصة مكتسبة الدرجة القطعية، وفي قضايا مختلفة إرهابية وجنائية، وأصدرت المراسيم الجمهورية وفقا للدستور والقانون». وأضاف أن «المصادقات جرت بعد تدقيق القضايا المرسلة من جوانبها الدستورية والقانونية كافة بما فيها استنفاذ جميع طرق الطعن، وعدم الشمول بالعفو العام رقم 27 لسنة 2016 وهي قيد التنفيذ وفق الإجراءات المتبعة في وزارة العدل». وفي حين لم يصدر بيان رسمي عن رئاسة الجمهورية، يؤكد المصدر أن «الرئاسة لا تزال مستمرة في مصادقة الأحكام الواردة إليها تباعاً وفقا للسياقات المتبعة، وتتعامل مع هذا الملف بتوخي الدقة والحذر بعيداً عن أي اعتبارات أخرى». وغالباً ما تثير قضية المصادقة على أحكام الإعدام وتنفيذها مشاكل غير قليلة في العراق على المستويين المحلي والدولي المتمثل بالجهات والمنظمات المناهضة للعقوبة الإعدام والمشككة بأحكام القضاء في العراق. فعلى المستوى المحلي ينقسم العراقيون حول تنفيذ أحكام الإعدام المتعلقة بالمدانين بتهم إرهاب، حيث ترفض غالبية الشخصيات والقوى السياسية السنيّة ذلك، وترى أنها ظالمة ومعظم الاعترافات انتزعت بالإكراه، في مقابل إصرار معظم القوى السياسية الشيعية والأشخاص المتضررين من الجماعات الإرهابية على تنفيذ الأحكام بأسرع وقت.

ويتعرض العراق على الصعيد الدولي إلى انتقادات واسعة من منظمات حقوقية جراء التزامه بعقوبة الإعدام، وقد انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها حول حقوق الإنسان في العالم منتصف، الشهر الجاري، نظام القضاء العراقي، واعتبرت أن العراق من بين دول أخرى «لديه أحد أعلى معدلات الإعدام في العالم». وذكر تقرير المنظمة، أن «بيانات وزارة العدل العراقية أظهرت أن 8.022 محتجزا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، وأن الدولة أعدمت أكثر من 100 بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) 2019 لكنها لم تقدم إحصاءات لعام 2020». وأضاف التقرير أن «القضاة العراقيين يحاكمون بشكل روتيني (عناصر داعش) المشتبه بهم فقط بتهم فضفاضة تتعلق بالانتماء إلى (داعش)، وليس بسبب جرائم عنيفة محددة ربما ارتكبوها، وأن المحتجزين أدلوا بشهادات قاسية عن التعذيب أثناء الاستجواب في سجون الموصل الخاضعة لسيطرة وزارة الداخلية، والتي أدت في بعض الحالات إلى وفيات».

وأقر مستشار رئيس الجمهورية إسماعيل الحديدي، أمس، بالـ«الضغوط الدولية» التي تتعرض لها الرئاسة العراقية حيال المصادقة على أحكام الإعدام. وقال الحديدي في تصريحات إن «رئاسة الجمهورية تنظر بطلبات كثيرة خاصة بأحكام الإعدام، وإن الرئيس الجمهورية برهم صالح غير ملتزم بالاشتراكية الدولية فيما يتعلق بالإعدام»، في إشارة إلى أن الرئيس الراحل جلال الطالباني كان يتحاشى المصادقة على أحكام الإعدام بحق المدانين بسبب عضويته في الاشتراكية الدولية التي تحظر ذلك، وكان يكتفي بإحالة المصادقة إلى نوابه. كما تحاشى الرئيس السابق فؤاد معصوم المصادقة على الأحكام نتيجة ضغوط تمارسها عليه قوى وشخصيات سياسية سنيّة لتشكيكها في اعتماد القضاء على معايير دقيقة في إصدار أحكامه. وتابع الحديدي أنه «لدى الرئاسة لجان خاصة بتدقيق ملفات المحكومين بالإعدام الذين لا يتجاوز عددهم 400 مدان». بدورها، قالت النائبة عن ائتلاف «دولة القانون» عالية نصيف، أمس إن «هناك توجهات نيابية نحو إجراء تعديل قانون ليتم بموجبه منح رئاسة الجمهورية مدة 90 يوماً للمصادقة على أحكام الإعدام، وبخلاف ذلك يعد مصادقاً عليه وعلى وزارة العدل تنفيذ الحكم خلال مدة أقصاها 60 يوماً». ودعت في بيان رئيس الجمهورية إلى «نشر مراسيم المصادقة على أحكام الإعدام الـ340 التي تحدث عنها مصدر في رئاسة الجمهورية». وفي محاولة منها للتشكيك في قضية المصادقة الرئاسية، أشارت نصيف إلى أن «الشعب العراقي يتمنى أن يرى في وسائل الإعلام نسخة من المرسوم الجمهوري المتضمن المصادقة على أحكام الإعدام ليشعر بأن العدالة تحققت، كما أن نشر المرسوم يعزز ثقة الشعب العراقي برئاسة الجمهورية، خصوصاً بعد أن طال انتظار تنفيذ أحكام الإعدام». ويتهم ائتلاف «دولة القانون» جهات لم يسمها بـ«التواطؤ في تنفيذ أحكام الإعدام والسعى لإصدار عفو عن المحكومين».

 

مقتل 11 من «الحشد» بكمين في صلاح الدين/نائب عراقي يربط تدهور الأمن بإعادة عائلات «داعش»

بغداد: «الشرق الأوسط»/25 كانون الثاني/2021

كثفت القوات الأمنية العراقية هجماتها في كثير من المحافظات عقب هجومي «ساحة الطيران» في بغداد الخميس الماضي الذي أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، وهجوم صلاح الدين فجر أمس الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. وقُتل 11 عنصراً على الأقل من «الحشد الشعبي» في كمين شرق مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، نُسب إلى تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد به مصدر أمني في «الحشد» وكالة الصحافة الفرنسية. ونُفّذ الهجوم بواسطة أسلحة خفيفة، ويأتي بعد يومين من تفجيرين انتحاريين في قلب بغداد أسفرا عن مقتل 32 مدنيّاً وتبنّاهما التنظيم المتطرّف. وقال أبو علي المالكي، أحد الضبّاط في «اللواء22» في «الحشد»، إن تنظيم «داعش» شن «هجوماً على (اللواء22) شرق تكريت». وقالت مصادر أخرى في «الحشد» إنّ 11 عنصراً قُتلوا وأصيب 10 آخرون. إلى ذلك، أعلن النائب عن محافظة صلاح الدين، محمد كريم البلداوي، أن السبب الرئيسي للهجوم «هو إعادة عوائل الدواعش إلى مناطقها لدوافع سياسية وطائفية، وهو خطأ استراتيجي ارتكبته السلطات الإدارية والأمنية، إلى جانب التراخي الأمني وعودة كثير من الدواعش من سوريا نحو المحافظات الغربية». وقال البلداوي في بيان إن «ظهور (داعش) بهذه القوة مجدداً يؤكد وجود حواضن للإرهاب بين الأسر العائدة، مما يتطلب إعادة النظر والتدقيق لمنع وقوع كوارث أمنية جديدة». كما أكد أن «هناك تراخياً أمنياً وضعفاً كبيراً بالخطط في صلاح الدين، إلى جانب التدخلات والمحاصصات السياسية في تنصيب وتغيير القيادات الأمنية على حساب أمن المواطن والمحافظة». وكشف البلداوي تفاصيل الهجوم، قائلاً إن «تنظيم (داعش) تعرض على نقطة متقدمة تابعة لـ(الفوج الثالث – لواء22)، وهرع آمر (الفوج الثالث) حسين سعيدان الحسناوي برفقة قوة من (الحشد) للتصدي للهجوم، وفي تلك الأثناء نصبت عناصر (داعش) كميناً لآمر الفوج والقوة التي بإمرته وهاجمتها بأسلحة القاذفات والأسلحة المتوسطة، ما سبب سقوط شهداء وجرحى رغم المقاومة الكبيرة التي أبدتها قوات (الحشد)». وأوضح أن «من بين أسباب الهجوم وجود مناطق شاسعة ومفتوحة لا يمكن مسكها بشكل كامل، ووجود نشاط للخلايا النائمة، وبالتالي فإن (داعش) اختار مناطق وأهدافاً مفتوحة لهجماته الإرهابية».

من جهته، حدد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف أسباب عودة هجمات تنظيم «داعش»، قائلاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك كثيراً من المشكلات الجوهرية في الواقع أدت إلى زيادة أنشطة هذا التنظيم الإرهابي، تقف في المقدمة منها الحدود السورية - العراقية المفتوحة التي لا تزال غير مؤمنة، بالإضافة إلى النشاط الذي يقوم به أحد أبز زعماء التنظيم عبد الله قرداش عبر الحدود التركية - السورية من مناطق غازي عنتاب والرهبانية، فضلاً عن تسلل العوائل الداعشية بأموال للمهربين، وكذلك انضمام أعداد من الدواعش إلى عوائلهم وعبورهم الحدود من خلال الإيحاء للمهربين بأنهم فقط يريدون الدخول إلى العراق عن طريق التهريب». وأوضح أبو رغيف أن «محافظة نينوى التي ترتبط بمحافظة صلاح الدين والأنبار تشكل هي الأخرى خط نقل لسير عجلات وسير دراجات». وأشار أبو رغيف إلى أمور أخرى لها صلة بزيادة هذا النشاط؛ من بينها «دعم عبد الله قرداش لولاية الشمال في التنظيم التي تبدأ من الطارمية قرب بغداد إلى سامراء، وهي ولاية جرى التركيز عليها من قبل قرداش لتقوم بأعمال استثنائية؛ ومن بينها العملية الانتحارية التي جرت في (ساحة الطيران) ببغداد الخميس الماضي». من ناحية ثانية، أفاد مصدر أمني عراقي أمس باتخاذ القوات الأمنية إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التفتيش العادية والطرق المؤدية إلى مطار بغداد الدولي «تحسباً لوقوع أي طارئ»، بحسب موقع «السومرية نيوز».

 

“ مسؤول عسكري أميركي يزور السودان بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب

الخرطوم: «الشرق الأوسط أونلاين»/25 كانون الثاني/2021

يصل مسؤول عسكري أميركي إلى الخرطوم، غداً (الثلاثاء)، في زيارة هي الأولى بعد رفع اسم السودان من «قائمة الدول الراعية للإرهاب». وأفادت وكالة الأنباء السودانية على موقعها الإلكتروني اليوم (الاثنين) بأنه «يصل إلى البلاد غدا (الثلاثاء) السفير أندرو يونغ نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا لشؤون الارتباط المدني العسكري في زيارة تستغرق يومين». وأضافت أن يونغ «سيتناول خلال لقاءاته بناء القدرات الأمنية والدفاعية وبحث تعزيز الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ومن المقرر أن يلتقي المسؤول الأميركي رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى جانب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي رفعت واشنطن الخرطوم من قائمة «الدول الراعية للإرهاب»، والتي أضيف السودان إليها عام 1993 بحجة علاقته مع تنظيمات إسلامية متطرفة على رأسها «القاعدة» التي عاش زعيمها السابق ومؤسسها أسامه بن لادن في السودان خلال الفترة من 1992 الى 1996. وكان السودان تحت حكم إسلامي بزعامة عمر البشير الذي وصل الى السلطة بانقلاب عسكري عام 1989 إلى أن أطيح في أبريل (نيسان) 2019 بواسطة الجيش بعد احتجاجات شعبية امتدت أشهراً. وتتولى السلطة في السودان حكومة انتقالية من مدنيين وعسكريين لفترة انتقالية تجرى في نهايتها انتخابات عامة. وتسعى الحكومة الانتقالية لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية.

 

تحرير 32 مصرياً مختطفين في طبرق… ووفاة 3 بعد تعذيبهم

القاهرة- وكالات»/25 كانون الثاني/2021

 كشف مصدر أمني ليبي عن تفاصيل تحرير عدد من المصرين خلال الأيام الماضية في ليبيا بواسطة مديرية أمن طبرق. وأكد المصدر، وفقا لجريدة “اليوم السابع” المصرية، أن عصابات إجرامية اختطفت المصريين بعد دخولهم إلى البلاد بطريقة غير شرعية. وكانت مديرية أمن طبرق الليبية قد تمكنت، ليل أول من أمس، من تحرير 32 مواطنا مصريا تم احتجازهم على يد عصابة إجرامية تقوم باختطاف وابتزاز الأجانب. وقال مصدر أمني ليبي أن القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من المجرمين المتورطين في عمليات اختطاف وابتزاز مواطنين مصريين، موضحا أن النيابة تتولى التحقيق معهم منذ ساعات لملاحقة كل المتورطين في حوادث اختطاف الأجانب، وخصوصا المصريين. وأشار المصدر إلى تمكن القوات الأمنية الليبية في طبرق من القبض على 7 أشخاص تورطوا فى عملية قتل ثلاثة مواطنين مصريين، بعد العثور على جثثهم.

 

التهديدات بالقتل تلاحق نواب الكونغرس الأميركي قبل مساءلة ترامب/بايدن يعيد حظراً على دخول القادمين من عشرات الدول إلى الولايات المتحدة بسبب "كورونا"

واشنطن – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 كشفت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية، أمس، أن مسؤولي إنفاذ القانون الفيدراليين يحققون، في عدد من التهديدات الموجهة لأعضاء الكونغرس مع اقتراب المساءلة الثانية للرئيس السابق دونالد ترامب، بما في ذلك التهديد بقتل النواب أو مهاجمتهم خارج مبنى الكونغرس. ونقلت الصحيفة، عن أحد المسؤولين الأميركيين، قوله، إن “التهديدات والمخاوف من احتمال عودة المتظاهرين المسلحين لاقتحام مبنى الكونغرس من جديد، دفعت شرطة الكونغرس وغيرها من أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية إلى الإصرار على تواجد الآلاف من قوات الحرس الوطني في واشنطن، مع تقدم مجلس الشيوخ في خطط مساءلة ترامب”. وذكرت، أنه رغم مرور حفل تنصيب الرئيس المتخب جو بايدن من دون أي مشاكل أو احتجاجات مسلحة، تشير التهديدات الموجهة للمشرعين قبل محاكمة ترامب إلى استمرارية احتمال الخطر. وأضافت، إنه “على غرار التهديدات التي اعترضها المحققون قبل تنصيب بايدن، فإن التهديدات التي يتبعها رجال إنفاذ القانون تتفاوت من حيث دقتها ومصداقيتها”، مشيرة إلى أن “الرسائل التي نشرت على الإنترنت وفي مجموعات الدردشة تضمنت مؤامرات لمهاجمة أعضاء الكونغرس خلال التحرك من وإلى مجمع الكونغرس خلال المحاكمة”. وفي سياق متصل، قدم مجلس النواب، أمس، لائحة الاتهام بحق ترامب إلى مجلس الشيوخ، فيما قال عدد متزايد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إنهم يعارضون الإجراء، ما يقلل من فرص إدانة ترامب بتهمة التحريض على حصار الكونغرس. من جانبه، قال عضو الحزب الجمهوري السيناتور ماركو روبيو، “أعتقد أن المحاكمة غبية، وأعتقد أنها تأتي بنتائج عكسية، في أول فرصة لي للتصويت لإنهاء هذه المحاكمة، سأقوم بذلك”، مضيفاً ان “ذلك سيكون سيئاً للبلاد، وسيؤجج المزيد من الانقسامات الحزبية”. من ناحية ثانية، ذكرت وسائل إعلام أميركية، أمس، إن الرئيس جو بايدن، سيعيد رسمياً قيود السفر الخاصة بفيروس “كورونا”، على المسافرين الآتين من دول عدة، مضيفة إن “القيود ستشمل غير الأميركيين الآتين من البرازيل وأيرلندا والمملكة المتحدة، و26 دولة أوروبية أخرى تسمح بالسفر عبر الحدود المفتوحة”. على صعيد آخر، أكد بايدن، في اتصال هاتفي، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عزم إدارته على تعزيز العلاقات مع فرنسا. وذكر البيت الأبيض، في بيان، أمس، أن بايدن شدد خلال أول اتصال هاتفي مع ماكرون، على التزامه بتعزيز العلاقات عبر الأطلسي من خلال الشراكة عبر حلف “الناتو”، وشراكة الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف، إن الرئيسين اتفقا على الحاجة إلى التنسيق الوثيق من خلال المنظمات متعددة الأطراف، في مواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ ومواجهة جائحة “كورونا”، والانتعاش الاقتصادي العالمي، كما اتفقا على العمل معاً بشأن أولويات السياسة الخارجية المشتركة، بما في ذلك الصين والشرق الأوسط وروسيا ومنطقة الساحل. وكان بايدن، قد حضر في وقت سابق، القداس الأول له كرئيس في الكنيسة التي صلى فيها الرئيس الأسبق جون كيندي.

 

ترامب يتخلى عن إنشاء حزب جديد

واشنطن – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 أفادت أنباء صحافية، أمس، بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تخلى عن فكرة إنشاء حزب سياسي كبير ثالث في البلاد للتنافس مع الديمقراطيين والجمهوريين. ونقلت قناة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية، عن بأن مستشار حملة ترامب السياسية جيسون ميللر، قوله، إن “الرئيس السابق أوضح بجلاء أنه سيوجه قواه لمساعدة الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ لعام 2022، مضيفاً إن ترامب لا يخطط لأي شيء بهذا الشأن “خارج هذه الجهود”. في المقابل، قالت مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز” ماغي هابرمان، على حسابها بموقع “تويتر”، إن ترامب “أقنع بالتخلي” عن هذه الفكرة.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد ذكرت في وقت سابق، نقلاً عن مصادر، قولها، إن ترامب بحث مع مقربين له فكرة تأسيس حزب سياسي جديد في البلاد، يطلق عليه اسم “الحزب الوطني”. من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي إدوارد فاغان، أن دونالد إذا أسس حزباً سياسياً جديداً، فقد يلحق الضرر بالجمهوريين.

 

من هو "ماهر بيطار" الذي عينه بايدن في منصب استخباراتي رفيع؟

القدس العربي/25 كانون الثاني/2021

ضم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الفلسطيني الأمريكي ماهر بيطار، إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي كمدير أول للمخابرات، وهو دور رئيسي يعمل بمثابة الرابط اليومي بين مجتمع الاستخبارات والبيت الأبيض. وقال ماهر بيطار، الذي شغل منصب المستشار العام للديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس النواب منذ عام 2017 ولعب دورا رئيسيا خلال أول محاكمة لعزل الرئيس السابق دونالد ترامب، إنه من المقرر أن يبدأ المنصب الجديد في الأيام المقبلة. ولقبه الرسمي سيكون مدير أول لبرامج الاستخبارات. ويمثل هذا التوظيف عودة بيطار إلى مجلس الأمن القومي. إذ شغل منصب مديرها للشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، ونائبا لسامانثا باور أثناء عملها في مجلس الأمن القومي. كما عمل بيطار ضابطا للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية. وقال شخص مطلع إن بيطار مقرب من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان منذ وقتهما معا في وزارة الخارجية، وفقا لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية. وعبر آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، عن سعادته للمجلة الأمريكية، قائلا “أنا سعيد برؤيته (بيطار) في منصبه الجديد، على الرغم من أننا سنفتقده بالتأكيد في اللجنة”. ووصف شيف بيطار بأنه “خيار رائع” لهذا الدور، مضيفا أن لديه مجموعة “غير عادية” من المواهب والخبرة عندما يتعلق الأمر بمجتمع المخابرات ويتفهم التحديات التي يواجهها. وقال شيف: “لا يمكنني التفكير في أي شخص أكثر ملاءمة للدور من ماهر”. عمل بيطار كعضو بارز في فريق المساءلة في مجلس النواب خلال أول محاكمة لعزل ترامب، جنبا إلى جنب مع دان غولدمان الذي عمل ككبير محامي مدير المساءلة. وصف غولدمان بيطار بأنه “محام لامع”، وقال إن خبرته في اللجنة ستمنح مجلس الأمن القومي الجديد نظرة ثاقبة على التغييرات في مجتمع الاستخبارات على مدى السنوات الأربع الماضية. يتلقى مكتب كبير مديري المخابرات معلومات حساسة تأتي من وكالات المخابرات. وينسق أنشطة العمل السري بين البيت الأبيض ومجتمع المخابرات. كما أنه أيضا المكان الذي يضم فيه مجلس الأمن القومي الخادم الذي يخزن المعلومات السرية الأكثر حساسية. في عهد ترامب، تم استخدام هذا الخادم لتخزين محادثات الرئيس مع زعماء العالم التي كانت محرجة على الأرجح، مثل مكالمته مع الرئيس الأوكراني التي أدت إلى مساءلته الأولى.

 

اشتباكات عسكرية صينية – هندية في الهيمالايا

نيودلهي – وكالات/25 كانون الثاني/2021

 أعلنت مصادر هندية مطلعة، أمس، وقوع اشتباكات مسلحة بين القوات الصينية والقوات الهندية الأسبوع الماضي، في شمال سيكيم الحدودية، مخلفة جرحى لدى الطرفين، في ثاني حادث من نوعه في نحو عام. ونقلت صحيفة “هندوستان تايمز” الهندية، نقلاً عن مسؤولين هنود، قولهم، إن العشرات من عناصر الجيشين الصيني والهندي اشتبكوا بالسلاح الناري الأسبوع الماضي في منطقة ناكو لا الجبلية بالهيملايا، بإقليم سيكيم، على ارتفاع نحو خمسة آلاف متر، بعد أن “حاول جنود صينيون التسلل إلى الأراضي الهندية”. في المقابل، دعت الصين، أمس، الهند، إلى الامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى تصعيد الوضع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليغيان، “أود التأكيد على أن قوات الحدود الصينية ملتزمة بالحفاظ على السلام والهدوء على الحدود مع الهند”، داعياً الهند إلى “الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد أو تعقيد الوضع على الحدود”. وأعرب، عن أمله في أن يتخذ الجانبان الخطوات اللازمة لحل الخلافات وضمان السلام والاستقرار على الحدود. وكانت جولة جديدة من المفاوضات لحل المشاكل الحدودية العالقة في إقليم لاداخ، الذي احتضن اشتباكات مايو العام 2020، قد انطلقت أول من أمس، في مولدو على الطرف الصيني من الحدود، من أجل استكمال المفاوضات التي توقفت في السادس من نوفمبر العام 2020، من دون تحقيق أي اختراق بسبب الخلافات العميقة بين البلدين.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكاهن

الأب سيمون عساف/25 كانون الثاني/2021

يصرّ المسيحيون على نقاوة الكاهن وطهارة سلوكه. هذا أمر يتضح كثيراً عند اقتبال الرجل واندراجه في هذا المصاف.  وهذا لا مزاح فيه على الإطلاق لأن الكاهن يقول لرعيته قول بولس: “تَشبّهوا بي كما أتشبّه انا بالمسيح” ( 1كورنثوس 1:11). هذا هو الراهن أن الكاهن السيئ يُفسد الرعية أو بعضاً من الرعية لأن المتألهة نفوسهم وعقولهم لا يؤذيهم أحد.  لكن المغامرة لا تجوز إن أحسسنا على صعيد أخلاق الرجل أن ثمة مغامرة. إن وجب على كنيسة الأرض أن تكون على صورة كنيسة السماء اي مغذّاة بالحياة الأبدية فرَفْضُ المرشح السيئ أبسط هدية يقدّمها للرعية راعيها. فالكثيرون يحكمون على الكنيسة من رؤيتهم لرعاتها والبعض يتركون الصلاة بسبب من القيّمين عليها.

 النظرة اللاهوتية للخدمة الكهنوتية

من أهم المسائل في الفكر اللاهوتيّ المعاصر هي الخدمة الكهنوتية، مقالتي هنا مقتصرة على وضع ملخص عام لأهم الأفكار اللاهوتية المتعلقة في الخدمة الكهنوتية.

أولاً: كهنوت المؤمنين و كهنوت الخدمة

إن المسيحيين جميعاً يشتركون في كهنوت المسيح، لأنَّهم بالمعمودية يصيرون أعضاء في جسد المسيح، أمَّا من يدعوهم الله من بعض المسيحيين كهنة هؤلاء يجب ان يكونوا فعلا رسلا.  فما الفرق اذا الذي يميّز هذين النوعين من الكهنوت؟

1. كهنوت المؤمنين المشترك

بعد العهد الجديد بالمعمودية كل شعب الله هم كهنة، وهذا يؤكد عليه بطرس في رسالته الأولى (2: 5- 10)، والدستور العقائدي في الكنيسة في المجمع الفاتيكاني الثاني، وهذا الكهنوت يمارس بالشهادة للمسيح في كل مكان، وبالاشتراك في الصلوات والأسرار ولاسيّما الإفخارستيا.

2. كهنوت الخدمة الراعوية:

أوكل الله إلى البعض مهمة خاصة في هذا الجسد (الكنيسة)، والفرق بين النوعين من الكهنوت ليس على صعيد كيان المسيحي، بل على صعيد المهمة في الجسد؛ وهذا الفرق يظهر في طقوس الأسرار، فكهنوت المؤمنين المشترك يُمنح بالتغطيس بالماء بالمعمودية ومسحة الميرون في التثبيت، أما كهنوت الخدمة فيمنح "بوضع اليد"، ووضع اليد يعني إعطاء سلطة ومهمة خاصة، فما هو قوام تلك المهمة ومضمونها:

أ. كهنوت الخدمة هو وظيفة عضوية في جسد المسيح.

ب. كهنوت الخدمة هو استمرار لدور المسيح رأس الكنيسة.

ج. الخدم الكهنوتية هي مواهب من الروح القدس.

ثانيًا: أبعاد الخدمة الكهنوتية

الخدمة الكهنوتية تضمن استمرار شعب الله، وتعمل على بناء جسد المسيح، وتلك الخدم تتمّ في ثلاثة ميادين: الكلمة، الأسرار، والرعاية:

1. خدمة الكلمة: لقد أنشأ المسيح الكنيسة أولاً بالكرازة بالكلمة، وأرسل تلاميذه للغرض نفسه، فالإيمان بحاجة إلى التبشير بالكلمة، ويجعل المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي في الكنيسة خدمة الكلمة أولى المهام الأسقفية الرئيسية، ويتوسع في هذه المهمة في قراره في خدمة الكهنة الرعائية.

2. خدمة الأسرار: إن خدمة الكلمة مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بخدمة الأسرار، والكلمة التي يكرز بها الكهنة يجب أن تقود الشعب إلى الاتحاد بالمسيح وبالأسرار، وإلى تكوين جماعة مسيحية تحيا في الحياة الإلهية الواحدة، فالكاهن هو خادم المسيح وخادم الجماعة التي يقودها لتصير جسدًا واحدًا في المسيح، لذلك يعلن المجمع الفاتيكاني الثاني أن الاجتماع الإفخارستي هو النقطة المركزية في الجماعة المسيحية التي يرأسها الكاهن، وهذا ما نستشفّه بوضوح في صلوات الرسامة.

3. قيادة شعب الله- خدمة الرعاية: إنَّ تصميم الله هو "أن يجمع تحت رأس واحد من المسيح كل ما في السماء والأرض"، فالبعد الثالث للخدمة الكهنوتية يقوم على تجسيد عمل المسيح الراعي الذي يجمع كل المسيحيين في جماعة عضوية، في شعب واحد لله، بحيث تصغي الرعية كلها لصوت المسيح "لتصير رعية واحدة لراعٍ واحد" (يو10: 16).

ثالثًا: كهنوت الخدمة سر من أسرار الكنيسة

عاشت الكنيسة الخدمة الكهنوتية كموهبة من الروح القدس وكوظيفة عضوية في جسد المسيح، ثم حددت الكنيسة الغربية مفهوم الأسرار وعددها في القرن الثاني عشر، وقد قبلت الكنيسة الأرثوذكسية هذا التحديد أيضاً في مجمع الاتحاد المنعقد في ليون (1247).

لماذا تعتبر الكنيسة الخدمة الكهنوتية سرًا؟

1. لأنه يرقى إلى إرادة المسيح نفسه الذي  اختار بعض رسله وأقامهم خدام الكرازة.

2. لأن الخدمة الكهنوتية تمنح من يقبلها نعمة خاصة.

3. لأن النعمة التي يمنحها هي لخدمة الكنيسة.

رابعًا: كهنوت الخدمة و الزواج

إن السيد المسيح قد دعا رسله دون تمييز بين متزوج وأعزب، على الرغم من أنه دعا إلى البتولية، لكن هذه الدعوة إلى التكرس لأجل الملكوت هي دعوة حرة وليست على الإطلاق شرطاً مسبقاً للرسل والمبشرين.

والتفسير الكتابي المعاصر يشرح كتابات بولس الرسول، بأنه يدعو المدعوين إلى الخدمة الكهنوتية بالأمانة الزوجية، فيجب اختيار الشمامسة والكهنة والأساقفة من ذوي الأخلاق الحسنة في جميع المجالات.

يجب التمييز بين الدعوة إلى الحياة الرهبانية والدعوة إلى الخدمة الكهنوتية، فالحياة الرهبانية تتطلب البتولية، كما الفقر والطاعة، أما الكهنوت فخدمة في الكنيسة، وهذه الخدمة يمكن أن يؤديها الكاهن المتزوج والكاهن الأعزب.

إنَّ أفضلية البتولية على الزواج في الكهنوت لم يستطع اللاهوت أن يعطي عنه براهين واضحة ومقنعة، لذا المهم في الأمر ليس النظر إلى أفضلية البتولية في ذاتها، بل بالنسبة إلى كل شخص، فعلى كل من يريد التكرس للخدمة الكهنوتية أن يسأل نفسه لا عمّا هو الأفضل نظرياً بل عمّا هو الأفضل له، استناداً "وجعلنا ملوكًا وكهنة" (رؤ6:1)، إذن، لماذا تنادون بسر الكهنوت، وهل له أدلة من الكتاب المقدس، وخاصة في العهد الجديد؟

  سر الكهنوت Priesthood هو تاج الأسرار لأنه بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لأحد أن ينال مواهب الروح القدس بدونه وهذا السر قد تأسس منذ البدء كباقي الأسرار المقدسة.

* سر الكهنوت في العهد القديم:

 معني كلمة كاهن خادم وأمر الرب بتقديم الذبيحة عن طريق الكاهن وكلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية "كوهين" أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء إذ أن الكاهن مؤتمن علي الشريعة ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين وفي تعاليم الرسل في العهد الجديد.

عهد الرب الإله لإبراهيم في أن يكون أبا لجمهور من الأمم "أما أنا فهوذا عهدي معك وتكون أبًا لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أبًا لجمهور من الأمم" (تك17:4) وهكذا كان الوعد مع اسحق ابنه (تك26: 2-5) "وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر اسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك وأباركك لأني لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد وافي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك وأكثر نسلك كنجوم السماء وأعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أن إبراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي أوامري وفرائضي وشرائعي "وأيضًا مع يعقوب وباركه وقال له (تك 32: 28) " فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت "ودعا الرب موسي لكي يقود شعبه من ارض مصر" وقال الله أيضًا لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه اله آبائكم إله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" ( خر 3: 15) وأقام هارون أخيه لأعانته "فحمي غضب الرب على موسى وقال أليس هرون اللاوي أخاك أنا اعلم انه هو يتكلم وأيضًا ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" ( خر 4: 14) وافرزه هارون وبنيه لوظيفة الكهنوت وأمر موسي بصناعه ثياب الكهنوت المقدسة له ولأبنائه والإصحاح (28) من سفر الخروج يتكلم بكل تفاصيل ملابس الكهنوت "واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي وهم يأخذون الذهب والاسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجوني وارجوان وقرمز وبوص مبروم صنعة

 إلى طبيعته ونفسيته وإمكانات اكتماله الذاتي، فإذا كانت العزوبة إطاراً صالحاً للبعض ويستطيعون تكريس حياتهم لخدمة الكنيسة بفرح وانتعاش، فقد تكون لغيرهم حاجزاً وعائقاً للخدمة الكاملة وبذل الذات السخي.

وهكذا إن الأمر الأساسي الذي يتفق عليه المسيحييون اليوم، والذي لا بد من تأكيده، هو أن الخدمة الكهنوتية ليست منفصلة عن عمل المسيح "الكاهن الأوحد"، وليست نعمة تُمنح لمنفعة الشخص الذي يحصل عليها، إنما هي موهبة يمنحها الروح القدس في سبيل بناء الكنيسة جسد المسيح

 

كان زكريّا

الأب سيمون عساف/25 كانون الثاني/2021

عندما بشّره الملاك بولادة يوحنّا المعمدان، في أورشليم، المدينة المقدّسة والمجيدة، مكان حجّ اليهود،  في وسط الشّعب المختار الذي يصلّي في هيكل أورشليم. وكانت مريم بين الغرباء عن العهد في ضيعة الجليل. كان زكريّا ينتظر المسيح في فجر رجاء إسرائيل المدلول إليه بالاحتفال الطقسّي، وإذا به يبشّر بالسَّابق وأنّه سيكون أبًا لأعظم الأنبياء، يوحنّا المعمدان. وكانت مريم أيضًا في فجر رجاء إسرائيل المدلول إليه بفقرها المتواضع، فإذا بها تُبشّر بابن الله وابنها ستكون أمّ الله بالذات، يسوع المسيح. في هذه المقارنة الأولى، تبدو مريم علامة الشمول المسيحيّ، وبينما كان الشّعب اليهوديّ يحدّ زكريّا ويحيطه، عندما ظهر له الملاك ليعده بابن، كانت مريم حاضرة ومنفتحة على العالم كلّه، عندما بشرّها الملاك بابن الله. يدخل زكريّا هيكل الرّبّ ويحرق البخور، وهذا العمل الليتورجيّ قمّة وظيفته الكهنوتيّة، لأنّ هذا الاختيار الذي وقع عليه بالقرعة الطقسيّة لا يحدث، على الأرجح، إلّا مرّة واحدة في حياة الكاهن. وتشدّد الرّواية على صفة والدي يوحنّا المعمدان الكهنوتيّة: فزكريّا هو من فرقة آلـ أبيَّا، وأليصابات من بنات هارون. كان إطار بشارة زكريّا إطارًا كهنوتيًا وليتورجيًا بكلّ وضوح، ومكانه هيكل الرَّبّ، وزمانه، على الأرجح، يوم سبت نظرًا لتواجد جمهور غفير من الشّعب..

زكريّا كاهن لا غبار عليه، يحتلّ مكانة في نظام إسرائيل الدينيّ، حيث يستجيب الله، بنعمته، الصّلاة والذبيحة السَّابقتين. ومريم، الفتاة التي أصلها وقداستها سرًّا خفيًّا، تحتلّ مكانًا في نظام الكنيسة الرّوحيّ، حيث يملأ الله، بنعمته، في الحبيب (أف 1/ 6) بانحداره وتجسّده الصّلاة الحقيقية و ذبيحة الشّكران. مريم هي علامة انتهاء كهنوت الذبائح الممتاز في العهد القديم. بعد أن تمّ وضع البخور الطقسيّ، فهم الشّعب أنَّ زكريّا، وقد لجم لسانه، رأى في الهيكل رؤيا. أمّا عند مريم فلا احتفال طقسيّ، ولا حشود من النّاس تصلّي وتشهد على بشارتها. فقد تمّ كلّ شيء لها، في منتهى البساطة وفي عزلة بيتها، في حين تمّت رؤيا زكريّا بين الاحتفال والجمهور.

قال الملاك لزكريّا: "لقد سُمعت صلاتك"، وسلّم مباشرة على مريم "كالممتلئة نعمة".

رأى زكريّا ملاك الرَّبّ واقفًا عن يمين مذبح البخور، رآه في مظهر خارجيّ، عيانيًا، كما كانت الرؤيا لكثيرين من قدّيسي العهد القديم. أمّا مريم فلم تحدّد، في بشارتها، مظهر الملاك الخارجيّ، وهذا لا يعني أنّها لم تشاهد الملاك عيانيًا، بل إنّها لم ترَ من واجبها تحديد هذا الظهور بدقـَّة بما أنّها الشّاهدة على الرِّواية. كلّ ما في الأمر أنّ الملاك دخل إليها فكلّمها ثمّ خرج. كلّ  شيء كامن هنا في كلام الله بالذات، دون أن يكون للرّؤيا دور هام، كما في بشارة زكريّا. ذلك لأنّ مريم في أعماقها التقت إلهها، وكلامه لها فقط هو المهمّ وليس ظهور رسوله المرئيّ.

وإذا كان الله الذي ربط حضوره ووحيه بهيكل أورشليم فقط، وبقدس الأقداس بنوعٍ خاص، قد دخل إلى بيت مريم ليحقـِّق فيه حضوره وظهوره، أي تجسّده، فلأنّ مريم كانت، في تلك اللّحظة، الهيكل وقدس الأقداس ومسكن الله وتابوت العهد. وسيُدعى فيما بعد المسيح، والكنيسة، والمسيحيّ هياكل الله (يو 2/ 21 ، قور 3/ 16 ، 6/ 19). لم يعد الله بحاجة إلى كهنوت تقليديّ ولا إلى طقوس ذبائح ولا إلى الهيكل أو قدس الأقداس أو تابوت العهد. ولقد اختار الله فتاة غير جديرة بالكهنوت، ولا ينتظر منها التوسلات ليملأها نعمة، حتّى يُظهر مجانيّة حبِّه وجدَّته. فكانت هذه الفتاة رمز الهيكل وقدس الأقداس وتابوت العهد وعلامة انتهاء الكهنوت الذبائحيّ في العهد القديم. إنّ جواب الملاك لمريم، المُندهشة من هذه الأمومة الإلهيّة، جعلها تحلّ، في تلك اللّحظة محلّ تابوت العهد ومسكن الله بالنسبة للعهد القديم.

"الرّوح القدس يحلّ عليكِ وقوَّة العلي تُظلّلك لذلك فالمولود منك قدوس وابن الله يُدعى (لو 1/ 35).

قام عدد غير قليل من علماء الكتاب المقدّس الكاثوليك والبروتستانت بمقارنة هذا النصّ بنصّ الخروج 40/ 35: "غطّى الغمام خباء المحضر وملأ مجد الرَّبّ المسكن فلم يستطع موسى أن يدخل خباء المحضر لأنّ الغمام كان حالًا عليه" (خر 40/ 34 ـ 35 ) .

وتبيّن رواية تجلّي الرَّبّ عناصر حضور الله ذاتها وهو يظهر في وسط شعبه (لو 9/ 2 ـ 36). حضر بطرس ويوحنّا ويعقوب تجلّي المسيح ورأوا مجده بين موسى وإيليّا، وقد ظهرا هما أيضًا بالمجد. لقد ظهر يسوع، في التجلّي، كمجد الله السَّاكن في وسط أتباعه. ويبدو المسيح كمجد الله الذي ملأ خباء المحضر حيث كان تابوت العهد. ويذكر القدّيس بطرس هذا الحدث في رسالته الثانية: "هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت" و"ذاك الصَّوت قد سمعناه آتيًا من السَّماء، إذ كنّا معه على الجبل المقدّس" (2 بط: 1/ 17 ـ 18). في هذا الكلام إشارة إلى سيناء، الجبل المقدّس، حيث غطـَّت الغمامة الجبل وظلّل مجد يهوه (حلّ في اليونانية) جبل سيناء الذي غطّته الغمامة ستة أيَّام (خر: 24/ 15 ـ 16). يقابل بطرس حدث التجلّي بالوحي في سيناء، ولوقا (وسائر الإنجيليِّين) يقابله بظهور الله على خباء المحضر. والمسيح في كلتا الحالتين، هو مجد الله أي الإبن الحبيب الذي فيه ارتضى حبّ الآب.

ويربط بطرس، في رواية التجلّي، مجد الله الظاهر بخباء المحضر، ويريد أن يغطّي هذا المجد ويعطيه مسكنًا: "... لنصنع ثلاث مظالّ واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليّا". إنّ مجد الله حاضر إلى الأرض في يسوع المتجلّي وفي موسى وإيليّا الممجّدين الآخرين. وتتدخل الغمامة أيضًا كعلامة حضور الآب فوقهم: "وبينما هو يتكلّم انتشر غمام ظلّلهم (épiskiazein) فلمّا دخلوا في الغمام، خاف التلاميذ، وإذا بصوتٍ من الغمام يقول، هذا هو ابني المختار فله اسمعوا" (لو 9/ 34 ـ 35). نرى أنّ الفعل ظلّل (épiskiazein) قد استعمل في سفر الخروج ليدلّ إلى خباء المحضر مسكن المجد (خر 40/ 35)، وفي رواية البشارة ليدلّ إلى مريم، مسكن المجد، ابن الله، وفي رواية التجلّي ليدلّ إلى المسيح، مجد الله، الذي أراد بطرس أن يضعه تحت مظلّته، كيهوديّ يحترم شريعة موسى. فالغمام المنير هو علامة حضور الآب الذي يتكلّم فوق ابنه الحبيب، المختار والمجد الحاضر في الأرض.

نلاحظ الخطـَّة نفسها في الرّوايات الثلاث: الخروج والبشارة والتجلّي. فالغمام رمز حضور الله الظاهر الذي يظلّل. والمجد رمز حضور الله الذي يملأ ويسكن ويجلي مكانًا أو كائنًا. ففي الأوّل يملأ المجد مسكن الله أي خباء المحضر، وفي الثاني يأتي القدّوس، إبن الله، ليسكن في مريم، مسكن المجد الجديد، وفي الثالث يظهر المجد على الجبل، على مرأى من التلاميذ في العراء، لأنّه ليس بحاجة إلى مسكن: "ولم يكن بطرس يدري ما يقول"، مع رغبته في أن يضعه تحت مظلّة كتابوت العهد في الصّحراء. فهو الهيكل، والله الذي يسكن في الهيكل في آن واحد. هو ابن الله المتجلّي على مرأى من الجميع، وفي قمّة وحي حضوره وفي تمام إظهار مجده.  شينشقّ حجاب الهيكل عند موت المصلوب للدلالة إلى خروج المجد من قدس الأقداس، بالقيامة التي تعيد المسيح إلى العالم كلّه.

"الكلمة صار جسدًا فسكن بيننا فرأينا مجده، مجد الإبن الوحيد الذي أتى من لدن الآب ملؤه النِعمة والحقّ" (يو 1/ 14). هذا النصّ من إنجيل يوحنّا يعيد إلى الآذان الكلمات النموذجيّة المستعملة في روايات ظهور الله في العهد القديم والبشارة والتجلّي. إنّ الجسد الذي اتّخذه إبن الله في تأنّسه هو الخباء الجديد حيث يسكن المجد بيننا، الذي ملؤه النِعمة والحقّ. فالله هو حقيقة بين النّاس، بدون أي هيكل آخر غير هيكل جسده الذي يشعّ مجده. وقد رآه التلاميذ وتستطيع أعين الإيمان أن تراه لتتأمّله.

وفي رواية التجلّي، كما في رواية البشارة، يدلّ الغمام الذي يظلّل المسيح، أو قوّة العلّي التي تظلّل مريم، إلى صفة الله السّامية الذي يظهر ويظل فوق مكان ظهوره. والمجد الذي هو الإبن الحبيب في ملئه، يدلّ إلى حقيقة حضور الذي يأتي ويسكن بيننا. وكما غطـَّى الغمام خباء المحضر في الصَّحراء، كذلك ظلّل المكان المقدّس، فهو فوقه، وملأ المجد فهو حالّ فيه (خر 40/ 35). وقوّة العلّي تظلّل مريم، مسكن الله، فتحبل بابن هو القدّوس وابن الله... وفي التجلّي، يصبح الغمام علامة الله المتكلّمة فوق مجده المتجلّي، الذي هو ابنه الحبيب. فالله يظهر متساميًا وعليًا ومتجسِّدًا وأبًا وغمامًا منيرًا فوق مسكنه ومجدًا فيه.

تبدو مريم، على ضوء هذه المقارنة، في لحظة حبلها بالمسيح، كأنّها مسكن الله الجديد، وخباء المحضر أو قدس الأقداس، مركز الشّعب الإسرائيليّ المقدّس، الذي يحلّ عليه الغمام المنير، الرّوح القدس أو قوّة العلّي. الله السَّامي على مخلوقاته ليحلّ فيه مجده الأمين والوحيد والحبيب، المملوء نعمة وحقًا، "الكلمة صار جسدًا وسكن بيننا"، الله الحاضر في خلائقه. لقد أراد بعضهم أن يقارن زيارة العذراء لإليصابات بنقل تابوت العهد. هذه المقارنة هي من النوع الأدبّي في الفصلين الأوَّلين من إنجيل لوقا حيث يروي تاريخ طفولة يسوع بالرُّجوع دائمًا إلى أحداث العهد القديم التي توضح معنى الإنجيل.

إنّ صور تابوت العهد والهيكل والخباء قديمة جدًا وكثيرة في رمزيّة التقليد المريميّ.

 

عون يستغل "ورطة" سلامة: عهد الهدم الشامل سياسة واقتصاداً

منير الربيع/المدن/26 كانون الثاني/2021

لا تلتقي القوى اللبنانية بتنوعاتها على فكرة واحدة يمكن البناء عليها إيجابياً، ولو لمواجهة معضلة واحدة. لكل طرف اهتماماته المختلفة. وهذا عامل أساسي من عوامل الانهيار. ويعود ذلك إلى أسباب عديدة: أبرزها - سوى تضارب المصالح والجشع في المطامع والمطامح - فقدان الثقة الذي يحول دون أي اتفاق قابل للحياة. وقد يكون لبنان نشأ أصلًا وحمل في طياته تنافر هويات جماعاته وميولها وخياراتها المتضاربة. 

أخوة 14 آذار الأعداء

لنبدأ مثلاً بعلاقة الحلفاء في ما بينهم. ولنستعد علاقة القوى التي كانت مؤتلفة في ما كان يسمى معسكري 14 و8 آذار. يبن قوى المعسكر الأول، لا ثقة ولا تواصل بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. والعلاقة بينهما تصل إلى ما يتخطى الخصومة. وكل منهما يتهم الآخر بالكذب والتآمر.

ولا ثقة بين سعد الحريري ووليد جنبلاط. ومن الصعب جداً استعادة بنائها. فما أن يجتمع الرجلان على مبدأ أو كلمة ما، حتى ينفض أحدهما يده من الآخر، فينقض ما اتفقا عليه بصيغة من هنا أو بتسوية تحت الطاولة من هناك. حزب الكتائب في مكان بعيد جداً عن هذه القوى كلها. وهو يعتبر نفسه من صلب المجتمع المدني والتحركات الشعبية. والثقة معدومة بين كل من رؤساء الحكومة السابقين، وبينهم وبين سعد الحريري: ما أن يجتمعوا ويتفقوا على أمر، حتى يجد كل واحد منهم الآخرين يغرّدون في سرب آخر. وحين يجتمع الثلاثة، يستريب سعد الحريري من اجتماعهم.

وأخيراً لا ثقة بين الرؤساء الثلاثة: الجمهورية والحكومة والبرلمان.

تنافرات 8 آذار

على الضفة الأخرى، ضفة قوى 8 آذار، تنعدم الثقة بين حزب الله والتيار العوني. أمر لا يحتاج إلى كثير كي يظهر أو ينكشف وينفضح، على الرغم من أن فقدان الثقة مستور أكثر من تناقضات قوى 14 آذار. وانعدام الثقة هذا هو الذي يدفع باسيل وعون إلى التمسك بالثلث المعطل، للإمساك بقرار الحكومة التي ستتشكل. وهما يريدان بقاء حكومة حسان دياب، في حال عدم قبضهما على الثلث المعطل. وعوامل الثقة منعدمة بين دياب من جهة وباسيل وعون من جهة ثانية. لكن عون يطوّق حكومة تصريف الأعمال بالمجلس الأعلى للدفاع ولقاءات بعبدا، فيما يصادر باسيل قرارها بنسبة الوزراء الموالين له في داخلها. وهل من حاجة للحديث عن انعدام الثقة والانسجام والكيمياء بين الثنائي عون - باسيل ونبيه برّي، وبين حركة أمل والتيار العوني؟ ونحن في غنى أيضاً عن الإشارة إلى مقدار التنافر بين العونيين وتيار المردة. أما طلال أرسلان فلا وجود له إلا كحاجة لصوت يعلو حيناً ويخفت أحياناً، وفق ما تقتضيه حاجة عون وباسيل إليه. وهو ارتضى أن يكون على هذه الحال، لأنه لا يمتلك مقومات تفرض التعامل معه كطرف جديّ.

غوغاء ومتاريس

هذه الغوغائية، أو الانهيار الشامل في العلاقات السياسية، يؤديان إلى بابل من المكائد والعداوات والثارات التي هي معدن السياسة اللبنانية، وتسد كل أفق سياسي في البلاد المنكوبة. وهي تسهم في تعطيل مؤسسات الدولة كلها، المهترئة أصلًا. ويشمل الانهيار قطاعي التعليم والصحة، وكذلك القطاعات الاقتصادية والخدماتية. وتتحول إلى متاريس يستخدمها كل طرف وفق عداواته ونكاياته وثاراته. وكيف يمكن التوافق بين هذه القوى وزعاماتها على تشكيل حكومة؟! الأزمة طويلة ومستمرة إذاً: عون لا يعتبر أن هناك حاجة لحكومة ما لم يمتلك زمامها وقيادها. فهو يرى أنه الحاكم، ويريد أن يبقى كذلك.. ولو بعد انقضاء ولايته الرئاسية. ويشمل انعدام التوافق فكرة الانتخابات النيابية المبكرة، التي يطالب بها كل من القوات اللبنانية والكتائب، ويعارضها الآخرون. وطرح مسألة قانون جديد للانتخابات، تعني فتح صندوق باندورا من المصالح الضيقة والتناحرات التي لا تنتهي. وهذا ينطبق على الموقف من رئيس الجمهورية واستقالته والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

طائف مكسور وبطريرك وحيد

والبطريرك الراعي الذي يطلق المواقف دفاعاً عن الدستور داعياً إلى الالتزام به، لا يجد من يؤيده فعلياً. فالقوى المسيحية لم تعد مقتنعة بالطائف. والقوى الشيعية طرفها الأقوى تجاوزه منذ زمن بعيد في ممارسته اليومية وفي تثبيته قواعد سياسية جديدة. أما حركة أمل فتتمسك به من وجهة نظرها، ومن منطلق مختلف كلياً عن جوهر الطائف نفسه. هذا فيما لم تنجح القوى السنية في تطبيقه كما يجب. والموقف من الحياد الذي يكرره البطريرك الراعي غير واضح ولا ثابت، وغير قابل للتحقق. ما يعني أن لبنان يبقى خاضعاً للتحولات والتطورات الإقليمية.

عون يطارد سلامة

وتتشعب الأزمات وتتناسل: من الواقع النفسي والاجتماعي العسير في العلاقة بين الطوائف والجماعات والقوى اللبنانية، إلى الشقاق السياسي والانهيار المالي والاقتصادي. وحالياً فتح ملف المصرف المركزي والتحقيق مع حاكم مصرف في سويسرا. ولم تنجح القوى السياسية في الاتفاق على توفير مخرج آمن لسلامة، ليقدم استقالته وتكون القوى قد توافقت على تعيين بديل منه. وهنا أيضاً تدخل حسابات إقليمية ودولية ومحلية، لمنع عون من أن يعين من يريده في هذا الموقع. وطالما لم يتوفر بديل لسلامة، فإن سلامة باق في موقعه، لتستمر القوى منقسمة من حوله: بعضهم يدعمه والبعض الآخر يريد مواجهته حتى النهاية، ولو أدت إلى إدخاله السجن. أما هو فيبدو واثقاً من أن أحداً لن يتمكن منه، وليس هناك ما يدينه. المعركة طاحنة. عون يريد استمرارها حتى النهاية. ولو أدى الأمر إلى رفع دعاوى قضائية في كل الدول الأوروبية ضد خصومه. يستغل عون ظرفاً دولياً، أو غضباً فرنسياً من سلامة ورفعاً للغطاء عنه. فيسعى إلى تصفية حسابه معه، محاولاً التماهي مع هذه التوجهات الخارجية. لكن طالما لا موقف أميركياً واضحاً من سلامة، فإن عون يستغل المعركة للمضي بها في اتجاه خصومه الآخرين.

معارك المزيد من الهدم

حروب داحس والغبراء هذه لن تؤدي إلى أي نتيجة تفيد اللبنانيين أو تهمهم. فهي تحركها ثارات ورغبات في الاستيلاء على مناصب ومكاسب سياسية. ولا أحد يعرف نهايتها. والانهيار الشامل ماض في سبيله على كل الصعد. وهو ناجم عن الاستعصاء الكبير القائم. وطالما فقدت القوى كلها بوصلة الثقة والأمان واحتمال التوافق، أصبح لا بد من البحث عن معارك شرسة في سبيل المزيد من الهدم. هدم على وقع تطورات وتحولات كبيرة في المنطقة، وكلها تصب في إنهاء دور لبنان أكثر فأكثر. ويظن البعض أن ما يحدث فرصة لإسقاط هذه المنظومة القائمة، والتي لا يمكن إسقاطها إلا بإسقاط أبرز مقومات بقائها وقوتها: أي النظام المصرفي والمصرف المركزي.

 

عون يخوض معركة حياة أو موت "عهد": التمديد لمجلس النواب تمديد له

ملاك عقيل/أساس ميديا/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

لم تلقَ آذاناً صاغية في بعبدا الدعوة التي وجّهها البطريرك بشاره الراعي إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، في 17 الجاري، بـ"أخذ المبادرة بالاتصال بالرئيس المكلّف سعد الحريري للقاء مصالحة شخصية بينهما". الردّ الأكثر وضوحاً على دعوة بكركي جاء في "بيان الجمعة" الرئاسي الذي أشار إلى أنّه "ليس لرئيس الجمهورية تكرار دعوة رئيس الحكومة المكلّف إلى الصعود إلى بعبدا، لأنّ القصر الجمهوري لا يزال بانتظار أن يأتيه رئيس الحكومة المكلّف بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل عملاً بأحكام الدستور". وقافزاً فوق السجالات المُنفصلة عن الواقع لكلا الطرفين وجّه الراعي في عظة يوم الأحد رسالة إلى بعبدا فكّت شيفرتها سريعاً بتحميل رئيس الجمهورية مباشرةً، ومن خلفه جبران باسيل، مسؤولية التمادي في تعطيل تأليف الحكومة عبر القول: "الدستور واضح وضوح الشمس"، داعياً إلى أن يُنأى "بالدستور عن المصالح الفئوية التحاصصية التي تتلطّى خلف تفسيره".

في هذا السياق، تقول مصادر قريبة من بعبدا: "ليس هناك أدنى شكّ لدى رئيس الجمهورية بانحياز الراعي الى جهة الحريري، وهو يدرك حجم الحملة الكبيرة على عهده، والوضع المعيشي والمالي والاقتصادي والصحي الضاغط لتأليف الحكومة... لكنّ معركة الحكومة بالنسبة له معركة مصير. لنقل: حياة أو موت عهد. وبنتيجتها سيُقرّر مصير العام وتسعة أشهر المتبقية من عمر العهد وما يليه. وبالتأكيد لن يسمح عون للحريري، مع فريقه الوزاري، أن يكون المسؤول الأول عن إدارة عهده تحت حجّة "المجتمع الدولي بدو هيك".

الردّ الأكثر وضوحاً على دعوة بكركي جاء في "بيان الجمعة" الرئاسي الذي أشار إلى أنّه ليس لرئيس الجمهورية تكرار دعوة رئيس الحكومة المكلّف إلى الصعود إلى بعبدا

وأبعد من ذلك، تقول شخصية يتسنّى لها التواصل مع رئيس الجمهورية، على الرغم من الإجراءات الصحية المشدّدة في بعبدا في مواجهة كورونا: "بعكس ما يفترض البعض لا يرى عون أنّ ما يحصل يُشكّل استنزافاً لرئيس الجمهورية ولعهده فيما رئيس الحكومة المكلّف "مرتاح على وضعه". الأخير يبقى مكلّفاً وهناك حكومة تصريف أعمال تعمل وتقوم باللازم لإدارة المرحلة. ومجلس النواب يلتئم عند الضرورة فقط، لكنّ القرار في بعبدا. يظهر هذا الأمر في اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، وفي خوض معركة التدقيق الجنائي عبر رسالة رئيس الجمهورية وصولاً إلى صدور قانون في هذا الشأن، وفي متابعة الملفات القضائية، وفي التواصل مع الجهات الخارجية، وفي فرض سياسة الدعم ثم ترشيده، وفي متابعة كل القضايا الحسّاسة والملحّة من بعبدا...".تضيف هذه الشخصية: "في العمق يخوض عون معركة إنقاذ مشروعه المسيحي، تماماً كما فعل قبل الطائف ولا شيء سيثنيه عن ذلك. همّه إعادة كسب الجمهور المسيحي واستعادة زمام القيادة لتنفيذ ما أتى من أجله وعنوانه: "مشروع بناء الدولة". وبرأي عون أنّه من دون موقع رئاسي مسيحي قوي لا إمكانية لتنفيذ هذا المشروع. وفي خلفيته أيضاً أن العقوبات الأميركية لم تجهز على جبران باسيل ولا على مشروعه المستقبلي لرئاسة الجمهورية. الأخير كان صاحب براءة الاختراع بتعرّض عون وتياره السياسي لـ13 تشرين آخر، وهو أمر يوافق عليه ميشال عون ويتصرّف على أساسه. ولذلك لن يسمح للحريري، أو غيره، بأن يكسره ويفرض شروطه عليه. مع علمه أنّ بكركي والرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية والقوات والأميركيين والفرنسيين يقفون ضدّه". وتسلّم هذه الشخصية بواقع أنّ "معركة الكبار في المرحلة المقبلة ستتمحور حول الساحة المسيحية ربطاً بالاستحقاق الرئاسي". في المعنى السياسي، ما تبقّى من عمر العهد لم يعد يصلح عملياً لإنجاز أيّ شيء. هو واقع يكابر عليه ميشال عون لأنّه ميشال عون. معركته الكبرى اليوم وضع الحريري عند حدّه. يترجم ذلك عبر دفعه إلى الالتزام بما ينصّ عليه دستور الطائف بوصفه الشريك الأوّل والأوحد لرئيس الحكومة المكلّف في تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء وتوزيعهم على الحقائب. ومن هذه المعركة يتفرّع ما تبقّى من معارك، وما أكثرها على أجندة عون على رأسها استكمال مشروع مكافحة الفساد.

في العمق يخوض عون معركة إنقاذ مشروعه المسيحي، تماماً كما فعل قبل الطائف ولا شيء سيثنيه عن ذلك

وبات من المسلّم به أن لملمة الجرّة المكسورة بين عون والحريري يحتاج إلى معجزة لا أحد يريدها أصلاً. واقعٌ  معطوف على أزمة سياسية – مالية – صحية خانقة رَمَت بالبلد في فمِ التنين وفتحت الباب على سؤال يقترب "زمنه" أكثر فأكثر: الانتخابات النيابية، حرفياً، على الأبواب ويليها استحقاق الرئاسة. فأيّ رئاسة وأيّ حكومة وأي لبنان سيكون على مشارف هذين الاستحقاقين؟ تقول مصادر بارزة إنّ "الدعوة للاتفاق على قانون انتخاب جديد، والتي يتبنّاها برّي، هي دعوة مبطّنة للتمديد لمجلس النواب. إذ أنّ الفكرة بحدّ ذاتها تعتبر اليوم ترفاً وترجمتها مستحيلة في ظلّ الأزمة السياسية، كما أنّ إجراء الانتخابات في موعدها والبلد في حالة انهيار كامل لا يبدو متاحاً. واستطراداً فالتمديد لمجلس النواب سيعني تلقائياً التمديد لرئيس الجمهورية". وتنطلق المصادر من هذا التوصيف للواقع للتأكيد على أنّ "استكمال إدارة الازمة بعدّة الشغل القائمة، وبالرموز السياسية إيّاها، لن يقود سوى إلى مزيد من التحلّل"، مشيرة إلى "التخلّي الواضح من الأميركيين والأوروبيين عن لبنان. وأوّل وآخر المحاولات كانت عبر المبادرة الفرنسية التي دُفنت عملياً مع مصطفى أديب". أما بارقة الأمل الوحيدة، برأي المصادر: "فقد تكمن في المسار القضائي الدولي، وأوّل طرفه ربما من سويسرا، في فتح ملفات تقود إلى محاكمة جماعية لطبقة حاكمة عاثت فساداً على مدى عقود وحان آوان "قَبعها" للبدء... على بياض".

 

"القوات" و"الكتائب"... خلاف يحتاج إلى قليل من المزاح!

إيلي القصيفي/أساس ميديا/الثلاثاء 26 كانون الثاني 2021

لطالما كان الخلاف بين الأحزاب والشخصيات السياسية المنتمين إلى "قضية" واحدة، والذين يتحركون ضمن بيئة اجتماعية واحدة، جزءاً من اللعبة السياسية. ولطالما كانت الأحزاب والشخصيّات المسيحية الأكثر خلافاً وتنافساً و"تقاتلاً" في ما بينها منذ زمن الرئيسين بشارة الخوري وإميل إده، هذا إذا اكتفينا بالتاريخ الحديث ولم نرجع إلى صراعات الموارنة في زمن "ما قبل الجمهورية". فإذا كان المسلمون يضعون فكرة الإجماع في مرتبة متقدّمة ضمن منظومتهم القيمية والدينية فإنّ هذه الفكرة ليست راسخة في "الثقافة المسيحية"، على الرغم من تشارك المسلمين والمسيحيين في لبنان التركيبة الاجتماعية العربية نفسها والمرتكزة على العائلة البطريركية، وعلاقات النسب التي ترسّخ مفهوم "القائد" أو "الوجيه"، كشخص يشكّل مصدراً للإجماع. إلّا أنّه في السياسة لم تكن الأمور أبداً على هذا المنوال والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة وفي أوقات السلم كما في أوقات الحرب.

لذلك فإنّ خلاف الكتائب والقوات لا يشكّل تجاوزاً للقاعدة التاريخية في ساحة السياسة المسيحية، بل يؤكّدها كما لو كانت الشيء الوحيد الباقي من كل التجربة السياسية المارونية في لبنان.

إذا كان المسلمون يضعون فكرة الإجماع في مرتبة متقدّمة ضمن منظومتهم القيمية والدينية فإنّ هذه الفكرة ليست راسخة في "الثقافة المسيحية"، على الرغم من تشارك المسلمين والمسيحيين في لبنان التركيبة الاجتماعية العربية نفسها

لكن الخلاف بين هذين الحزبين يحمل غالباً خاصيّة فريدة، فهو يتجاوز السياسة أو لا ينحصر بها إلى حدّ يبدو وكأن أسبابه غير سياسية بالمرّة. يكفي للدلالة على ذلك السؤال: على ماذا يختلف الكتائب والقوّات اليوم؟ فكلاهما يدعوان لانتخابات نيابية مبكرة (مع الخلاف على أي منهما دعا إليها قبل الآخر!)، وكلاهما يعارضان عهد الرئيس ميشال عون وحزب الله كما يؤيدان حياد لبنان الذي يدعو إليه البطريرك بشارة الراعي ويردّدان دائماً أنّهما تحت "سقف بكركي". كما أنّ كلاهما لا يقفان ضدّ المطالبة باستقالة الرئيس عون.

بالتالي فإنّ كلّ هذا التطابق في المواقف بينهما يدفع إلى القول إنّهما مختلفان لأنّهما لا يريدان أن يكونا متّفقين ولأسباب تتجاوز السياسة، أو لأنّ خلافهما هو جزء من سياسة و"استراتيجية" كلّ منهما، كأنّه حاجة لكلاهما. وهو أمر يؤكّد خاصيّة خلافهما.

وليس قليل الدلالة في هذا السياق أنّ تكون معظم ردودهما على بعضهما البعض ردوداً خارج اللحظة السياسية الراهنة. فمثلاً عندما يهاجم رئيس الكتائب سامي الجميّل القوات فهو يذكّرها بأنّها كانت جزءاً من التسوية الرئاسية التي أتت بعون رئيساً للجمهورية.

في المقابل فإنّ القوّات التي تعارض العهد تدافع عن خيارها في انتخاب عون وتبرّره مسيحياً ووطنياً، باعتبار أنّ الحالة المتردية للعهد سببها تصرفّات جبران باسيل، وهي بذلك تخفّف مسؤولية عون عمّا آلت إليه أوضاع عهده لكي لا تضطّر إلى مراجعة خيارها في انتخابه.

بالتالي فإنّ عدم جعل كلّ من القوات والكتائب استقالة ميشال عون عنواناً سياسياً رئيسياً في خطابهما ينزع عن خلافهما الحالي أي صفة سياسيّة راهنة. لأنّ هذه المطالبة تشكّل الآن في الساحة المسيحية المحكّ الذي يقاس عليه موقف الأحزاب والشخصيات السياسية المسيحيّة. ذلك مع الأخذ في الحسبان أن الكتائب لم يتصرّف في عهد ميشال عون بصفته "حزب رئاسة الجمهورية"، وهذا يعكس التحوّلات الحاصلة لا على الساحة السياسية المسيحية وحسب وإنمّا ضمن حزب الكتائب أيضاً. خصوصاً أنّ للرئيس حزبه وقد أظهرت تجربته الرئاسية أنّه يكتفي به!

القوّات التي تعارض العهد تدافع عن خيارها في انتخاب عون وتبرّره مسيحياً ووطنياً، باعتبار أنّ الحالة المتردية للعهد سببها تصرفّات جبران باسيل، وهي بذلك تخفّف مسؤولية عون عمّا آلت إليه أوضاع عهده لكي لا تضطّر إلى مراجعة خيارها في انتخابه

في السياق يمكن تذكّر حين انتقد العميد ريمون إده الشيخ بيار الجميل الجدّ، بشيء من الفكاهة. إذ خلال اجتماعات "الحلف الثلاثي" المعارض للشهابية، لم يكن الشيخ بيار يتقبّل برحابة صدر انتقادات العميد المتكرّرة للرئيس فؤاد شهاب، وذلك في دليل على النهج الكتائبي "المحافظ" في العلاقة مع رئيس الجمهورية. في المحصّلة فإنّ الغوص أكثر في أسباب الخلاف الدائم بين القوات والكتائب يحيل إلى خلفياته اللاسياسية والتي تتداخل فيها العوامل الشخصية والطبقية والجغرافية، وهو ما يجعله خلافاً مارونياً "أصيلاً" بالنظر إلى تطابقه مع الخصائص الطبقية والجغرافية والشخصية للعلاقات / الخلافات السياسية والشخصية ضمن الاجتماع الماروني على مرّ التاريخ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر صراع يوسف كرم البيك الزغرتاوي مع طانيوس شاهين الفلّاح الكسرواني في منتصف القرن التاسع عشر. وفي العودة إلى خلاف بيار الجميل وريمون إده، فقد كان الجميّل يقول ممازحاً إنّ "العميد عتبان على الله يلي خلق بيار الجميل"، فيردّ إده أنّه بكى مرتين في حياته، مرّة عندما ماتت أمّه ومرّة عندما عاد الشيخ بيار في المستشفى بعد تعرّضه لحادث سير... ولعلّ ما ينقص خلاف الكتائب والقوات هو بعض المزاح، بدلاً من البيانات الطويلة الموزعّة على النواب والمحازبين.

 

باسيل - عون: معركة الرئاسة بين الطائف وتغيير النظام

هيام القصيفي/الأخبار/25 كانون الثاني/2021

بات كلّ حدث سياسي يتعلّق من الآن وصاعداً بانتخابات رئاسة الجمهورية. بين الحملات الداخلية والعقوبات يدخل المرشحون الجديّون على إيقاع حدّ فاصل بين البقاء في النظام أو تعديله. هل رئيس الجمهورية المقبل هو رئيس تعديل النظام أم رئيس الحفاظ على اتّفاق الطائف؟

ليس الكلام عن اتفاق الطائف كلاماً في الهواء ولا هو مجرّد لازمة تتكرر في أدبيات سياسية أو حين تستدعي الحاجة لدى أيّ من الأفرقاء السياسيين. فالاتفاق لا يزال رغم خرقه لسنوات طوال في ظلّ الوجود السوري وحكم الترويكا، وتبدّل مقاربته منذ عام 2005، الدستور الوحيد والإطار الذي يربط المكوّنات اللبنانية، والحلقة التي تدور حولها مقاربات مختلفة لتعديله جزئيّاً أو جذريّاً أو الحفاظ عليه. معركة رئاسة عام 2022، قد تكون تحت هذا العنوان، لا سيما أن مفاوضات تشكيل الحكومة اليوم تقاربه بطريقة أو بأخرى. هناك قوى سياسية مناهضة لحزب الله وللعهد تعتبر أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا يزال يشكّل ضمانة هذا الاتفاق، الذي أعطى للحريرية إبان وجود الرئيس الراحل رفيق الحريري ومن ثم ورثته سياسيّاً وعائليّاً، مكانتها وموقعها. وبما أن الحزب لم يُجهر علناً موقفه المؤيّد للتعديل من جانب واحد، فإنّ بقاء الحريري رئيساً للحكومة هو بمثابة الغطاء الذي يعطي للطائف استمرارية، ليس من موقعه الشخصي إنما لجهة الغطاء الذي لا يزال الفريق السني يؤمّنه للطائف ودستوره. وحين يتم التخلّي عن الحريري يمكن آنذاك إعادة درس الحسابات وما يمكن أن يتأتّى عن مثل هذه الحركة السياسية من انعكاس على النظام الحالي.

لكن معركة رئاسة الجمهورية تختلف باختلاف مقاربة القوى السياسية المسيحية لها وللنظام الحالي، بعدما بدأ المشهد الانتخابي مفتوحاً على إشكالات وعقوبات وتمايزات داخلية.

فإذا كانت العقوبات الأميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، شكلت بالنسبة إلى خصومه فرصة الإطاحة به مرشّحاً رئاسيّاً، لأنّ إزالة العقوبات ليست بالأمر السهل، ولو اختلفت مقاربة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه لبنان عن رؤية سلفه الرئيس دونالد ترامب، إلّا أنّ باسيل لم ولن يخرج من السباق الرئاسي لألف سبب. لا بل إن أداءه في مفاوضات تشكيل الحكومة يبرهن ذلك. وهو اليوم يبدو أكثر إصراراً على تزخيم السنتين الأخيرتين من العهد لتعويم وضعيته، وإن كانت الظروف الصحية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان تعاكسه. وفكرة إجراء تعديل على النظام الحالي، بحسب معارضيه إحدى أوراق اعتماده الأساسية والرئيسية. لكنّ باسيل الذي بدأ صعوده «الرئاسي» صاروخيّاً، يواجه اليوم تحدّياً داخليّاً، لا يتعلّق بقوى 8 آذار أو 14 آذار، كما كانت الحال في الانتخابات التي أتت بعون رئيساً. التموضع الجديد للقوى السياسيّة خلط الأوراق، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليس مرشح 14 آذار أو من تبقى منهم في المجلس النيابي أو تيار المستقبل، عدا عن رفضه من جانب حزب الله وحلفائه. ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ليس مرشح 8 آذار بلا منازع. صحيح أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خرج من السباق الرئاسيّ، إلّا أن باسيل بات في الآونة الأخيرة يواجه خصماً من داخل البيت.

لا شكّ أن قائد الجيش جوزف عون دخل السباق الرئاسي من بابه العريض، من دون أيّ التباسات حول الدور، ولو أنّ دخوله لا يزال محكوماً بقوّة الموقع وليس بقوّة البرنامج السياسيّ أو الاقتصاديّ أو حتى العسكريّ. وقد دلّت التجربة أن هذا الموقع تحديداً هو الذي يعطي للاسم خصوصيته وليس العكس، لا سيما من جانب الذين لا يملكون حيثية. فتغطية عواصم القرار تهدف إلى الحفاظ على الموقع، وليس انطلاقاً من الصفات التي تخوّل صاحبه القيام بدور أوّل. ومعركة جوزف عون وباسيل الرئاسية ستفتح الباب أمام اجتهادات كثيرة، وتأويلات داخل البيت العوني الموزّع قلبه بين الجيش والتيار. صحيح أن علاقة باسيل - جوزف عون ليست العلاقة المثالية التي كان يُفترض أن تحصل بينهما، لا بالرؤية ولا بالتعيينات ولا بالمقاربة لموقع قيادة الجيش في المعادلة الداخلية، إلّا أن الأشهر الأخيرة حملت تبعات إضافية عليها. ومع أداء قائد الجيش غير الملتبس رئاسياً، يصبح باسيل على حذر أكثر منه، ومندفعاً أكثر في اتجاهات متنوعة، مستفيداً مما راكمه سياسياً سلباً أو إيجاباً في السنوات الأخيرة، ومن موقعه كرئيس حزب سياسي من الصف الأول وكوريث سياسي. وهنا تكمن أهمية الكلام عن النظام، فقائد الجيش يدخل لائحة المرشحين، من دون خلفية أو برنامج سياسي (يحاول بعض المستشارين صياغته له)، أو اقتصادي - مالي كما كانت حال سلامة. كل ثقله أنه قد يكون في الموقع المناسب في لحظة مناسبة حين تحتدم الخيارات الداخلية، ولا يستطيع إلّا أن ينتظر هذه اللحظة. في حين أن باسيل يملك حرية الحركة من قلب اللعبة السياسية، وقد بدأ معركته حتى قبل أن يصل الرئيس عون إلى قصر بعبدا. لكن كلامه في هذه المرحلة تحديداً، يُعدّ مشكلة في حدّ ذاتها، لأنه يدفع بمعارضيه أصلاً، عدا موقف حلفائه منه، إلى تبنّي خيارات رئاسية أخرى، بما في ذلك قائد الجيش، ما دام هؤلاء يعتبرون أن كلام باسيل تغطية لموقف حزب الله من الطائف ورغبته في تعديل النظام. وفرْزُ المرشحين بين مؤيد للطائف ومعارض له، سيضيف إلى عزلته المسيحية سبباً آخر، كما كانت حال الرئيس ميشال عون في التسعينات، في مقابل من يدعون إلى التمسك بالطائف، بما في ذلك بكركي. رغم أن الأخيرة حاولت مع بداية عهد البطريرك ماربشارة بطرس الراعي الترويج لعقد لبناني جديد قبل أن تتراجع عنه وتعارضه.

 

التمديد للبرلمان أمر واقع… وعون يخطط لملء الفراغ

محمد شقير/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2021

لم يعد هناك من قواسم مشتركة يمكن التعويل عليها لإعادة اللحمة ولو بالحد الأدنى إلى القوى اللبنانية التي شكلت سابقاً «تحالف 14 آذار»، بعد أن تصاعد الخلاف بين الأطراف الرئيسية فيها حول الأولويات والتفلّت من الضوابط التي تُبقي على الأبواب مفتوحة أمام التنسيق ولو على القطعة، فيما يستمر رئيس الجمهورية ميشال عون في إدارته لشؤون البلد على طريقته من خلال المجلس الأعلى للدفاع كبديل عن المهام الموكلة إلى حكومة تصريف الأعمال بغطاء من رئيسها حسان دياب، وإن كان لا يزال يرفض تفعيلها بدعوة مجلس الوزراء للانعقاد.

فالخلاف بين «تيار المستقبل»، ومعه إلى حد ما «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وبين حزب «القوات اللبنانية» تنطلق الآمال المعقودة على المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان بعد أن قررت باريس تعليق اتصالاتها بالأطراف المحلية على من كيفية التعاطي حيال المرحلة السياسية الراهنة في ظل انسداد الأفق أمام تشكيل حكومة مهمة وإصرار عون على إقفال الأبواب في وجه المبادرة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي لإعادة تحريك مشاورات التأليف لعلها تدفع باتجاه تسريع ولادتها، فيما تتراجع أمل أن تقرر تعويمها لاحقاً في حال أدى تواصل باريس مع الإدارة الأميركية الجديدة إلى الإفراج عنها.

وفي هذا السياق، أشار مصدر مواكب للأزمة الصامتة التي تحاصر علاقة «المستقبل» بـ«القوات» إلى وجود وجهتي نظر بين الأطراف الداعمة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فرئيس «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «يفضّل إخلاء الساحة للفريق الآخر لتشكيل حكومته»، فيما رؤساء الحكومات السابقة «يعطون الأولوية لتشكيل الحكومة لقطع الطريق على عون الذي يأخذ البلد إلى الفراغ بدءاً باستحالة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2022 لانتخاب البرلمان الجديد الذي يعود له انتخاب رئيس جديد لخلافته، خصوصاً أنه يراهن على تعذّر انتخاب من يخلفه».

وكشف المصدر السياسي أن الفريق المحسوب على عون «بدأ منذ الآن الانصراف لإعداد الدراسات القانونية التي تتيح التمديد له إلى أن تسمح الظروف بتوريث صهره النائب جبران باسيل رئاسة الجمهورية بذريعة تعذّر إجراء الانتخابات النيابية التي يمكن أن تنسحب على الرئاسة الأولى، مما يعني أن عون يلعب ورقة أخذ البلد إلى المجهول ما لم يسلّم له خصومه بشروطه لتشكيل الحكومة».

ولفت المصدر إلى أن «هناك استحالة في تشكيل جبهة تضم قوى المعارضة»، من أولوياتها كما يطالب رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، إجراء انتخابات نيابية مبكرة تمهّد لانتخاب رئيس جديد كخطوة على الطريق لإعادة تكوين السلطة. وقال إن «النظم الديمقراطية وإن كانت تجيز إجراء انتخابات مبكرة، وبدعوة رئيس الجمهورية للاستقالة، فإن الوضع في لبنان يختلف».

وعزا ذلك إلى أن «السبيل الوحيد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة يكمن في مبادرة البرلمان الحالي إلى حل نفسه أو استعداد أكثر من نصف النواب لتقديم استقالاتهم، وهذا ليس في متناول اليد، إضافة إلى الخلاف حول قانون الانتخاب المعمول به حالياً، مع أن الصراع الدائر بين القوات والتيار الوطني لا يلغي تمسّكهما بهذا القانون». ورأى أن جعجع يراهن من خلال دعوته إلى إجراء انتخابات مبكرة على أن نتائجها ستؤدي إلى إحداث تغيير في ميزان القوى لن يكون لمصلحة الأكثرية الحالية، وإنما لمصلحة قوى المعارضة، مما يرفع من منسوب حظوظه للترشّح لرئاسة الجمهورية، خصوصاً أن «بقاء الوضع على حاله سيقود حتماً إلى انتخاب رئيس مثل عون أو ربما أسوأ منه»، كما يقول جعجع.

واعتبر المصدر نفسه أن البرلمان الحالي هو المؤهل لانتخاب رئيس جديد في حال التمديد له، بخلاف البرلمان المنتخب الذي يعود له الحق الحصري في انتخابه. وقال إن «جعجع يغرّد وحيداً بدعوته هذه، مع أن حلفاءه السابقين يتخوفون من استحالة إجراء الانتخابات النيابية قبل نحو خمسة أشهر من انتهاء ولاية عون الذي لا يزال يتصرف كما تصرف إبان توليه رئاسة نصف حكومة عسكرية، وهو لذلك يوصد الأبواب في وجه تشكيل حكومة جديدة ويتصرف بارتياح لترؤسه اجتماعات مجلس الدفاع كبديل عن الحكومة».

كما أن المصدر يرى أن المدخل لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية «يكون في توحيد الجهود للإسراع بتشكيل الحكومة التي ستبادر إلى تعطيل مخطط عون لفرض أمر واقع»، وهذا ما لم يُصَر إلى التسليم له بحصوله على الثلث الضامن أو المعطّل، بحسب خصومه، لاستخدامه في تعويم باسيل الذي من شروطه المجيء بحكومة سياسية. لذلك، فإن السبيل الوحيد لمقاومة مخطط عون لفرض هيمنته بدعم مباشر من «حزب الله»، بحسب رئيس حكومة سابق فضّل عدم ذكر اسمه، هو «تشكيل حكومة مهمة، خصوصاً أن الهم الأكبر للبنانيين يبقى محصوراً في تهيئة الظروف لمواجهة الكوارث الصحية والاقتصادية الآخذة في الازدياد في غياب الحلول». ناهيك من أن الأوضاع الراهنة في ظل ارتفاع عدد المصابين بوباء فيروس «كورونا» وزيادة أعداد المتوفين «لا يسمح بإجراء الانتخابات المبكرة وبات المطلوب أن تُجرى في موعدها لتفادي الفراغ في حال تعذُّر التمديد للبرلمان الذي يمكن أن يتسلّل منه الفريق المؤيد لعون للإطباق على السلطة بخلاف ما ينص عليه الدستور اللبناني». كما أن الانتخابات المبكرة، وإن كانت تشكل نقطة تلاقي بين حزبي «القوات» و«الكتائب»، فإنها لم توقف اندلاع الحرب السياسية بينهما التي تجاوزت في حدودها الوضع الراهن إلى نبش ملفات تعود إلى الماضي، وإنما هذه المرة على خلفية من يكسب ود «الحراك المدني» ويستميل المحازبين والناشطين الذين استقالوا من «التيار الوطني» الذي لم يتمكن حتى الساعة من استعادتهم. وعليه، فإن الصراع المفتوح بين «القوات» و«الكتائب» بات يُنذر بتصاعد تبادل الحملات الإعلامية والسياسية بينهما من موقع اختلافهما مع «المستقبل» و«التقدمي» في ظل التباعد السياسي بغياب التواصل وحصره في بعض الأحيان بالتنسيق في أمور يومية. في ضوء ذلك كله، فإن دعوة جعجع إلى تشكيل جبهة معارضة «لن تلقى التأييد المطلوب من حلفائه السابقين الذين لا يحبذون قيامها في الوقت الحاضر ويرون أنه لا ضرورة لها خوفاً من أن يطغى عليها الحضور الإسلامي بغياب التوازن المسيحي، وهذا ما يشكل إحراجاً للبطريرك الراعي ويمكن لعون أن يستغل قيامها ويوظفها في التحريض لاستنهاض الشارع المسيحي لعله يستعيد زمام المبادرة، مما يتيح له تنفيذ مخططه بتهديد خصومه بالفراغ وإدراجه كبند أساسي للتفاوض من موقع الاستقواء به، رغم أن ما يُطرح حول مصير الانتخابات أكانت نيابية أم رئاسية يأتي من باب التحسُّب لكل الاحتمالات في حال أن الأمور بقيت على حالها ولم تلق أي تدخّل دولي يعيد النصاب إلى المؤسسات الدستورية وينتشل لبنان من الهاوية».

 

الخليج ولبنان: حسابات الربح والخسارة!

محمد قواص/سكاي نيوز/25 كانون الثاني/2021

لا يبتعد المزاج الخليجي حيال لبنان عن ذلك الدولي الذي أظهرته العواصم الكبرى وفرضته المؤسسات المالية في التعامل مع حال هذا البلد.

والحال إن المجموعة الخليجية، على تعددها وخلافها الداخلي قبل قمة العلا، بقيت ملتزمة بسقف منخفض في التعامل مع لبنان متّسقة مع موقف دولي عام، تقوده الولايات المتحدة، حيال المطالبة بالإصلاح من جهة، والتخلص من هيمنة الميليشيا من جهة ثانية.

وعلى الرغم من أن المبادرة الفرنسية، التي قادها الرئيس إيمانويل ماكرون وقادته إلى بيروت مرتين خلال الأشهر التي تلت كارثة انفجار مرفأ بيروت، سعت إلى اختراق التصلب الدولي (الأميركي خصوصا)، إلا أن باريس فشلت، حتى الآن، في إحداث الخرق التي تتمناه، بسبب تنافس دور باريس مع أدوار طهران وواشنطن، وبسبب صلابة موقف عربي (خليجي خصوصا). لا يشعر الخليجيون بأي حرج من تشدد موقفهم في مقاربة الشأن اللبناني. تعبر دول مجلس التعاون الخليجي عن خيبة أمل من تاريخ طويل من الاستثمار السياسي والاقتصادي من أجل إعمار لبنان ودعم نموه، ومن بلادةِ أهل الحكم في لبنان خلال العقود الأخيرة في التعامل مع الدعم الخليجي كمعطى بديهي غير مشروط ينهل ثباته من مسار تاريخي عتيق. ولا يشعر الخليجيون بأي تحفظ في اعتبار أن علاقتهم مع لبنان، وعلى الرغم مما للبلد من مكانة في الوجدان الخليجي العام، تتأسس على المصالح والاحترام المتبادل، ولن تستمر وفق نمط المعادلات الخاسرة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة. وفيما سعت فرنسا لإنجاح مبادرتها اللبنانية من خلال توسل دعم خليجي، إلا أن الموقف الخليجي العام لم يتغير في مسألة أنه بات من العبث مساعدة بلد واقع في أسر معسكر معاد يُقاد من طهران، كما من الهراء ضخ تمويلات داخل هيكل اقتصادي تتحكم به مافيات الفساد والسلاح. كما أن الخليجيين لم يرتاحوا إلى مقاربة ماكرون اللبنانية التي تتعامل مع إيران وحزبها بصفتهما أصلا في المعادلة الداخلية لا علة وجب أولاً اجتثاثها.

لا يبتعد وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله عن هذا السياق، ويعبر عنه بإيجاز يعكس تراجع مرتبة لبنان داخل الأولويات الخليجية. لفت قبل أيام أن “لبنان لن يزدهر بلا إصلاح سياسي ونبذ ميليشيات حزب الله”. قال الرجل إن "لبنان يمتلك مقومات للنجاح لكنه ‏يحتاج للإصلاح".

وفق تلك الأبجدية مطلوب من بيروت تنفيذ إصلاحات توقف الهدر وتحاسب الفساد وترشّق الهيكل الاقتصادي للبلد، وهو مطلب بات دوليا بامتياز، ومطلوب تخلص دولة لبنان من قبضة حزب الله، وابتعاد بيروت الحاسم والحازم عن أجندات الحاكم في طهران.

وفيما يرصد المراقبون أي تواصل يجري بين لبنان والخليج، إلا أن كل الاتصالات تكشف أن المزاج الخليجي لم يتبدل سياسيا حيال بيروت، مع التأكيد على استمرار المجموعة الخليجية في تقديم المعونة الإنسانية (فقط) للبنان وسكانه لمواجهة الكوارث لا سيما تلك التي تمثلها جائحة كورونا.

ولئن كتب الكثير من التأويلات عن الزيارة التي قام بها الحريري إلى تركيا واجتماعه مع الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن منطق الأمور يدفع إلى الاعتقاد أن الحريري تحرك وفق أجواء ما صدر عن الأتراك والخليجيين مؤخرا عن ضرورات التوافق والانفتاح والحوار. وإذا ما صح أن رئيس الحكومة اللبناني المكلف ينشط وفق هذا الهامش، فإنه قد لا يكون بعيداً عن باريس داخل سياق الحوار التركي الأوروبي الجاري لطي صفحة التوتر الماضية. والحال أن الموقف الخليجي من لبنان يستند على قاعدتين: الأولى لها علاقة مباشرة بموقع إيران المقبل في المنطقة وما ستغيره مقاربة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن داخل الملف الإيراني، وبالتالي ما سيعنيه ذلك من تداعيات على نفوذ إيران وحزبها في لبنان. والثانية لها علاقة بموقف أهل الحكم في لبنان وجدية انتهاجهم خيارات الإصلاح والعزم الصريح والمعلن لجعل البلد سيدا مستقلا عن مزاج الولي الفقيه في إيران. ولئن تمارس إيران نفوذا متقدما في العراق كما هو حالها في لبنان، إلا أن الخليجيين يلمسون على الأقل جهدا صعبا لحكومة بغداد وجانب عريض من نخب البلد السياسية لانتشال بغداد من تبعية قرارها لطهران. ويستدرج تقدير الخليجيين لهذا السعي دعما له من باب "أن استقرار العراق هو عنصر أساسي لاستقرار المنطقة والأمن العربي"، وفق تقييم وزير الخارجية السعودي، منوها بما تقوم به حكومة مصطفى الكاظمي من أعمال قوية لبناء المؤسسات العراقية". قبل أسابيع، وبموازاة دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الحوار مع الرياض، اتهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله السعودية بالتخطيط لاغتياله. لسان حال الخليجيين يقول إن بيروت باتت منبراً دقيقا وصادقا يعبر عن نوايا إيران العدائية الحقيقة، في وقت يصدر عن طهران نسخات مزيفة تعبر عن نفاق مكشوف. وفي حسابات الربح والخسارة، وإلى أن تستعيد بيروت سيادتها، فإن بوصلة الخليجيين ستبقى شاردة عن وجهات لبنان.

 

كل طرف يحاول شراء “الورقة الضامنة”

عمر الراسي/أخبار اليوم/25 كانون الثاني 2021

في 24 كانون الاول الفائت، زار الرئيس سعد الحريري، قصر بعبدا، معلنا ان الحكومة بعد عيد رأس سنة!… ولكن بدل ان يأتي الفرج مع العام الجديد، حصل المزيد من التعقيد، وعاد مسار التأليف الى ما دون الصفر. وفي وقت يرفض الحريري الاعتذار عن التكليف، يرفض الرئيس ميشال عون الاعتذار عن الفيديو المسرب الذي ادى الى ازمة شخصية بين الرجلين… وامام هذا الواقع، اوضحت مصادر في “التيار الوطني الحر” مطلعة على ملف التأليف، ان حاليا، لا يوجد اي مسعى جدي لحل العقد، معتبرة ان الخطوة الاولى في هذا الاطار تكون في العودة الى التواصل، ولكن حتى اللحظة لم يبادر احد لتحضير الاجواء لاعادة لحم ما انقطع… وبالتالي التمهيد لزيارة يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا شرط ان تكون حاسمة، فاما تعلن الحكومة خلالها، او تمهّد لاعلانها في زيارة اخيرة. واشارت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان احدا لن يأخذ على عاتقه مثل هذه المبادرة ما لم يكن هناك امكانية للتقدم، خصوصا وان كل طرف يعتبر ان لا عودة الى الوراء، وبالتالي هو لن يصرخ اولا، لان في الامر انكسار كبير، مع العلم اننا وصلنا الى هذا المستوى من التعقيد بسبب انقطاع الكلام بين المعنيين في التأليف.

ومن الطرف الذي يستطيع ان يتدخل، قالت المصادر: “حزب الله يستطيع ان يلعب مثل هذا الدور، لكنه ربما ينتظر ان تنضج الطبخة اكثر.” وسئلت: “الا يشكل تدخل الحزب احراجا للحريري اقليميا ودوليا في وقت هو يعمل على تقديم اوراق اعتماده من خلال سلسلة الجولات التي يقوم بها”، اجابت: “حزب الله لن يتدخل في العلن، بل يمكن ان يبدأ اتصالاته مع رئيس الجمهورية وفريقه”. واوضحت المصادر ان عدة حسابات تدخل في ملف التأليف منها الفراغ – اذا حصل في مرحلة ما بعد عون الامر الذي قد ينعكس تمديدا لمجلس النواب الحالي. وقالت: “صحيح ان مثل هذه الطروحات موجودة حاليا على الطاولة وكل شيء وارد في لبنان، ولكن اي تمديد بحد ذاته يحتاج الى تفاهم، وهو دليل على الازمة”. واضافت: “لكن في الوقت عينه، لا يمكن ان نلغي من الحسبان ما قد يحصل من ترتيبات على مستوى المنطقة قد تسمح بحصول استحقاقات العام 2022، او ان تعرقلها.”

وختمت: “انطلاقا من هذه الحسابات، فان كل طرف اليوم يحاول شراء “الورقة الضامنة”، والاستعداد الى الجولة المقبلة.”

 

ما دور السيّد في الحملة على سلامة وضرب صورة مصرف لبنان؟

سعد الياس/لقدس العربي/25 كانون الثاني 2021

لايزال الغموض يلفّ مسار التحقيقات في قضية ملايين الدولارات المحوّلة من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى سويسرا وسط كمّ الأخبار المتداولة حول هذه المسألة وآخرها تجميد مبلغ 400 مليون دولار، ونفى حاكم البنك المركزي كل الأخبار والأرقام التي تهدف إلى ضرب صورة مصرف لبنان وحاكمه.

وتترافق هذه القضية مع حملة سياسية وإعلامية تتناول رياض سلامة. وتحدّثت صحيفة ” الأخبار” عن رفع الغطاء الدولي عن سلامة وأن” التحقيق في سويسرا تمّ بتخطيط فرنسي، ولكنه يحظى بغطاء أمريكي وأن السفيرة الأمريكية دوروثي شيا لم تعد تخفي منذ أكثر من شهر انتقاداتها الحادّة للحاكم”. لكنها رأت” أن كلام السفيرة في مجالسها، لا يعني أن الغطاء الأمريكي رُفع تماماً عن سلامة، إذ أن مسؤولين فرنسيين لا يزالون يحذّرون من الإفراط في التفاؤل بقرب نهاية الحاكم!”.

واللافت في هذا الإطار، أن الاتهامات التي وجّهت إلى النائب اللواء جميل السيّد بفبركة الملف وتسريبه موضوع المراسلة السويسرية إلى وزيرة العدل ماري كلود نجم باتت أقرب إلى الواقع مع تقدّم السيّد “بصفته الشخصية كمواطن لبناني وبصفته النيابية كممثل عن الشعب اللبناني، بطلب رسمي إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، عبر وزارة العدل، لإدراجه بصفة شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصراً، للإدلاء بالمعلومات التي يملكها أو التي قد يسأل عنها في التحقيق الذي تجريه السلطات السويسرية حول تحويلات مالية من حاكم مصرف لبنان وآخرين، ولا سيما حول القوانين والتعاميم والوقائع المتعلقة بعمل مصرف لبنان وبالتعاميم الصادرة عنه بما فيها تصريحات الحاكم العلنية التي كان يدعو فيها اللبنانيين ويطمئنهم تكراراً لإيداع دولاراتهم في لبنان في الوقت الذي كان يخرج أمواله منه، وبما يعتبر بمثابة سوء استغلال للوظيفة العامة ومخالفاً لقوانين الفساد والإثراء غير المشروع”.

وحسب بيان المكتب الإعلامي للسيّد فقد “طلب من القاضي عويدات ضمّ نسخة عن طلبه كمستند رسمي إلى المراسلة التي سيحيلها عويدات لاحقاً إلى السلطات السويسرية جواباً على طلب المساعدة القضائية الذي كان تلقاه منذ أسبوعين للتحقيق في هذا الموضوع”.

بموازاة ذلك،فإن السفيرة السويسرية في لبنان مونيكا شموتز كيرغوتسكد، التي كانت سعت لدى حاكم مصرف لبنان لتغيير اسم المصرف اللبناني السويسري ولم تفلح بحسب البعض، زارت وزير الخارجية شربل وهبة بعد الانتقادات التي وُجّهت إليها حول تخطي الأصول الدبلوماسية وإرسالها طلب المدعي العام السويسري إلى وزيرة العدل مباشرة من دون المرور بوزارة الخارجية.

وبعد اللقاء رفضت السفيرة التعليق على الموضوع، وأوضحت” أن المسألة تعود إلى وزير العدل السويسري والمدّعي العام في سويسرا الذي وجّه الطلب للمساعدة القضائية”.

أما وزير الخارجية فقال حول المراسلة السويسرية ” أعلم أن هذا الموضوع مهم جداً للرأي العام، وأرى وجوب الحفاظ على السرية المطلقة إلى أن يقول القضاء كلمته. وأتمنى على وسائل الإعلام تغطية الخبر كما هو دون تأويل أو إضافة أو تحوير في الكلام”. وأضاف ” أمام القضاء اللبناني طلب من القضاء السويسري ولم أطلع على محتوى الملف الذي أودعته سفيرة سويسرا إلى جانب وزارة العدل قبل فترة من زيارتها لي اليوم. وأتمنى أن يترك للقضاء اللبناني كامل الحرية للإدلاء واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن”.

ومن الملاحَظ أن اتصالات تمّـت في اليومين الماضيين لتأمين إطلالات إعلامية للنائب السويسري الاشتراكي فابيان مولينا الذي لفت إلى ” أن الأموال التي وصلت من لبنان إلى سويسرا بعد عام 2016 زادت عن ملياري دولار أمريكي لكن ليس هناك تأكيد أن جميع هذه الأموال من مصادر شرعية”، مشيراً إلى ” أن المسار القضائي بدأ ولن يتوقف، وأن تجميد حسابات حاكم مصرف لبنان أمر ممكن نظرياً لأن السلطات السويسرية مجبرة على القيام بكل ما يلزم للتأكد من أن الأموال لن يتم تهريبها خلال فترة التحقيقات”.

 

بشير الجميل أراد الحياد وفصل لبنان عن أزمة الشرق الأوسط..قاتل بشير قتل الحريري وفجّر بيروت...!

نوال نصر/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95289/95289/

أصبح عمره في العالم الآخر، في السماء الرحبة، 38 عاماً، وما زال حلماً لكثير من اللبنانيين. بشير بيار الجميل ما زال صوته يرنّ في الآذان، بأحلى ما تمنيناه، كما سيمفونية رائعة رائدة متقدمة نادرة. ما زال الحلم والأسطورة وومضة الأمل التي نتلمسها "بالشبر والنذور". في 14 أيلول 2020 نعود إليه، الى خطابه، الى أفكاره وبرنامجه ورؤياه، نعود الى من أحبوه حتى العظام ومن كرهوه حتى النخاع، لنستلهم محطات راسخة متأصلة ثابتة صلبة. نعود إليه ونسأل: هل حبيب الشرتوني هو نفسه سليم عياش: نفس الإنتماء نفس الأسلوب ونفس الثوب والتلوينة والمصير؟

نعم بشير يستمر في 2020 حياً فينا. ولا، (من الآخر) لم يعبر الى سُدة القصر الجمهوري في لبنان الكبير، في ثلاثين عاماً، من هو مثل بشير. راح بشير. لكن ثمة حالة بشيرية تستمرّ. حالة لم يملؤها أحد وإن استثمرها كثيرون. حالة فيها بطولة وعنفوان وسيرة فخامة قائد. فها هو أنطوان نجم، فيلسوف القضية اللبنانية، يجهشُ بالبكاء حين يتذكر بشير يوم اتصل به، عند الساعة الخامسة من فجر ذات سبت، ليقول له: "ممنونك أنطوان خلصتني من الموت". في تلك الليلة كانا يغوصان في الأفكار والبرامج والرؤى في منزل نجم في الجديدة وتقدمت الساعة وهبّ بشير ليغادر. ألحّ عليه نجم بالقول: "لا تذهب الى بكفيا عبر طريق الفنار بل أسلك طريق انطلياس صعوداً نحو بكفيا". إستجاب بشير وفجراً سمعا بخبر قتل 4 كتائبيين على طريق الفنار. خلّص أنطوان نجم حياة بشير. وبعد انتخاب بشير رئيساً كان يفترض أن يأتي نجم الى بيت الكتائب في الأشرفية في 14 أيلول، كما كل ثلثاء، غير أن بشير اتصل به قائلاً: لا تأتي اليوم فأنا سأكون موجوداً. ويخبر نجم: "كنت منكباً في ذاك اليوم، في المجلس الحربي، على وضع آخر اللمسات على برنامج بشير الرئاسي ومشروعه التربوي، حين دوى الإنفجار". يعود الأستاذ نجم ليمسح، بعد مرور 38 عاماً، دموعاً لم تنشف. ويتذكر حين صعد الى بكفيا معزياً، كلام الشيخ بيار: "خلصك بشير يا انطون من الموت". خلّصه فردّ الجَميل. معاً، قررا "مسار المقاومة" ووضعا "الخطة العامة" واخترعا كلمة "المقاومة اللبنانية"... يسردُ أنطوان نجم أخباراً كثيرة، كثير منها ليس للنشر إلا بعد رحيله. لكنه لا يتورع بين حين وآخر عن ترداد صفة بعد إسم كان صاحبه مقرباً جداً من الشهيد: "مجرم مجرم مجرم".

فخامة الرئيس

فلننتقل الى فايز قزي. تُرى، ماذا عن بشير في ذاكرته وهو من تعارك وإياه مرات بالعصي؟ وكم يشبه سليم عياش اليوم حبيب الشرتوني أمس؟

تتزاحم الأفكار في رأس قزي وتتفرع، وتذهب الى اليمين وتطال اليسار، ولا تترك أحداً يفرّ. هذا هو فايز قزي الذي قرر أن ينفذ مطهره على الأرض عبر أربعة كتب اعترف فيها وفنّد كل ما يراه، وها هو كتابه الخامس "حارس قبر الجمهورية" آت وفي نهايته اعتراف: "أكون اليوم قد محوتُ بالحبر عني كل آثامي".

قزي ينظر الى الوراء، الى اغتيال بشير، ويعود وينظر الى اغتيال رفيق الحريري، ويعود ويتوقف عند تاريخي 20 تشرين الاول 2017، يوم صدور حكم القضاء اللبناني باغتيال بشير، وتاريخ 18 آب 2020 يوم إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها بقضية اغتيال رفيق الحريري ويقول: "الفاعل واحد والمخطط واحد والقاتل واحد. من قتل بشير يقتل لبنان. هو نفس القاتل لكن غيّر ملابسه. مرات يغيّر رأيه أما عقيدته فلا تتغير. من قتل بشير والمفتي خالد وكمال جنبلاط ورينيه معوض ورفيق الحريري ومن فجّر بيروت هو نفسه. التلوينة تتغير لكن السيناريو يتتابع واليوم هناك ثلاثة رؤوس تتنافس على القتل والإغتيال: الفارسي، العثماني، والصهيوني. ويستطرد: السوري بضاعة محلية. والتيارات الأساسية تُسخّر السوري".

المقاوم

فلنعد الى بشير، عن عدائه له ثم عن قبوله، فهل بشير تغيّر أم قزي هو من تغيّر؟ يجيب: "اصطدمتُ مع بشير في الجامعات، تعاركنا بالعصي، ولاحقاً، خلال الحرب، تعاملتُ معه كخصم، ذهبتُ لأفاوضه باسم أبو عمار على تسليم تل الزعتر للقوات اللبنانية بلا قتال، وهناك التقيتُ كاهناً من آل حايك، صديق كمال جنبلاط، أتى حاملاً لائحة من ستين نقطة. دخلنا معاً لملاقاة بشير. وهنا كان الحوار الأول مع من تعاركت معه أيام زمان. رأيت بشيراً آخر، يتكلم مثلي، سمعته يقول للأب حايك: أنا موافق على النقاط الستين وسأضيف إليها بنوداً أكثر تقدمية وعدالة ولكن، ليسمح لي كمال بك، فهو أرسلك أنت الكاهن المسيحي، وأبو عمار أرسل أيضاً مسيحياً هو فايز. فلماذا تقبلان أن يستعملانكما؟ يستطرد قزي بالقول: ذهبت الى أبو عمار فوافق على طرح بشير أما كمال جنبلاط فرفض ذلك من منطلق أن الكتائب ربما لن يوافقوا على الشروط فيُعدّ هذا هزيمة للإشتراكيين إذا أرسلوا له اشتراكياً وقال: فليوافقوا على الشروط ثم نذهب".

ناضل فايز قزي من أجل منع وصول بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية، ويشرح: "لم أقتنع في تلك اللحظة ببشير الجميل لأنني كنت مع الطرف الذي يحمل قناع الحرية والتقدمية والبعث والريادة. كنت أعتبر أن خياري هو البديل لهذا الكيان المسيحي المتمثل في تلك اللحظة ببشير الذي اعتقدت أنه سيأتي ليُخربط لا ليُصلح. كنت أعتقد أنني باعتراضي على بشير أحمي مشروعي العلماني".

فايز قزي

هل يتذكر فايز قزي لحظة قُتل فيها بشير؟

يخبر قزي أنه كان في باريس، يشرب قهوته مع شخصين آخرين احدهما خزعل الجميل، فأتى صوبهم ضابط في الجيش اللبناني كان هناك وأخبرهم: قتل بشير الجميل. سأله أحدهم: كيف مات؟ بانفجار؟ فردّ عليه خزعل: وهل تعتقد أنه سيُقتل "بالتشي شي"؟ في كل حال، أعترف أنني، في تلك اللحظة، لم أحزن.

أربعة عقود إلا عامين مرت فهل ما زال تفكير قزي حول ظاهرة بشير نفسه؟ ما تبدل لدى الكاتب السياسي "الذي يعيش مطهره، عبر اعترافاته، على الأرض" على ما قال "هو أن الأزمة ليست في فكر بشير الجميل بقدر ما سببها هو انغلاق الفريق الآخر على أي انفتاح على الأقليات المسيحية. فقد كنت في السابق أحمّل المسيحيين "الإنعزاليين" مسؤولية الإنغلاق واكتشفت لاحقاً أنا المسيحي المنفتح على التجربة العلمانية العربية القومية، الذي ناضلت وسجنت وحاربت "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، أن الإستحالة ليست في العضو المسيحي بل في كل الجسم، ونحن نعلم أنه حين يُزرع عضو في الجسم إما يتقبله أو يرفضه، وتحول لبنان الى دولة حديثة يفترض أن يكون بتفاعل كل الأعضاء والكيانات".

أنطوان نجم

نعود الى الأستاذ أنطوان نجم...

10452 كيلومتراً... يُردد أنطوان نجم هذه المساحة التي أصبحت مساحة لبنان مستذكراً: كنا في اجتماع فسأل بشير: كم مساحة لبنان؟ فأجيب عليه بتكهنات كثيرة فردّ: فلنقل 10452 كيلومتراً. وما قاله أصبح يتردد حتى في كتب التاريخ والجغرافيا.

ماذا عن خطاب بشير؟ ماذا عن بشير الإنسان المتجسد حتى اللحظة في خطاب لامس القلوب والعقول والأحلام؟

يجيب أنطوان نجم بحماسة "لا أعتبر أن تلامذة أي مفكر في العالم فهموه مئة في المئة ولولا الروح القدس لما فهم تلامذة المسيح حتى المسيح"!

الفكر السياسي، فكر بشير، كان قبله واشتد معه وصمد بعده وسيستمر الى أبد الآبدين. كان بشير ظاهرة دينامية نادرة في عقله السياسي وفي قدرته على مواكبة التغيير. كان يستوعب الأحداث ويواكبها ويتصرف بموجبها. كان نظيفاً متحركاً واكتسب ثقافة سياسية كبيرة لأنه اشتغل على نفسه. كان قادراً أن يلتقط الإشارات، مثل الرادار، وأن يقرأ في التجارب السياسية. كان يحلم و"يطحش" ويتمتع بكل المؤهلات التي كانت ستجعل منه، لو عاش، شخصية شرق أوسطية بامتياز. شخصية بشير كانت أوسع من لبنان ومشروعه أكبر من لبنان. أراد بشير في اختصار أن يفصل لبنان عن أزمة الشرق الأوسط ووضعه على خط الهدنة مع إسرائيل وبناء دولة حقيقية وجيش قوي وهذا ما كلفه طبعاً حياته. كان بشير يريد وزراء لا يتباهون بارتداء "بيار كاردان" بل بأعمالهم.

حيٌ يبقى في محبيه

ويوم رشح بشير نفسه الى موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية سأله نهاد المشنوق (الصحافي آنذاك) في حوار مع النهار العربي والدولي: ما هو مشروعك؟ أجاب: مرشح الإنقاذ أو الرئيس المنقذ. عاد وسأله المشنوق: وما هو برنامج هذا المرشح المنقذ؟ أجاب بشير: عملية الإنقاذ شيء متكامل من وحي نظرة جديدة للأمور أكثر مسؤولية وأكثر جدية في العمل، وأكثر تحسساً بالواقع اليومي والمشاكل الإجتماعية والسياسية والأمنية. والإنقاذ يكون برفض التقسيم ورفض التوطين وإقامة نظام ديموقراطي. وصيغة التعايش يجب أن تأتي نتيجة الحوار بين جميع الأطراف فنناقش ونجادل حتى نصل الى مصلحة لبنان. في رأيي، أضاف بشير، أن الأحزاب العقائدية وجميع المضطهدين يعبّرون عن عقيدة خلاصهم في حكم ديموقراطي حر ومنظم على قاعدة المساواة. لبنان لا يسير بانقلاب عسكري. لغة السلاح في لبنان ليست طريق الحكم.

بشير الجميل كان واضحاً مثل الشمس لهذا أحبه حتى كثيرون ممن كرهوه. وهو من قال: لا نريد وطناً قومياً مسيحياً بل وطناً للمسيحيين ولسوانا إذا أرادوا، ولكننا نريده، على وجه التأكيد، وطناً لنا. وطن نعيد فيه بناء الكنائس ودق الأجراس.

الحقيقة أولاً

وأطلق الرئيس الشاب شعارات وتحذيرات لا تزال تتردد في الأذهان حتى اليوم منطقها منطق الدولة القوية التي لا تساوم على كرامتها ولا على سيادتها، والجيش القوي الذي يفترض أن يناهز عديده مئة وخمسين ألف جندي بكامل عتادهم وأحدث تجهيزاتهم. ولم ولن ينسى اللبنانيون ما قاله في اليوم السابع عشر، من أيام الحلم، وفيه: سنبني دولة سنة الألفين ولن نرمم ما تبقى من دولة 1943. وتابع: دفع لبنان مئة ألف قتيل وحل بنا ما حل لأننا لم نعرف أن نحافظ على الحقيقة التي كانت في أغلب الأحيان تخيفنا. كنا دائماً نموّه الحقيقة ونجمّلها لكن داخلها بقي متّسخاً ومهترئاً يتفاعل ويتآكل ويهدّ الجسم... أتيت أطلب منكم أن تقولوا الحقيقة... أتيت أقول لكم إن البناء انهار في أرضنا لأن كل شيء كان طلاء وغشاً وكذباً. وقال أيضاً بين ما قال: الدولة لم تعد تستطيع تحمل كل فاشل في مهنته وحياته. والإدارة بين يدي الحكم كالإزميل بين يدي النحات.

رحل بشير لكنه حيّ. هو حيّ أكثر من كثيرين يتنفسون. وما زال هناك، في السنة 2020، من يموهون الحقيقة والإزميل يستمر ضائعاً!

 

سليماني... قائد في إيران و"خمينيّ" في لبنان!

علي الأمين/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95293/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ae%d9%85%d9%8a/

لعلّه من عجب العجاب، أن يحطّم الدين الإسلامي منذ نشأته وعلى مر العصور عملاً بكتابه وعقيدته، التماثيل والأصنام فوق رؤوس الكافرين ويحرّمها أو يرذلها كونها ترمز الى حقبة الوثنية، الا "حزب الله" وفي لبنان بالتحديد، لغاية "لم تعد في نفس يعقوب"، انما خرجت الى العلن و"غبّ الطلب"، على خلفية الاحتفالية المريبة التي قد تقارب "التأليه" تخليداً لقاسم سليماني.

ما يفعله "حزب الله" بسليماني يتجاوز حدود ولاية الفقيه التي جنّد الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله نفسه في خدمتها، وشذّ عن التقليد المتبع في رحابها، ووضع سليماني في مرتبة تتخطى "مصدّر الثورة" الخميني، وخطف ذكراه من إيران التي تعاملت معها بوصف سليماني شخصية قيادية متماهية مع ولاية الفقيه، ولم ترفع له اي نصب او تمثال لا له ولا لغيره.

تتعدى هذه المسألة الفاقعة الشكل أيضاً لتحمل مضامين ورسائل داخلية وحتى خارجية لا يسلم منها "أهل البيت"، وأبرزها أنّ "حزب الله" هو من يقرر من "يُقدس ويشيطن"، بصرف النظر عن التضحيات الحزبية او العسكرية!

إذ لم يسبق أن حظيت شخصية سواء كان صاحبها حيّاً او ميتاً، بما حظي به قاسم سليماني من احتفاء وتبجيل من قبَل "حزب الله"، لا مؤسس الدولة الاسلامية في ايران السيد الخميني ولا حتى عماد مغنية، اللذين يشكلان شخصيتين محوريتين في مسيرة "حزب الله" وادبياته منذ تأسيسه الى اليوم، فحجم الجداريات واللوحات والنصب التذكارية، التي جرت اقامتها منذ اغتيال سليماني وبعد مرور عام على غيابه، غير مسبوقة في تاريخ "حزب الله".

وإذا ما أضيفت التحقيقات والتقارير الاعلامية التي أنجزتها المحطات الاعلامية المتنوعة التابعة لـ"حزب الله" او الخاضعة لتأثيره وتوجيهاته، فإن ذلك ايضاً ليس مسبوقاً في حجمه ومساحته، حيث تفوّق الاحتفاء بهذه الشخصية على كل من سبقه من شخصيات، يقدّمها "الحزب"، باعتبارها "مقدّسة" في مسيرته السياسية والدينية والعسكرية. وكان وضع تمثال نصفي لسليماني في محاذاة منطقة "حرش القتيل" التابعة لبلدية الغبيري، هو السبق الذي حققه "حزب الله" من خلال كسر ما كان محظوراً عملياً، في اعتماد التماثيل لشخصيات سياسية وعسكرية ودينية، سواء في لبنان أو ايران او على امتداد دول المحور الذي تقوده ايران، اذ لم يعهد مناصرو "الحزب" سياسة رفع التماثيل لأي من رموزه او رموز "الثورة الايرانية"، الراحلين منهم والأحياء.

هذا النهج في تكريم سليماني يفرض التساؤل حول سبب التمييز بينه وبين اقرانه، ممن سبقوه الى الغياب ممن ارتبط وجودهم وغيابهم بـ"حزب الله"، لا بل سبب هذا الاصرار على تغليب الهوية الدينية او المذهبية على الهوية اللبنانية او الوطنية. اذ لم يُرفع على سبيل المثال تمثال لعماد مغنية الذي يفترض انه الأكثر حضوراً وتأثيراً في تاريخ "حزب الله" منذ تأسس وصولاً الى مرحلة الاغتيال.

لا يخفى أنّ هذين الرجلين تحديداً اي مغنية وسليماني، هما من الذين لم يقترن اغتيالهما بأي ردّ معتبر على الجهتين اللتين استهدفتهما، أي واشنطن والثانية تل أبيب، التي اتهمها "حزب الله" بالوقوف وراء اغتيال مغنية.

ما يمكن قراءته في مرحلة ما بعد اغتيال مغنية في العام 2008، إذ فضلاً عن عدم القيام بأي ردّ على اسرائيل، يمكن ملاحظة أنّ الزخم العسكري والأمني وحتى السياسي لـ"حزب الله"، تركز ولا يزال في مساحات داخلية وعربية سواء في سوريا او العراق واليمن، وفي مواجهة التيارات الاسلامية المصنّفة ارهابية وقبلها في مواجهة "الثورة" السورية، وقبل كل ذلك، في 7 ايار 2008 الشهير في بيروت. فيما بقيت اسرائيل خارج الأولويات العسكرية المباشرة، على رغم استهدافاتها المستمرة لمواقع ايرانية وسورية وأخرى تابعة "للحزب"، من دون أن يلقى ذلك رداً مباشراً منه أو من بقية اطراف المحور الايراني.

ما بعد مغنية ترسّخت مرحلة جديدة سمتها الأبرز، القتال في مساحات عربية عززت من هوية "الحزب" المذهبية والايرانية، ما بعد اغتيال سليماني يمكن توقع مرحلة جديدة في مسيرة "حزب الله"، فاذا كانت مرحلة مغنية هي المرحلة المرتبطة بمواجهة اسرائيل أولاً، فإنّ مرحلة ما بعد مغنية يمكن ادراجها بأنّها مرحلة سليماني، وهي التي اتسمت بمواجهات مع الداخل العربي سواء تحت عنوان مواجهة "التكفيريين" او المتورطين في الربيع العربي، وهي مواجهات كانت سمتها البارزة الطابع المذهبي أو الصراع الفارسي العربي.

مرحلة ما بعد سليماني تطرح على "حزب الله" أسئلة وجودية تقوم على أساس البحث عن وظيفة سياسية وأمنية اقليمية أو وظيفة لبنانية صافية، الأرجح أنّ "حزب الله" لا خيار له إلّا العودة الى داخل الحدود وشروط الدولة، وهذا خيار صعب على حزب لطالما قدمّ نفسه كقوة اقليمية وربما عالمية، لكن العودة الى الداخل على رغم الخسائر التي ستطاله، تبقى أقل بكثير من الكارثة التي تلحق به، وجودياً، وبلبنان في ما لو ظلّ في الخارج سياسياً وأمنياً. هذه العودة تتطلب عدّة جديدة ورؤية مختلفة لا تبدو أنها ناضجة حتى الآن، وهذا ما يفسره الهجوم الموجه من قيادة "حزب الله" على الناشط والمؤسس الاسلامي في لبنان قاسم قصير، حين لفت ونبّه الى ما ينتظر "حزب الله" ولبنان في زمن ما بعد سليماني. ليس هناك أحد أشدّ صمماً من اولئك الذين لا يريدون ان يسمعوا!

 

الحكومة في علم الغيب والتيار: الحريري لا يقرأ المتغيّرات

غادة حلاوي/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

لا فرق بين من يلاحق اخبار الحكومة ومن يلاحق ظله. كلاهما لا يخرجان بنتيجة سوى جني الاوهام. تصلب في المواقف ومتاهات سياسية لا تنبئ الا بمزيد من الخراب. لا أخبار يقينة عن الحكومة. يقسم المعنيون انه لا جديد بعد وان التعقيدات الداخلية سيصعب تذليلها حتى من قبل "حزب الله" الذي لم يبرز له دور فعلي بعد على خط اصلاح ذات البين على خط بعبدا - بيت الوسط. كل ما يحيط بهذا الملف يؤكد ان لا حكومة في الآتي من الايام. خرج الموضوع عن مونة الاصدقاء والحلفاء المقربين داخلياً. اما خارجياً فكان كلام وزير الخارجية السعودية خير معبّر عن سياسة بلاده التي احكمت اغلاق باب علاقتها مع لبنان.

خلال زياراته الى بكركي ابلغ موفد رئيس الجمهورية سليم جريصاتي البطريرك الراعي او تمنى عليه عدم المطالبة بدعوة الحريري لزيارة بعبدا والمبادرة بهذا الاتجاه حتى ولو دفع مثل هذا الامر الرئيس المكلف الى الاعتذار. لم يعد العماد ميشال عون يهتم لبقاء الحريري ويفضل لو يعتذر. وبينما ينصب اهتمام الحريري هذه الايام على تقديم اوراق اعتماده لإعادة تأهيل وضعه عربياً ودولياً، لم يُسجل اي استقبال رسمي له او دعم واضح وموثّق حتى الساعة رغم وجود نية لدعمه اماراتياً من دون ان تتبلور اي خطوات عملية بعد. في هذا الوقت لا يزال الحريري مصراً على المضي قدماً بتكليفه ولو بقي معلقاً لعامين لاعتقاده ان الخسارة الكبرى ستقع على العهد. سلوك بعيد عن المعطيات الواقعية ويؤكد للتيار الوطني الحر أن الرئيس المكلف يتصرف خارج موازين القوى الفعلية على الارض. بكلام واضح يعتبر التيار الوطني ان كل محاولات الحريري ومنذ جرت تسميته لليوم تصب في اتجاه واحد وهو شيطنة الاحزاب السياسية وتحميلها مسؤولية الانهيار وتصوير نفسه انه الوحيد المقبول من المجتمع اللبناني ومن المجتمع الدولي كمنقذ للمرحلة المقبلة وهذا الوهم ادى به الى ان يصطدم على الاقل بثلاثة مواقع:

- اصطدم بحليفه المفترض وليد جنبلاط واعتبر انه يمكن ان يحدد له الحقائب ويختار لها اسماء. - اعتبر ان التيار اصبح بموقع ضعف خصوصاً من بعد العقوبات الاميركية على رئيسه وسمح لنفسه بتجاوزه كمكون رئيسي ومن بعد ان خسر التأييد من القوات اللبنانية.

- والاهم انه اعتبر ان عون اصبح بموقف ضعيف في السنتين الاخيرتين من عهده وانه محاصر دولياً وعربياً فأوحى له البعض ان الوقت قد حان لكسر المعادلات التي نشأت بعد الدوحة والتي أرست بالتدرج تعادلاً ميثاقياً وسياسياً بعد أن كان موقع الرئاسة الاولى مائلاً للكفة الخاسرة على مدى سنين طويلة منذ الطائف، واعتبر ان اللحظة مناسبة لأن ينتهي من معادلات الدوحة وان يعود الى تطبيق معادلات الطائف كما سبق وان طبقت في عهد الوصاية السورية.

لا تجد مواقف الحريري تفسيرها لدى التيار الوطني الا من ناحية القول انه قادر على فرض اجندته بحيث يترك لرئيس الجمهورية ثلاثة اسماء يسميهم بعد موافقة الحريري وان يتكفل هو بتسمية بقية الاسماء. هذه مسألة لا يمكن السكوت عنها من قبله "فلا بحجة كورونا ولا بحجة الوضع المالي مسموح للحريري ان يكرس معادلات أكبر منه، ولا مسموح ان يتم ضرب الشراكة الحقيقية" وتقول المعلومات هنا ان التيار سبق وأن أبلغ البطريرك الراعي كما باقي القيادات بانه اذا كنتم راغبين بالعودة الى زمن رستم غزالة فقولوا، فكان ان ابلغ الراعي الحريري ان الاسماء التي تطرحها غير مقبولة ولا تستطيع ان تعرضها وبالشكل الذي تعاطيت به مع رئيس الجمهورية.

يرفض التيار تحميله مسؤولية السجال الدائر في البلد وبرأيه ان الحريري لا يقرأ المتغيرات في المنطقة المقبلة على الحوار، حيث تستعد ايران لفك عزلتها، قطر تصالحت مع السعودية التي اعلنت استعدادها للحوار، التركي اجتمع بمجلس قيادته مع العسكر اي انه يريد رد الاعتبار لدور تركيا عندما كانت في مقدمة حلف شمالي الاطلسي رغم كل ذلك "يضع الحريري التكليف بجعبته وبرأيه انه ينتقم من عون ويرد الاعتبار لنفسه وهو لا يملك اي تفويض عربي حتى من الامارات التي يقصدها لمعالجة مشاكله". يشدد التيار على حكومة بالمعايير الفرنسية، ولا يبدو انه مستعد للتنازل بل للمضي في المواجهة "بالمسائل السيادية والميثاقية وفي ما يتعلق بثوابتنا لا تنازل".

 

تناغُم "قواتي" - "إشتراكي" على وتر إعتذار الحريري

ألان سركيس/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

يُفرمل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إندفاعته اللبنانية بانتظار حصول حدث إقليمي ما، في حين أن التأكيدات التي تتوارد من العاصمة الفرنسية باريس تشدّد على عدم التخلّي عن شعب لبنان.

في هذه الأثناء، يواصل الرئيس المكلّف سعد الحريري خوض غمار "ماراتون" التأليف من دون أن يستطيع الفوز حتى اللحظة، وتتراكم العقد أمام مهمّة الحريري التي باتت شبه مستحيلة في ظلّ تشبّث العهد ورجله الأول النائب جبران باسيل بمواقفه التصعيدية. ويعود باسيل إلى مقولة "إما أنا والحريري داخل الحكومة أو خارجها"، وهنا لا يقصد باسيل المشاركة الشخصية، إنما حفظ حصّة وازنة داخل التركيبة الحكومية. وتتكاثر الدعوات إلى اعتذار الحريري، وهذه المرّة ليس من الفريق الخصم بل من الذين كانوا في صفّ الحلفاء، وقد افتتح رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط باب مطالبة الحريري بالإعتذار وترك العهد وفريق "حزب الله" يحكم، وتناغم معه حزب "القوات اللبنانية" الذي يرى أن الحريري يخوض مهمة مستحيلة، إذ لا أمل في تحقيق أي إصلاح في ظل هذه التركيبة السلطوية. وهذا التناغم "القواتي" - "الإشتراكي" ليس جديداً، إذ إنه بدأ منذ المصالحة التاريخية في الجبل التي قادها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، من ثمّ توقيع جنبلاط في خريف 2004 على عريضة العفو عن الدكتور سمير جعجع، وصولاً إلى مرحلة ثورة الأرز وما تبعها من تحالفات وخوض معارك مشتركة. وإذا كان همّ كل من "القوات" و"الإشتراكي" الحفاظ على وحدة الجبل، إلا أن الإبتعاد التنظيمي ووجود كل حزب في مكان لم يفسد الإلتقاء على ثوابت محددة.

وتنطلق "القوات" بدعوتها الحريري إلى الإعتذار من ثابتة أساسية يُكررها جعجع في كل مرّة، وهي أن الأكثرية الحاكمة لن تسمح للحريري بتأليف حكومة يطالب بها الداخل والمجتمع الدولي، وهذه الأكثرية تريد جعل الحريري غطاء لمشروعها الذي وصل إلى حدّ دفع لبنان إلى الإنهيار، لذلك على الحريري، بحسب "القوات"، أن يفضح هذه الأكثرية ويتركها تغرق في الوحول التي سبّبتها خياراتها، والتي تتناقض مع مصالح الشعب اللبناني. من جهته، يُصرّ الحزب "الإشتراكي" على أن لا أمل بالنجاة في ظل هذا العهد وسياسة "حزب الله" التي جعلت لبنان مقاطعة إيرانية، ويعود "الإشتراكي" إلى التجارب السابقة مع هذه الأكثرية الحاكمة حيث نفّذت سياسة خارجية ضربت علاقات لبنان مع الدول الخليجية والعربية، ومنعت الإصلاح في الداخل وخصوصاً في ملف الكهرباء والطاقة، لذلك فإن "الإشتراكي" متأكّد أن الحريري لا يمكنه أن يكون شاهد زور على تصرفات العهد و"الحزب" والتفرّج على أخذ لبنان نحو الهاوية.

وإذا كان التناغم "القواتي" - "الإشتراكي" بدعوة الحريري إلى الإعتذار ناتجاً عن قناعة مشتركة بعدم القدرة على الإستمرار بهذا الشكل من الحكم، إلا أن التنسيق بين الحزبين يبقى في الإطار السياسي والمواقف الكبرى، ولم يصل إلى مرحلة التنسيق التنظيمي، ودراسة كل الخطوات وتشكيل جبهة واحدة تقف سداً منيعاً أمام أخذ لبنان إلى خيارات لا يرضى عنها معظم الشعب اللبناني. وتؤكد قيادتا "القوات" والإشتراكي" أن الهدف من هذا الموقف هو إنقاذ الحريري وليس عرقلة مهمته، فالذي يعرقل عملية التأليف ليس معراب أو المختارة بل بعبدا وحارة حريك، فـ"القوات" منذ البداية لم تسمِّ الحريري، كما أن جنبلاط سمّاه على مضض آملاً في أن تشكّل تسميته خشبة خلاص للمبادرة الفرنسية، وبعد إتضاح الصورة تبقى النصيحة واحدة وهي "اعتذر واتركهم يحكمون".

 

طلاسِم الوزير

بشارة شربل/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

02لم يتمالك وزير الصحة نفسه ازاء الاتهامات التي تقلّل من جهوده ضد الجائحة، فأنهى تغريدته أمس بهذه التحفة: "وبحاضروا من موقع مسؤول... هزُلت طفح الكيل".

هدّئ أعصابك يا معالي الوزير، فأنت في مرحلة التشافي من "الكوفيد"، وسريرك لا يزال ساخناً في "السان جورج". لكن، لكَ منا نصيحة لوجه الله، وهي ان تُبَسّط اسلوبك علَّ سائر المواطنين يستطيعون فهْم مقاصدك النبيلة فيشاركونك المعاناة ويتحملون معك ضغطاً تنوء بحمله الجبال.

واقع الأمر ان الجملة الأخيرة من التغريدة المذكورة أعلاه هي أوضح ما قاله الوزير، الذي لو عدنا الى ما خطَّه بنانُه الالكتروني منذ أشهر على "تويتر"، لاحتجنا ليس الى أي ترجمان، بل الى مثقف موسوعي يمزج الفقه والتصوّف بالبديع والبيان.

معالي الوزير، من البديهيات ان اضطراب المبنى ناجم عن ضبابية المعنى. أما اذا كنت تقصد التعمية فهذا لا يليق بموقع مسؤول يَفترض حُسنَ التعبير والوضوح لتوصيل رسالة لا لبس فيها للمتابعين والمهتمين، خصوصاً في ظل كارثة صحية لك باعٌ طويل فيها وفي درء تداعياتها.

لا أحد ينكر الجهد الذي قمتَ به في بداية الأزمة، لكن "الله لا يحمِّل نفساً إلا وسعَها"، فكيف اذا كانت بطبيعتها أمَّارة بالانحياز وتفضيل الحسابات السياسية في الاستمرار باستقبال الرحلات واستيراد الفيروس وقت كان الانتشار في لبنان في أدنى المستويات؟

لنتفق على أنك "سوبر وزير" فوق المساءلة. فحكومتك مستقيلة، ويمنّنُنا حسان دياب بتضحيته بتصريف الأعمال. فلمن تقدّمون جردة حساب؟ لمجلس نواب رفض إصدار قانون "كابيتال كونترول" لحماية ما تبقى من أموال المودعين؟ أم لشعب قمعتموه بالعصي والرصاص المطاط؟ لذلك فإنك مطلق الحرية في التصرف الخاطئ والتغريد المريع. تُحذّر من المرض الذي يضرب في كل الاتجاهات وترقص بالسيف على الأكتاف او تحضر المآدب المآدب العامرة، ولا تتردّد في وصف من حاولوا تأمين بعض الدواء بالعهر، ذلك أن "بحاضروا..." لا تعني إلا القول المأثور عمَّن "يحاضر بالعفة". معيبٌ ان تلجأ الى هذا الاسلوب في وقت يُجمع حلفاؤك قبل خصومك على أنك مقصّرٌ في موعد استقدام اللقاح وتجهيز المستشفيات، ومسؤول عن عدم الاستعداد الكافي للأزمة الصحية الخانقة التي كان قدومها واضحاً لأيّ ذي حُكم سليم.

بالله عليك يا معالي الوزير أوقِف التغريد رفقاً باللغة العربية. فما بدا حين باشرتَ هذا النوع من التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي أنه توريات تضمر معاني خلاقة وتفتح الباب امام التفكير العميق، تبيَّنَ انه نقص مدقع في مهارة التوصيل ما يجعلك تؤدي غير المعنى الذي "في قلب الشاعر" ويحول دون الاعجاب إلا من بعض مريديك. معالي الوزير، أنت في أهم موقع اليوم لأن الجائحة والخشية من الموت على أبواب المستشفيات هما الشغل الشاغل لكل اللبنانيين والمقيمين. غرِّد بواجب المساواة بين المناطق والأشخاص والمستشفيات بلا أي تمييز، واقرن القول بالفعل. تخلَّ عن "عُجمة" اللسان واكتب جملة عربية مفيدة. بشّر الناس باليقين لأن "ما ينفع الناس يمكث في الأرض" اما التغريد فيذهب جفاء... وأنت خير العارفين.

 

الأمن الذاتي يعود إلى مناطق لبنان من باب الصحة ...مبادرات تُعيد النفَس إلى بلد نفَسه مقطوع

زيزي إسطفان/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

"دبروا راسكن" شعار كللت به الدولة اللبنانية مسيرتها منذ عقود وتلقفه المواطنون من دون اعتراض، ليصير نمط حياة يعتمدونه في كل شؤونهم اليومية والعنوان العريض لحياتهم في الأزمات. لقد اعتاد اللبناني ان يولّد خدمات رديفة لخدمات الدولة تحل محلها عند الحاجة، وما اكثرها أوقات الحاجة تلك، وها هو اليوم يبتكر مرة جديدة حلولاً لأعتى مشكلة صحية تواجهه، ويقيم مبادرات صحية فردية تعيد إليه النفس بعد ان عجزت حكومته المنتهية الصلاحية عن تأمينها له.

باسم الأمن الذاتي خيضت حروب وشُنت حملات وأقيمت مؤتمرات أعادت الى الدولة هيبتها، هيبة لم تصمد طويلاً أمام الأزمات فعاد الأمن الذاتي ليطل برأسه في كل الاتجاهات. واليوم يبدو وكأنه ارتدى ثوباً صحياً وعاد المواطنون ليقلّعوا "شوكهم بأيديهم" ويتكلوا على أنفسهم او مرجعياتهم الدينية والحزبية ليقفوا في وجه كورونا الذي بات اشرس الأعداء ولا سيما بعدما امتلأت المستشفيات وصار الأوكسجين عملة نادرة يتم التداول بها في السوق السوداء. تجاه هذا الواقع المميت بدأت تظهر هنا وهناك مبادرات فردية لتكون سنداً للمواطن المقهور الذي لم يعد باستطاعته تأمين النفَس.

15 مليون ليرة هو المبلغ الذي طلبه أحد مستشفيات البقاع كتأمين لإدخال مريضة كورونا تحتاج الى علاج سريع بعد ان ضاق بها النفس، وقبلها كانت المريضة قد انتظرت لساعتين في مستشفى بقاعي لم يستطع تأمين سرير لها، الى أن اسفرت الاتصالات عن إدخالها الى المستشفى الحكومي في بعلبك. ويروي عماد عماد خال الصبية كيف "تبهدلوا" وتنقلوا بها ليلاً في درجة حرارة 5 تحت الصفر وعلى طرقات خطرة معرضة لعمليات سرقة وتشليح في أي لحظة. ويكمل ابن دير الأحمر روايته قائلاً: "بعد بضعة أيام أصيبت والدتي بضيق التنفس نتيجة الكورونا، وكنت قد سمعت عن شباب في المنطقة تطوعوا للمساعدة، اتصلت بهم ليلاً وعلى الفور قدم ثلاثة منهم وبعد قياس الحرارة والضغط ونسبة الأوكسجين وضعوا لها على الفور قنينة الأوكسجين التي كانت معهم وما هي إلا نصف ساعة حتى ارتاح نفسها وعادت الى طبيعتها. كانت الساعة الواحدة ليلاً والطقلس مثلجاً، بقوا معنا حتى تحسنت حالها ثم عادوا عند الثالثة صباحاً للاطمئنان اليها".

"معك ليبقى النفس"

هذه واحدة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها القوى الأهلية في القرى والمناطق. إنهم شباب "جمعية أبناء دير الأحمر" الذين أدركوا صعوبة وخطورة الوضع الصحي في منطقتهم فتنادوا للمساعدة وأطلقوا حملة ضمن بلدتهم نالت كل الدعم المادي من أبناء البلدة ومغتربيها. من رحم المعاناة انطلقوا وبسرعة وضعوا خطة للمساعدة، وتحت شعار "معك ليبقى النَفَس" بدأوا عملهم. بضعة شباب كانوا قد خضعوا لدورات تدريبية مع الصليب الأحمر عادوا وتمرنوا مع مسعف من الصليب الأحمر على التعامل مع الكورونا وكيفية ارتداء الملابس الخاصة وخلعها واتخاذ كل إجراءات الوقاية عند الاقتراب من مصاب وقياس نسبة الأوكسجين في الدم وتركيب قوارير الأوكسجين لمن يحتاجها. وبدأوا مهمتهم كمجموعة صغيرة سرعان ما التف حولها شباب المنطقة ممن يرغب بالمساندة حتى وصل العدد الى 40 شاباً وشابة.

بتبرعات أهل المنطقة ومن دون جميل الدولة، استطاع الشباب تأمين 22 قنينة أوكسجين و3 ماكنات تنفس وفق ما يخبرنا رولان جريش منسق الحركة إضافة الى أجهزة لقياس نسبة الأوكسجين في الدم علماً أن سعر قنينة الأوكسجين وصل الى 450$ ينبغي تسديدها "كاش" فيما بلغ سعر ماكنة التنفس 1000$ وبجهود جبارة استطاعوا تأمين القناني بسعر 180$ للواحدة مع كلفة تعبئة تبلغ 20000 ليرة لكل قنينة، وكذلك تم تأمين بدلات الوقاية للفريق المتطوع الذي وضع وقته وجهده في خدمة أهل منطقته. من خلال غروبات الواتساب بدأت القصة تنتشر وصار كل من يحتاج الى مساعدة طارئة يتصل بالأرقام التي وضعتها خلية العمل في تصرفهم. كثيرة كانت الاتصالات من بلدة دير الأحمر ومحيطها، فالإصابات كما في كل المناطق على تزايد ومستشفيات المنطقة قليلة وباتت كلها ممتلئة.

ما إن يتم تلقي اتصال يسارع الشباب الى منزل المصاب ليلاً أو نهاراً وقد أمنوا سيارة رابيد خاصة لتنقلاتهم الطارئة فيعملون على تقييم اولي لحالته وتزويده بالأوكسجين إذا احتاجه. يؤكد جريش انهم لم يأخذوا دور الصليب الأحمر وهم لا ينقلون المرضى الى المستشفيات أو يؤمنون لهم أدوية لكنهم يعملون على مساعدتهم في بيوتهم وتزويدهم بأشد ما هم بحاجة إليه أي النفس مع متابعتهم بشكل دوري للتأكد من وضع الأوكسجين وحالتهم العامة. هذه المبادرة التي لم تحتج إلا لأربعة أيام لتوضع على السكة ساهمت في إنقاذ الكثيرين من أبناء منطقة دير الأحمر الذين كان يمكن ان يختنقوا في بيوتهم، ووفرت عليهم جهد التنقل بين المستشفيات و"البهدلة" على الطرقات... لم تأخذ اي طابع سياسي، رغم الانتماء السياسي المعروف للمنطقة، وتلقت الدعم من كل الجهات ومن الأهل في لبنان والاغتراب وباتت مثالاً يحتذى به من قبل العديد من المناطق المجاورة. ويقول جريش رفعنا سقف العمل الاجتماعي الى أعلى مراتب الفعالية والشفافية ومكافأتنا الوحيدة هي أننا استطعنا مساعدة أهلنا في اصعب ظروفهم.

غرفة طوارئ بعيداً عن الطوارئ

مثال آخر على المبادرات الفردية يطالعنا في منطقة ضبيه وتحديداً في "مشروع القوات السكني". فالمشروع يضم 200 شقة وعدداً كبيراً من السكان، والقصة بدأت بعد ان توفي أحد الأشخاص اختناقاً حين لم يستطع أهله إدخاله الى المستشفى. يقول زياد قزح رئيس لجنة مالكي العقار 317 "تواصلت مع الشباب في اللجنة وقررنا القيام بمبادرة لمساعدة أهلنا وحمايتهم واستباق المخاطر. اتصلنا بموزع لقوارير الأوكسجين واستطعنا تأمين عدد منها، إلا أن تأمين ساعات لها كان مشكلة أجرينا الاتصالات اللازمة لحلها. وبعدها نظفنا شقة في المشروع وزودناها بخمسة أسرة ووضعنا فيها قوارير الأوكسجين حتى يتم استعمالها عند الحاجة في الحالات الطارئة". أخذتم مكان المستشفيات إذاً أو مكان الدولة نسأل القزح ؟ فيجيب "لو كانت الدولة قادرة على تأمين أماكن في المستشفيات لكل المصابين لما احتجنا للتدخل. وعملنا يهدف الى مساعدة أبنائنا وناسنا في بيوتهم. لقد أعلمنا القائمقام ونسقنا مع البلديات المجاورة التي باتت تطلب منا المساعدة من وقت الى آخر لكننا اتكلنا على أنفسنا فقط في التمويل وكل تدخل لنا في منزل مصاب يكلفنا مبالغ كبيرة نظراً لتزودنا بالملابس وإجراءات الوقاية الضرورية، كما يرتب علينا مخاطر شخصية نعمل جهدنا لتجنبها. في المشروع عدد من الأطباء نأخذ بمشورتهم ونصائحهم لكن المريض يتواصل مع طبيبه الخاص على مسؤوليته. دورنا يقتصر على تأمين الأوكسجين لمن يحتاجه بالتنسيق مع اللجنة الطبية في المشروع المكونة من أطباء وممرضات حتى نرفع عن كاهلنا أية مسؤولية، لا نؤمّن أدوية ولا متابعة طبية لكننا نؤمن النفَس للناس متى احتاجوه. حتى الآن لم نستقبل في الشقة المجهزة اي مصابين لكنها جاهزة لاستقبال من يشاء ان يحجر نفسه او يتلقى فيها الأوكسجين". هنا يتبادر الى الأذهان سؤال بديهي، هل يمكن لأي كان تركيب قوارير الأوكسجين وتعديل نسبته ليلائم المريض؟ نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان ميرنا ضومط أجابت على سؤالنا قائلة ان الممرضة المجازة لا يمكنها وضع الأوكسجين لمريض إلا بعد استشارة الطبيب فهذا عمل صحي طبي يجب ان يتم بناء على وصفة طبية. ونسألها هل يسمح للممرضات العمل في البيوت لإتمام هذه المهام في ظل تلقي الكثير من المرضى العلاج في البيوت؟ تقول ان التمريض المجتمعي Community Nurses امر معروف وضروري فالممرضات موجودات حيثما تدعو الحاجة إليهن، وقد بدأ عدد من البلديات اللجوء الى الممرضات الموجودات ضمن نطاقه للمساعدة في معالجة المرضى في بيوتهم وتزويدهم بالأوكسجين وقياس نسبته وغيرها من الإجراءات التي يمكن القيام بها في البيت.

من جهته كان الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة قد دعا سابقاً الى وضع ضوابط لاقتناء المواطنين آلات فحص وضخ الأوكسجين في المنازل. وقال في حديث الى تلفزيون الجديد ان البلديات ليست مؤهلة لإعطاء الاوكسجين للمرضى أو إجراءات الإسعافات لا بل يمنع عليهم القيام بالإسعافات التي يقوم بها عادة الصليب الأحمر، ولمعالجة هذا الوضع ثمة اتجاه حالياً بالتعاون مع الجهات المختصة لتعيين طبيب في كل بلدية ليكون مشرفاً على عمليات الإسعاف.

"البلدية حدّك"

من البلديات التي وضعت آلية عمل لمواجهة الكورونا بلدية أنفة الشمالية التي تضم ما يقارب 10000 ساكن ما بين أهلها وساكني المشاريع السياحية فيها ومخيمات اللاجئين السوريين. منذ البداية تقول نائبة رئيس البلدية السيدة لارا عيسى: "وضعنا خلية عمل للتعاطي مع كورونا واليوم ومع تفاقم الأزمة باتت الاحتياجات كثيرة ومختلفة. فالبلدية اشترت 8 أجهزة اوكسجين سعر الواحد منها 1200$ "بالفريش دولار" تكفلت بأربعة منها فيما تكفلت الأيادي البيضاء بالباقي كما تكفل شبان من المنطقة بالحصول على قوارير أوكسجين. ولكن المساعدة لا تقتصر فقط على توفير الأوكسجين للمحتاجين بل مساعدة المصابين على إيجاد سرير في المستشفى من خلال الاتصالات المكثفة مع المستشفيات، وكذلك الضغط لتخفيف قيمة المبلغ المطلوب إيداعه كتأمين للدخول الى المستشفى بالنسبة لمن هم غير قادرين على تأمينه. حتى المصابون الذين يجهلون ما يجب القيام به عند الإصابة وما هي آلية الدخول الى المستشفى، تعمل البلدية على مساعدتهم". "البلدية حدّك" هو شعار بلدية أنفه التي استطاعت بالتواصل مع الأطباء والممرضات الموجودين في المنطقة لا سيما د. روجيه عيسى تقديم الدعم الطبي للمصابين في بيوتهم، وبالتنسيق مع قائمقام المنطقة كاترين أنجول توفير المساعدة لأهل أنفة وسكانها بطريقة عملية فعالة، في حين انها كسواها من البلديات لم تنل مستحقاتها بعد من الوزارة فيما الجباية قليلة نظراً لامتناع الكثيرين عن دفع متوجباتهم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.

وتتعدد المبادرات الفردية بعيداً عن الدولة تحت غطاء حزبي حيناً كما الحزب الاشتراكي الذي أطلق مبادرة Covid Home Care في المتن الأعلى لمساعدة المصابين في بيوتهم، او سياسي مثل الرابطة المارونية التي اعلنت عن تأمين كمية من قوارير الأوكسجين لمن يحتاجها او مثل النائب المستقيل نعمت افرام الذي يعمل عبر مصانعه على تأمين اجهزة تنفس توضع في خدمة المستشفيات. او حتى تحت غطاء مهني كما صرح المنتج صادق الصباح الذي اعلن استعداده للتعاقد مع ممرضين مختصين وأطباء ليكونوا على استعداد لمساعدة اي ممثل او عامل فني يصاب اثناء التصوير لتأمين استمرارية الانتاج الفني قبل شهر رمضان. ففي غياب الدولة كل شيء مضروب باثنين حتى الاستشفاء... وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مضخمة جداً ولا تمت إلى الواقع بصلة، وتهدف بشكل ممنهج إلى ضرب صورة المصرف المركزي وحاكمه”. وأضاف سلامة في البيان انه إذ يمتنع عن الخوض علناً في الأرقام والحقائق لدحض كل الأكاذيب في ملف بات في عهدة القضاء اللبناني والسويسري، يؤكد أن منطق “أكذب.. أكذب.. فلا بد أن يعلق شيئاً في ذهن الناس” لا يمكن أن ينجح في هذه القضية وفي كل الملفات المالية لأن كل الحقائق موثقة”.

 

فن تحويل الخرائط إلى أوراق

غسان شربل/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2021

قال الرئيس علي عبد الله صالح: «الآن وقد انتهينا من الحوار، أريد أن أطرحَ عليك سؤالاً: لماذا يصرُّ بعض اللبنانيين على القيام بأدوار تفوق قدرات بلدهم؟». وأضاف: «معلومات أجهزتنا الأكيدة أنَّ شباناً من الحوثيين يذهبون إلى سوريا ويتم إدخالهم إلى لبنان من دون إشارات على جوازاتهم، ثم يعودون إلى سوريا بالطريقة نفسها. وتؤكد المعلومات أن هؤلاء يذهبون في دورات عقائدية إلى الضاحية الجنوبية من بيروت، ويتابع بعضهم تدريبات عسكرية في البقاع». وقال: «إذا كنتم ستلعبون هذا النوع من الأوراق لن يبقى لبلادكم أصدقاء في المنطقة. أنا لا أريد إثارة الموضوع علانية في الإعلام حالياً، لأنه موضوع إيراني قبل أن يكون موضوعاً يتعلق بـ(حزب الله) لديكم، وسأطرحه في الوقت المناسب. لكن لماذا تتضررون أنتم بسبب أدوار من هذا النوع؟». كان ذلك في الأسبوع الأخير من مارس (آذار) 2009 وكان علي صالح يستعد للتوجه إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية، حاملاً قدراً من العتب على ليبيا وقطر بسبب «تعاطفهما» مع الحوثيين، على حد قوله.عاد إلى بالي كلام علي صالح، وأنا أقرأ تحليلات تفيد بأنَّ الحرب في اليمن لا يمكن أن تتوقف قبل التوصل إلى صيغة تتعلق بالعلاقات الإيرانية - الأميركية في عهد جو بايدن. ويشدد بعض المحللين على أنَّ الجانب اليمني لن يكون حاضراً في المساومات المعقدة، التي قد تجرى في قاعات تفاوض معلنة أو مغلقة على أطرافها ومن دون إعلان.

وتذكرت أيضاً كلام علي صالح، لأنَّ لبنان يدفع فعلاً اليوم ثمن ممارسات التدخل في شؤون دول أخرى، والقيام بأدوار تسليح وتدريب تتعلق بخرائطها، ومن دون أن يكون للبنان أي حق في التدخل فيها. توقّع علي صالح أن يدفع لبنان ثمن اضطلاعه بدور الوكيل في صراع يفوق حجمه وقدراته.

والحقيقة أنَّ ما لفتني أكثر هو نجاح الهجوم الإيراني في المنطقة، وخصوصاً بعد اقتلاع نظام صدام حسين، في تحويل مجموعة خرائط إلى مجرد أوراق يستطيع المفاوض الإيراني أن يحركها في الطريق إلى طاولة التفاوض مع بايدن أو على تلك الطاولة.

قال السياسي العراقي: «علمتنا التجارب ألا نسرف في الأوهام. لدينا حكومة تقوم بمحاولة جدية لاسترجاع مرتكزات الدولة. محاولتها تشبه السير في حقل الألغام. عليك أنْ تتقدَّمَ بخطوات بطيئة وترسخ ما تحصل عليه ثم تعاود التقدم. أدمنت الفصائل تقاسم الدولة وسلطاتها وخيراتها، ولن تتراجع ببساطة عن هذه الفرصة الذهبية التي لا تتكرر. الانتخابات قد تعطي مشروع الدولة فرصة لالتقاط الأنفاس، لكنها لن تحدث انقلاباً».

وأضاف: «نحن لا نكذب على أنفسنا ولن نكذب عليك. العنصر الحاسم في مستقبل العراق ليس داخلياً على الإطلاق. وللأسف لن نكون على الطاولة. نخشى أن يكون مستقبل العراق مجرد موضوع على طاولة المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي قد تنطلق في عهد بايدن على طريق إحياء الاتفاق النووي وترميم مفاعيله. يتحدث الأميركيون والأوروبيون حالياً عن ضرورة التعامل أيضاً مع ملفي الصواريخ الباليستية والسلوك الإقليم لإيران. يساورني اعتقاد أن إيران قد تقدم تنازلات في برنامجها النووي، لكنَّها ستحاول التمسك بمكاسبها الإقليمية في الدول العربية التي نجحت في الإمساك بقرارها تقريباً».

هذا الكلام ليس بسيطاً على الإطلاق. إنَّنا لا نتحدث عن دولة هامشية شحيحة الموارد ومضطرة إلى بيع قرارها للحد من وطأة الفقر. إنَّنا نتحدث عن دولة غنية كان يمكن أن تكون نموذجاً في التقدم، لولا التسلط والمغامرات، وبعد ذلك سوء الإدارة وانحسار فكرة الدولة. ينكسر قلب العربي حين يقارن مثلاً بين أوضاع الاقتصادين العراقي والإسرائيلي. وحين يقارن بين ثقل إسرائيل لدى واشنطن وموسكو والعواصم الكبرى، واستمرار بغداد عاجزة عن بناء علاقات دولية قوية، لأنها يجب أن تستوفي أولاً شروط المعبر الإيراني. وها هي إسرائيل استجمعت المزيد من الأوراق العسكرية والدبلوماسية قبل محاورة إدارة بايدن، فيما يتم استنزاف الحكومة العراقية بالصواريخ التي تستهدف المنطقة الخضراء أو السفارة الأميركية، وقبل ذلك مشروع ترميم الدولة، الذي تحاول حكومة مصطفى الكاظمي التمسك به.

وإذا كان الوضع الإيراني في سوريا معروفاً للقاصي والداني، فإنَّه في لبنان أيضاً لم يعد يحتاج إلى دليل. في لبنان فضيحة مدوية وبأجراس. يصطاد الوباء المواطنين القابعين بمعظمهم تحت خط الفقر وتستمر الكراهيات سيدة الأحكام. من حق الرئيس ميشال عون ألا يحب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأن يحاول أن يخوض ضده معركة كان يشتهي خوضها ضد والده، لكن ما ذنب اللبناني المقهور لكي يدفع ثمن كراهية الرئيس للرجل الذي اختاره المجلس النيابي وكلفه تشكيل الحكومة؟

أعرف أنَّ العماد عون ليس رجلاً عاطفياً. وليس سراً أنَّه لا يحب الحريري وبري وفرنجية وجنبلاط وجعجع وكثيرين، وأنه يتهمهم بالكيد لفتى الجمهورية جبران باسيل و«حقه الطبيعي» في الإمساك بالقصر. لكن ما ذنب اللبناني العادي ليعيش بلا حكومة، فيما يموت المواطنون على أبواب المستشفيات أو يتضورون في منازلهم؟ وكيف يقبل عون أن يكتب أنَّ لبنان تفكك وتحلل في عهده؟

وتبلغ المهزلة أقصاها حين تعثر على من يصارحك أنَّ الحكومة لن تشكل قبل اتضاح العلاقات بين واشنطن وطهران، وربما ليس قبل أن يقدم بايدن ضمانات حول مستقبل «فتى الجمهورية» الذي عوقب في عهد سلفه. يا للهول.

من صنعاء إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق تعلق الأزمات على حبل بايدن. نجحت طهران في اختراق الخرائط لا بالجاذبية الثقافية أو الاقتصادية، بل بالحسابات المذهبية والصواريخ والمسيّرات والميليشيات. وكانت النتيجة تحويل الخرائط إلى أوراق.

 

أولى عثرات بايدن الخارجية قد تكون مع إيران

إيلي ليك/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2021

أقدم الرئيس الأميركي الجديد جوزيف بايدن على عمل جيد حتى الآن، من حيث تهدئة مخاوف الحلفاء من أن الولايات المتحدة سوف تندفع على مسار إعادة الدخول في الاتفاق النووي المعيب المبرم في عام 2015 مع الحكومة الإيرانية. ومن شأن تعيين روبرت مالي مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى إيران أن يغير من ذلك التصور. وفيما يتصل بإيران، صدرت إشارات مطمئنة من مستشاري الرئيس بايدن الآخرين. وصرح مستشار الأمن القومي الجديد جيك سوليفان الشهر الماضي، قائلاً إنَّ الأمر يرجع بالكلية إلى إيران فيما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي مرة أخرى من عدمه، الأمر الذي يعني الامتثال التام من جانب الحكومة الإيرانية لبنود وأحكام الاتفاق النووي قبل إقدام الولايات المتحدة على رفع حزم العقوبات الاقتصادية المفروضة عنها. وكان السيد أنتوني بلينكين، مرشح الرئيس الأميركي لحقيبة الخارجية، قد أخبر مجلس الشيوخ أنه يرغب في اتفاق نووي أطول وأرسخ مع الحكومة الإيرانية، كما تعهد التشاور مع الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل وبلدان الخليج العربي في حالة استئناف المفاوضات مع إيران. ومن الغريب - بحسب ما ذكرته صحيفة «جويش إنسايدر» المعنية بالشأن الإسرائيلي في نيويورك، أن بايدن اختار روبرت مالي، وكان مدير شؤون الشرق الأوسط السابق في مجلس الأمن القومي بإدارة الرئيس أوباما، في منصب مبعوثه الخاص إلى إيران. فعلى العكس من جيك سوليفان وأنتوني بلينكين، بل والرئيس بايدن نفسه، يبدو أن مالي يميل إلى الاعتقاد بأن التعامل المباشر مع البلدان المارقة هو السبيل الوحيدة لترويضها.

وكانت تلك من التيمات البارزة في مسيرة روبرت مالي المهنية. بعد انهيار محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية مع نهاية إدارة الرئيس كلينتون السابقة، أعلن مالي - الذي كان ضالعاً في تلك المحادثات - اعتراضه علناً على وجهة النظر المتبناة لدى الرئيس بيل كلينتون، بأن السبب المباشر في انهيار المباحثات كان فشل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في طرح عرض مقابل. ثم توقف مالي منذ عام 2008 عن تقديم المشورة إلى حملة باراك أوباما الرئاسية بشأن السياسات الخارجية، إثر ظهور تقارير تفيد بأنه قد اجتمع مع قادة من حركة «حماس» الفلسطينية، تلك المنظمة التي تعدّها الحكومتان الأميركية والإسرائيلية من المنظمات الإرهابية.

والسيد مالي، بطبيعة الحال، ليس الشخص الأول أو الوحيد الذي يدعم الجهود الدبلوماسية مع خصوم الولايات المتحدة في الخارج. ففي واقع الأمر، أعربت إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترمب نفسها عن اعتمادها سياسة الضغط الأقصى المتبعة مع الحكومة الإيرانية وسيلةً من وسائل إجبار النظام الإيراني على الإذعان لاتفاق نووي أفضل. غير أنَّ دعوة مالي العلنية خارج الأوساط الحكومية، من شأنها تقويض مهام سوليفان وبلينكين الرامية إلى إبرام اتفاق أوقى من الذي ساعد روبرت مالي في التفاوض بشأنه فيما سبق.

وفي مقابلة أجريت في عام 2019 مع موقع «إنترسبت» الإخباري الأميركي، قال مالي إنَّ الشروط الـ12 التي أقرها مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي الأسبق لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، ترقى إلى مستوى العمل على تغيير النظام الحاكم في إيران، وأنه لا يمكن لأي زعيم إيراني أن يقبل بهذه الشروط أو يوافق عليها أبداً.

ومع ذلك، لم تكن مطالب بومبيو غير عقلانية على الإطلاق. فهي لم تشتمل بصورة واضحة على لزوم إجراء الإصلاحات الديمقراطية الداخلية، أو ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين في إيران. بدلاً من ذلك، كان الهدف من شروط مايك بومبيو وضع حد نهائي للتصرفات العدائية الرعناء من جانب النظام الإيراني، من شاكلة دعم التنظيمات الإرهابية، وتطوير القدرات الصاروخية الباليستية، واحتجاز الرهائن من الرعايا الأجانب في البلاد.

والأهم من ذلك، فكرة أنَّ النظام الإيراني لا يستجيب للضغوط الدولية هي من بؤر الحوار لدى إيران، لا سيما وزير الخارجية محمد جواد ظريف. كما أنه من الثابت أنها فكرة خاطئة تماماً.

ولقد أخبرني المواطن الأميركي من أصول صينية وانغ شيوي، الذي سُجن ظُلماً في إيران بين عامي 2016 و2019، أثناء إعداده رسالة جامعية للحصول على درجة الدكتوراه، أنَّ اختيار روبرت مالي مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى إيران، من شأنه تقويض مهام أنتوني بلينكين وتأكيداته بأنَّ إدارة الرئيس بايدن سعت إلى تعزيز الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. وأضاف شيوي قائلاً: «إذا كنت في مكان محمد جواد ظريف، فلن أصدق أبداً أنتوني بلينكين إن كان روبرت مالي قد صار المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران، أم لا».

يعد شيوي واحداً من بين 12 شخصاً كانوا رهائن سابقين لدى النظام الإيراني ممن كانوا نشطاء سابقين في مجال حقوق الإنسان، وكانوا قد بعثوا برسالة إلى بلينكين يطلبون منه عدم الموافقة على تعيين روبرت مالي. ولقد قالوا في رسالتهم: «إن تعيين مالي سوف يبعث بإشارة مخيفة إلى النظام الديكتاتوري في إيران بأن الولايات المتحدة سوف ينصب تركيزها على معاودة الدخول في الاتفاق النووي الإيراني فحسب، مع تجاهل تام لقضايا الإرهاب الإقليمي، والجرائم المحلية ضد الإنسانية في إيران». كما أنَّها سوف تكون بمثابة إشارة إلى أن إدارة الرئيس جوزيف بايدن لا تعبأ بحقوق الإنسان الخاصة بالمواطنين الإيرانيين، والسوريين، والعراقيين، واللبنانيين، وغيرهم كثير ممن يسومهم النظام الإيراني الحاكم سوء العذاب.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

بين صلابة الديمقراطية الأميركية و«الترمبية»

سام منسى/الشرق الأوسط/25 كانون الثاني/2021

بعد احتفال تنصيب الرئيس الأميركي السادس والأربعين جو بايدن، بدا أن المبالغة كانت سمة التعليقات والتحليلات والتوقعات التي تلت اقتحام الغوغاء مبنى الكابيتول في السادس من الشهر الجاري ومسعاهم الفاشل لتعطيل جلسة التصديق على انتخاب الرئيس، لا سيما تلك التي وصفته بانقلاب سيحوّل أميركا إلى جمهورية موز مترحِّمة على الديمقراطية ومبشِّرة بانهيار الهيكل الأميركي. وطالت المبالغة أبعاد العملية وذيولها كما إجراءات الأمن الاستثنائية التي شهدتها واشنطن والتي قد تكون ردعت من يفكّر في القيام بعمل ما إبان الاحتفالات، إنما تبين أن بقية الولايات وعواصمها ومدنها الكبرى لم تشهد أي حادث أو مظاهرة أو مظاهر رفض واستنكار لتنصيب الرئيس. ليس الهدف من هذا التوصيف التخفيف من وطأة الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة منذ بداية حملة الانتخابات الرئاسية وحتى قبلها، حين فتح الرئيس دونالد ترمب باب التشكيك في نزاهة الانتخابات وفي صدقية الإعلام الحر إلى حد إعلانه صراحةً أنه لن يعترف بالنتيجة إذا أتت لغير صالحه. وهذا ما حصل بعد فرز النتائج وإعلان فوز خصمه بايدن، وحتى الآن لم يوجه إليه تهنئة مباشرة، بل جلّ ما تمناه هو التوفيق والنجاح للإدارة الجديدة مع رسالة شخصية وُصفت بالكريمة، وقاطع حفل التنصيب مسجلاً بشعبويته أنه من خارج هذه الفئة الحاكمة.

هذا المسار الطويل، منذ الحملة حتى يوم التنصيب، إن دلّ على شيء فعلى فرادة الديمقراطية الأميركية، وأهمية دور المؤسسات على اختلافها سياسية كانت أم قضائية أو أمنية وتناغمها وثباتها، ما يسمح باعتبار ما حصل نجاحاً ثلاثياً للديمقراطية الأميركية.

الأول، هو انتهاء اقتحام مبنى الكابيتول بساعات قليلة وسيطرة القوى الأمنية بعدها على الموقف ومباشرة ملاحقة المهاجمين ومساءلتهم بتهم من ضمن القوانين المرعية من دون إسراف أو إساءة استعمال أو تعدٍّ على حقوق المواطنين، على الرغم من خطورته وما كشفته التحقيقات لاحقاً.

الثاني، هو إصرار أعضاء الكونغرس على متابعة العملية الديمقراطية مباشرةً وفي اليوم نفسه ورفض أي محاولة للتأجيل والتقاط الأنفاس، فاستأنف المشرّعون الجلسة والمناقشات والاستماع إلى الآراء المختلفة ومنها تلك المشككة في نتائج التصويت في بعض الولايات والتي طالبت بإبطالها. كما برز دور نائب الرئيس مايك بنس الذي ترأس الجلسة ولم ينصع لرغبات رئيسه بتعطيلها التزاماً منه بنتائج التصويت. وكما بنس، كذلك فعل رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتشل ماكونيل، حتى إنه حمّل ترمب مسؤولية تحريض المتظاهرين على مهاجمة الكابيتول وتعطيل جلسة الكونغرس وهو المعروف بدعمه للرئيس. إن أداء ماكونيل يعبّر بوضوح عن أهمية المؤسسات ودورها وتفوقها على الأمزجة والمصالح الحزبية القصيرة المدى، وحتى لو أظهر ذلك ملامح انقسام في أوساط الجمهوريين.

والنجاح الثالث هو الانتقال السلس والاحتفالي الرائع للسلطة من على شرفة مبنى الكابيتول بحضور رموز بارزة ورئيسية من الحزبين وكامل أعضاء المحكمة العليا، تحلقت كلها حول الرئيس المنتخب ونائبته في تعلق ظاهر بطقوس احتفالية عمرها أكثر من مائتي سنة بدأت في عام 1801 مع تنصيب الرئيس الثالث توماس جيفرسون. إن هذه النجاحات للديمقراطية في أميركا وقوة مؤسساتها وثباتها، لعلها قادرة على تحجيم الظاهرة «الترمبية» التي كثر الحديث عنها في العديد من الأدبيات التي تناولت الأزمة التي تمر بها أميركا إما ذمّاً وإما مدحاً. فما تسمى «الترمبية» نسبةً للرئيس ترمب وأسلوبه في الحكم، يحتاج ليتحول إلى تيار سياسي إلى عناصر كثيرة لا يزال معظمها مبهماً؛ أولها معرفة مدى قدرة الرئيس السابق على الاستمرار في العمل السياسي بعد تركه البيت الأبيض، وهل سيتمكن من خطف قاعدة الحزب الجمهوري الرئيسية وبالتالي خطف الحزب برمّته أم سيعرّضه لخسارة قسم من جمهوره وإنشاء حزب قومي جديد بقيادته، أم أنه سيتحول إلى ممثل فاشل يبحث عن الأضواء وهو يقود مجموعة من الكومبارس؟

ومع صعوبة الإجابة الحاسمة عن هذه الأسئلة الآن، لا بد من التنويه إلى أن ما يسميه البعض «الترمبية» هو مجرد توصيف لمظاهر وأسلوب وأداء شخصية ملتبسة وصلت إلى البيت الأبيض بخطأ في التقدير ارتكبه الحزب الجمهوري عام 2016 عندما وافق على ترشيح ترمب خوفاً من الهزيمة وفوز هيلاري كلينتون، ولخشية غير مبررة من قدرة ترمب يومها على أخذ شريحة من الحزب إلى جانبه وبالتالي خسارة الجمهوريين الانتخابات إذا ترشح منفرداً. ومهما كانت الأسباب وما وراءها، لا بد من الاعتراف بأن الحزب الجمهوري يدفع اليوم ما تجنب دفعه يومها بعدما اختبر تجربة ترمب الرئاسية والتي يحاول قادته احتواءها والحفاظ على تماسك الحزب وعدم تشظيه.

مهما كانت خطط ترمب ومشاريعه المستقبلية، ستبقى الكرة في ملعب الحزب الجمهوري، لأنه يصعب بناء تيار سياسي فاعل على مواقف سالبة وعلى فوضى وتخبط ونزق في إدارة شؤون الدولة ومع شخص لطالما رأى، كمواطن وكرئيس، أن قوته غير محدودة وأنه فوق القانون ويجوز وصفه بالمضارب أكثر منه بالسياسي، يكره الخسارة ولا يتحملها، وبالعاشق للسلطة، وهو الذي وصف يوم خروجه من البيت الأبيض بأنه «نهاية أعظم سلطة في تاريخ الرئاسة وبداية معركة أخرى لجعل أميركا عظيمة مجدداً». إن نظرة سريعة على السنوات الأربع الماضية تراها تتميز بالسلبية: جدار فاصل، عوائق لسمات الهجرة، فصل الأطفال عن ذويهم من اللاجئين، خلافات واستعلاء مع الحلفاء وتهشيم صورتهم، مكابرة وسياسات اعتباطية حتى مع جائحة «كورونا»، يضاف إليها كمّ كبير من أخبار التهرب الضريبي، إلى فوضى الإقالات والاستقالات غير المسبوقة التي طالت مناصب رئيسية من وزراء ومديرين ومستشارين مدنيين وعسكريين.

صحيح أن هناك فئة ناشطة متشددة يعبّر عنها سلوك ترمب وأفكاره، إنما يصعب كثيراً تحولها إلى قوة سياسية متماسكة تقوم فقط على السلبيات والرفض والمعاندة، بلا مشروع واضح المعالم لبلد بحجم الولايات المتحدة وقوتها. ولا بد من التذكير بأن هذه الفئة ليست بطارئة بل هي موجودة تاريخياً في الولايات المتحدة ولا تشكل جماعة واحدة بل تشكل أطيافاً كثيرة تجمع جماعات تفوّق العرق الأبيض والمسيحيين الإنجيليين وأنصار الكونفيدرالية وغيرهم. الجديد أنها وجدت في شخص ترمب وأدائه، وهو على رأس الدولة، ما يشجعها على الحراك. وصحيح أيضاً أن ترمب حصد ملايين الأصوات في الانتخابات، إنما أغلبها كان لصالح أي مرشح جمهوري وليس بالضرورة لشخص ترمب.

يبقى أن الرئيس الجديد حدد في خطاب التنصيب سياسة إدارته إزاء التحديات الداخلية عندما قال إن المواجهة هي مع تحديات المستقبل وليس الماضي، كما ظهرت ملامح مقاربته للتحديات الخارجية منذ اليوم الأول في القرارات التنفيذية التي أصدرها لترسم صورة مختلفة عن سياسة الإدارة السابقة تشي بالمصالحة مع أدبيات الديمقراطية الأميركية.

وبأهمية دور الرئيس الجديد، ستتجه الأنظار إلى الحزب الجمهوري الفاقد للأغلبية في المجلسين، كيف سينهض بعد تكبد فواتير سياسات ترمب ليلعب دور المعارضة الفاعلة والقادرة على فرز قيادات تمثّل حقيقة أميركا وجوهر الحزب التاريخي على مثال السلف من دوايت أيزنهاور إلى رونالد ريغان وجورج بوش الأب، كما رموز سياسية مثل جون ماكين، وهنري كيسنجر، وكاسبار واينبرغر، وجيمس بيكر، وجورج شولتز، وغيرهم كثر، ليرفع الظلم الذي لحقه خلال سنوات ترمب الأربع في البيت الأبيض، لا سيما أنه منذ عام 2004 لم يحصل في الانتخابات الرئاسية على الأغلبية الشعبية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون قلد كوبيتش وسام الارز واستقبل شريم: لبنان متمسك بالمواثيق الدولية والقرار 1701

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرص لبنان على "التعاون مع الامم المتحدة في كل المجالات التي تتولاها في لبنان"، مشددا على "التمسك بالمواثيق والقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701"، داعيا الى "ان تواصل المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة تقديم الدعم والمساعدة للبنان، خصوصا في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يمر بها". كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيتش في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله في لبنان وتسلمه مهمة في ليبيا. وتقديرا للجهود التي بذلها في سبيل تعزيز التعاون بين الامم المتحدة ولبنان، منحه رئيس الجمهورية وسام الارز الوطني من رتبة فارس، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة. وهنأ الرئيس عون كوبيتش على الوسام، وشكره على كل "ما قدمه وبذله من اجل مصلحة لبنان والذي جعله صديقا لهذا البلد"، مشيدا بالتعاون الذي اظهره مع السلطات اللبنانية، ومتمنيا له النجاح في مهمته الجديدة.

واعتبر الرئيس عون ان ما قام به كوبيتش، "انما عكس حرص الامم المتحدة على لبنان وشعبه"، محملا اياه تحياته للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، و"هو الذي عبر اكثر من مرة عن محبته وعاطفته ومحبته للبنان مع رغبته الدائمة لمساندة هذا البلد".

ورد كوبيتش شاكرا للرئيس عون  تكريمه، مشيرا الى "مشاعر الشرف والتأثر التي تغمره بفعل هذه الخطوة"، مؤكدا نقل التحية الى السيد غوتيريس. وقال: "اغادر لبنان وهذا أمر غير متوقع، لان خطتي كانت تقضي بالبقاء لفترة اطول، ولكن الامور تخضع للظروف والحاجة الى الانتقال من مكان الى آخر، وبالتالي علي المغادرة لكنني قلبيا باق هنا. ان الامم المتحدة ستستمر ايضا في التواصل مع فخامتكم ومع الشعب اللبناني، خصوصا وان لبنان هو احد الاعضاء المؤسسين وقد أرسيتم اسس التعاون القائم على الاحترام والوفاء". واضاف: "لقد شهدتم على العمل الناشط لمنظمات الامم المتحدة في لبنان كافة، وستتولى نائبتي السيدة نجاد رشدي، مسؤولية عمليات المنظمة الدولية الى حين تعيين خلف لي. وأؤكد استمرار عمل الامم المتحدة من اجل مصلحة لبنان ومنه العمل الذي تقوم به القوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل". ان الامين العام يتابع باهتمام بالغ ما يحصل في لبنان، وقد اجرى الاسبوع الفائت اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة المستقيل الدكتور حسان دياب وتناول عددا من الامور المهمة والدقيقة المتعلقة بالاوضاع اللبنانية. وبعد تواصلي مع الامين العام، اؤكد على انه ينظر مليا الى جميع المجالات التي يحتاج فيها لبنان الى المساعدة، وهو مستعد لحشد الدعم من الدول والامم المتحدة في هذا السياق، وهو في الوقت نفسه ملتزم تعيين خلف لي في اسرع وقت، بالتنسيق مع فخامتكم، وفق الطريقة المتبعة من قبل الامم المتحدة". وختم: "اجدد تقديري للتعاون الذي كان قائما بيننا، وشكري الخاص لشخصكم في هذا المجال، ونحن نحتاج الى هذا الدعم وموجودون لمبادلتكم هذا الدعم لما فيه مصلحة الشعب اللبناني". وحضر اللقاء عن الجانب الاممي نائبة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيدة نجاة رشدي، والمستشار السياسي الكسندر كوستي والمساعدة الخاصة السيدة لينا القدوة. وعن الجانب اللبناني، حضر الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.

وزيرة المهجرين

واستقبل الرئيس عون وزيرة المهجرين السيدة غادة شريم، واستكمل معها البحث في عمل الوزارة والملفات العائدة للمهجرين، وذلك تمهيدا لالغاء الوزارة بعد انجاز عملها.

 

الكتائب» يبلور ورقة سياسية لجبهة معارضة جديدة في لبنان

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط الإثنين 25 كانون الثاني 2021

يعمل حزب «الكتائب اللبنانية» على بلورة ورقة سياسية تجمع القوى المعارضة والمدنية التي تلتقي معه على عدد من المفاهيم الإصلاحية والسيادية، ضمن جبهة معارضة جديدة تخوض الانتخابات النيابية المقبلة ضد قوى السلطة في ربيع 2022. ويعمل «الكتائب» منذ فترة على تكوين جبهة معارضة لمواجهة أفرقاء السلطة، تجمع في إطارها نوابا مستقيلين من المجلس النيابي ومجموعات أفرزتها انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ويؤكد عضو كتلة «الكتائب» النائب المستقيل إلياس حنكش لـ«الشرق الأوسط» أن الجبهة «بدأ الإعداد لها منذ وقت، وهي نتيجة طبيعية لتراكم الثقة مع المجتمع المنتفض والنواب المستقيلين من المجلس النيابي»، لافتاً إلى أن هؤلاء «يمثلون نواة الجبهة المعارضة، وهم يمثلون المجموعات التغييرية التي انتفضت ضد قوى السلطة، والنواب المستقيلين من البرلمان». وتعد هذه الجبهة التي لم تتخذ بعد شكلها النهائي، واحدة من محاولات مماثلة عدة لقوى سياسية ومدنية، أبرزها الجبهة التي يجتمع فيها قياديون سابقون في «التيار الوطني الحر» مع قوى مدنية أخرى، وعقدت أحد اجتماعاتها مطلع العام الجاري. وتأتي جبهة «الكتائب» المعلنة بموازاة الدعوات إلى تشكيل جبهة سياسية معارضة لمواجهة قوى السلطة، طالب بها حزب «القوات اللبنانية»، لكنها لم تسفر عن نتيجة وتعتريها صعوبات كثيرة، أبرزها الخلافات السياسية والتباينات بين «قوى 14 آذار» السابقة حول ملفات قانون الانتخابات واستقالة رئيس الجمهورية والانتخابات المبكرة وغيرها. وقال حنكش: «لا ندعي أن جميع المجموعات المدنية ستكون ضمن الجبهة، لكن أغلبية المجموعات المنتفضة في 17 تشرين تلتقي مع الكتائب على المفاهيم، وستكون ضمن الجبهة»، لافتاً إلى أن هذا التلاقي «اتخذ شكل جبهة تتأسس بمفاهيم مشتركة حول الملفات السيادية والإصلاحية». وكشف أنه يجري العمل على إعداد «ورقة سياسية» ترسي كل تلك المفاهيم والمبادئ في المواضيع السيادية ومكافحة الفساد والإصلاح. وتتزامن محاولات تشكيل جبهات معارضة، مع التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة التي يفترض أن تجرى في ربيع 2022 لإنتاج مجلس نيابي ينتخب رئيساً للجمهورية في خريف 2022، وحصلت تطورات في الانتخابات النقابية ومجالس طلاب الجامعات الخاصة، أثبتت أن مزاج الناخب اللبناني في تلك الأطر قد تغيّر ضد قوى السلطة وأحزابها. ولا ينفي حنكش طموح «الكتائب» لخوض الانتخابات ضمن إطار الجبهة الجاري تشكيلها، وأن تكون هناك مجموعات مشتركة لخوض الانتخابات النيابية والمحلية (مجالس بلدية ومخاتير) في عام 2022، لافتاً إلى أن «الكتائب خاض الانتخابات في جامعة القديس يوسف قبل ثلاثة أشهر مع مجموعات من المستقلين، وكانت هناك حركة كبيرة من المجتمع المدني في الانتخابات الجامعية نفسها، في مقابل مجموعة ثالثة تمثل تحالف قوى السلطة». وأضاف «نحاول تفادي الوصول إلى موعد الانتخابات النيابية من دون أن يكون هناك أي تحالف انتخابي بين تلك القوى»، مشيراً إلى «أننا نخوض مهمة جمع أكبر عدد ممكن من القوى التغييرية حتى لا نصل إلى الانتخابات مشتتين».

 

وهبه بعد لقائه سفيرة سويسرا: على وسائل الإعلام تغطية خبر القضاء السويسري من دون تأويل

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه سفيرة سويسرا لدى لبنان مونيكا شموتز كيرغوتس. ولفت وهبه بعد اللقاء الى أن كيرغوتس "أكدت العلاقات الطيبة التي تربط لبنان بسويسرا". وقال: "كانت مناسبة لتهنئتنا على المواقف التي يتخذها لبنان في المنتديات الدولية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير وإزاء تنفيذ عقوبة الإعدام ومسألة التوقيف التعسفي للمواطنين. وتفاهمنا على هذه المواضيع". أضاف: "في ما يخص ما يتم تداوله بالنسبة للمسائل المعروضة أمام القضاء، وأعلم أن هذا الموضوع مهم جدا للرأي العام، أرى وجوب الحفاظ على السرية المطلقة إلى أن يقول القضاء كلمته. واتمنى على وسائل الإعلام تغطية الخبر كما هو دون تأويل أو إضافة أو تحوير في الكلام. أمام القضاء اللبناني طلب من القضاء السويسري ولم أطلع على محتوى الملف الذي اودعته سفيرة سويسرا إلى جانب وزارة العدل قبل فترة من زيارتها لي اليوم. وأتمنى أن يترك للقضاء اللبناني كامل الحرية للإدلاء واتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن".وأشارت سفيرة سويسرا من جهتها، إلى أن "لا تعليق" لديها على الملف الذي تحدث عنه الوزير وهبه، قائلة: "المسألة تعود إلى وزير العدل السويسري والمدعي العام في سويسرا الذي وجه الطلب للمساعدة القضائية، ولا شيء عندي أدلي به".

 

لقاء سيدة الجبل: التمسك بالطائف والشرعيتين العربية والدولية أقدس الواجبات الوطنية

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونيا بمشاركة:أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، توفيق كسبار، جوزف كرم، حسن عبود، حسين عطايا، حسان قطب، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، زينة مجدلاني، منى فياض، سعد كيوان، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، فارس سعيد، مياد حيدر وطوني حبيب. وأصدر "اللقاء" بيانا، لفت فيه الى انه "مع تفاقم الأزمة السياسية المتعلقة بتشكيل الحكومة والتي عبر عنها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بغضب شديد، جعل اللبنانيين يدركون أكثر فأكثر أننا أمام أزمة إدارة نظام وأمام أزمة مفتعلة في مسار الانقلاب المتمادي والممنهج الذي ينفذه الائتلاف الحاكم المتمثل بحزب الله والعهد على المرتكزات الدستورية والوطنية للجمهورية اللبنانية، وفي مقدمها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني". أضاف :"لذلك واليوم أكثر من اي يوم مضى، فإن التمسك باتفاق الطائف وبالشرعيتين العربية والدولية هو أقدس الواجبات الوطنية، كما ان الرد على هذا الانقلاب يكون باستقالة رئيس الجمهورية وليس في أي طروحات سياسية جانبية". وحمل "اللقاء" "الحكومة ووزير الصحة والسلطة مجتمعة، مسؤولية أي اختلالات في ادارة عملية التلقيح التي يجب ان تراعي أعلى معايير الشفافية، فلا تذهب الى فئات من دون أخرى ولأسباب سياسية وطائفية وإجتماعية".كما حمل "اللقاء" السلطة السياسية "المسؤولية الكاملة عن تهريب المواد الغذائية والأدوية والمحروقات المدعومة الى سوريا من خلال المعابر الشرعية وغير الشرعية لحماية مشروع إقليمي لا علاقة للبنانيين بطموحاته واهدافه".

 

المكتب السياسي لامل: للاسراع في تأليف حكومة مهمة تبدأ بوضع خطة إنقاذ الوطن واخراجه من نفق الازمات

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

عقد المكتب السياسي لحركة "أمل" اجتماعه الدوري عبر المنصة الالكترونية برئاسة رئيسه جميل حايك ومشاركة الاعضاء. بعد الاجتماع أصدر المجتمعون بيانا اعتبروا فيه ان "حكومة تصريف الاعمال مطالبة بإتخاذ الخطوات التنفيذية الضرورية لمتابعة تطبيق قرار الاقفال العام، ولوضع قراراتها موضع التطبيق الفعلي، إن لجهة استيراد اللقاح من مصادر متعددة موثوقة، واستحداث مراكز اضافية للعلاج، ام لجهة الاسراع بوضع آلية واضحة وممكنة للمنصة الالكترونية التي تمكن من تسجيل المواطنين بسهولة للحصول على اللقاح وفق أولويات واضحة، بإعتبار هذا الأمر خارج إطار الحسابات والاستثمار السياسي والشعبوي، وعدم الانتظار حتى اللحظة الاخيرة تلافيا لإضاعة الوقت". وأكدوا انه "اذا كان الوضع الصحي والطبي هو الطاغي على تفكير المواطن، وما يحمله من اعباء اقتصادية واجتماعية نتيحة الاقفال التام، فإن هذا الامر لا يعني ترفا سياسيا للمعنيين بتشيكل الحكومة بقدر ما يحملهم المسؤولية الوطنية".

ورأى المكتب السياسي ل"أمل" انه "لم يعد مسموحا المزيد من هدر الوقت والفرص، في الاختلاف حول الشكل والعدد والحصص، التي وللاسف سخفت كثيرا حجم التحدي والمشكلات التي يواجهها الناس الذين كفروا بكل السجالات الشخصية والتبريرات وبيانات التوضيح الممقوتة التي لا تعني الناس وامورهم". واكد ان المطلوب الان هو "الاسراع في تأليف حكومة مهمة تبدأ بوضع خطة إنقاذ الوطن واخراجه من نفق الازمات التي تزادد صعوبة في كل لحظة تأخير في إنجاز تأليف الحكومة، وتلقي بأثقالها على كاهل المواطن الذي تجاوز خطوط الفقر والعوز، وبات المجتمع مهددا بإنفلات امني اقتصادي واجتماعي هو أخطر على الوطن من أي عنوان اخر". وختم: "يبدو واضحا ان العدو الاسرائيلي في إعتداءاته التي يوسع مداها يوميا، إن في فلسطين المحتلة حيث آلة القتل الاسرائيلية تمعن في الجسد الفلسطيني مستغلة الصمت العربي ومظلة التطبيع المثقوبة مقابل وعود وهمية، ام في الاعتداء على الشقيقة سوريا، او في التفجيرات المتتقلة من العراق الى اليمن، والخروق اليومية للأجواء اللبنانية والحدودية، مما يرسم اكثر من علامة استفهام حول الاهداف التي يسعى العدو الصهيوني الى اختراقها وثبيتها كواقع لصورة الوضع في المنطقة تكون في صدارة الاستراتيجيات المتوقعة للادارة الاميركية الجديدة، في ظل غياب الرؤية الواضحة لمستقبل العلاقات في العالم".

 

جميل السيد تقدم بطلب رسمي الى عويدات لإدراجه بصفة شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصرا

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

صدر عن المكتب الإعلامي للنائب اللواء جميل السيد البيان الاتي : "تقدم النائب اللواء جميل السيد، بصفته الشخصية كمواطن لبناني وبصفته النيابية كممثل عن الشعب اللبناني، بطلب رسمي إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، عبر وزارة العدل اليوم، لإدراجه بصفة شاهد طوعي أمام القضاء السويسري حصرا، للإدلاء بالمعلومات التي يملكها أو التي قد يسأل عنها في التحقيق الذي تجريه السلطات السويسرية حول تحويلات مالية من حاكم مصرف لبنان وآخرين، ولا سيما حول القوانين والتعاميم والوقائع المتعلقة بعمل مصرف لبنان وبالتعاميم الصادرة عنه بما فيها تصريحات الحاكم العلنية التي كان يدعو فيها اللبنانيين ويطمئنهم تكرارا لإيداع دولاراتهم في لبنان في الوقت الذي كان يخرج أمواله منه، وبما يعتبر بمثابة سوء إستغلال للوظيفة العامة ومخالفا لقوانين الفساد والإثراء غير المشروع. وقد طلب اللواء السيد من القاضي عويدات ضم نسخة عن طلبه كمستند رسمي إلى المراسلة التي سيحيلها عويدات لاحقا إلى السلطات السويسرية جوابا على طلب المساعدة القضائية الذي كان تلقاه منذ أسبوعين للتحقيق في هذا الموضوع".

 

جنبلاط رفض المتاجرة السياسية باللقاح: ليس هناك جبهة للمعارضة وسلاحنا ضد الهجمات الإعلامية الصمت وعدم الرد

وطنية - الإثنين 25 كانون الثاني 2021

شدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على "أهمية المعركة التي نخوضها ضد كورونا"، مشيرا إلى أننا "في هذه المعركة إلى جانب آخرين من الشخصيات، وإلى جانب الدولة على الرغم من التقصير، وإلى جانب وزارة الصحة في مواجهة هذه الآفة العالمية".

ولفت إلى أنه "عندما نقول نعمل في مناطقنا، فكل مناطقنا مختلطة، وليست درزية أو للحزب الاشتراكي، بل هي مناطق مختلطة من كل الطوائف والأحزاب، كي لا يتصور البعض أن نداءنا اليوم موجه فقط لمساعدة اللبناني ذات الأصول الدرزية، أبدا، بل لمساعدة المناطق حيث قدرتنا على المساعدة، وطبعا ننطلق من المستشفى المركزي عين وزين، وهو مستشفى خاص وعام، لكن في الوقت نفسه نتساعد مع وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية، مستشفى سبلين هو مستشفى حكومي وكذلك راشيا وقبرشمون، ولا ننسى الإيمان عاليه، وصولا إلى مستشفى حاصبيا الحكومي، يجب أن نتفق مع كل القوى السياسية، القومي، "حزب الله"، حركة "أمل"، الحزب "الديمقراطي"، النائب أنور الخليل، الجميع من دون استثناء، بأن نتوصل إلى إدارة لهذه المستشفى بعيدا عن السياسة"، مشددا على "التنسيق بين المستشفيات ومع مؤسسة الفرح الاجتماعية وخلايا الأزمة في المناطق والاستباق بتقديم العلاج للمصابين وتخفيف ازدحام المستشفيات كلها".

وفي لقاء حواري مع المغتربين نقلته مباشرة جريدة "الأنباء" الإلكترونية، أوضح جنبلاط أنه ساهم في شراء "300 جهاز أوكسجين ضمن مبادرة العناية المنزلية، لكنه ليس بمفرده بل إلى جانب مساهمة النائب نعمة طعمة والسيد جمال الجوهري من لجنة الاغتراب"، مؤكدا أن "الجميع في هذه المرحلة في خدمة المواطن في انتظار وصول اللقاح". وتوجه إلى "كل القوى السياسية من "حزب الله" إلى "القوات اللبنانية"، و"التيار الوطني الح"ر بعيدا عن الخلاف السياسي، والكتائب، وتيار "المستقبل"، والحزب "الديمقراطي"، والجميع، كل على طريقته بأن يقوم بواجباته"، مذكرا بـ "مستشفى دير القمر الحكومي وهو مستشفى أساسي جدا"، متمنيا "إنجازه في أقرب وقت".

وقال: "ما نقوم به اليوم، كما ما يقوم أي فرد في هذا العالم أيا كانت ديانته وإيمانه، هو لأننا نؤمن بالحياة، والحياة هي دور بين الحياة والموت، وهذا من خلال إيماننا بالله. الإيمان بالحياة لا يعني نكران الموت، وذكر بما يقوله المسلمون "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وما يقوله المسيحيون "من آمن بي وإن مات فسيحيا"، وهناك ما هو مشابه عند باقي الديانات، وتوجه إلى الموحدين الدروز الذين يؤمنون بالحكمة والعقل والتقمص. التقمص هو الانتقال بين هذه الأدوار الحياة والموت والحياة والموت، إلى أن تنجلي هذه الروح فتخرج من القميص وتلتحق بالذات الكلية، يعني أنه طريقة من طرق الحياة".

وقال: "أذكر هذا اليوم لأنه لا يجوز أن نتسلح بالتقمص لإلغاء هذا الإيمان بالحياة. حدثت اليوم معنا حادثة في المختارة، حيث قدم رجل دين شيخ إلى مناسبة وفاة، ورفض التزام كل إجراءات الوقاية والكمامة، وتحدى التباعد، وقد أتى مع وفد كبير، وكأنه يقول إنه لا يؤمن بالكورونا، وهذا الأمر ذات دلالة تعصب، وكأنه يقول إنه لا يؤمن بالحياة، وأنا أصفه بأن ملاك الموت زارنا اليوم، وهو شيخ له بعد سياسي، لا فرق لدي في الأمر، فأنا خضت معارك سياسية طويلة، ولكن ما حصل معيب، وهو ما يحصل أيضا في غير مناسبات متجاهلين قيمة وحكمة التوحيد، وهذا جهل، لذلك لأقول صعب جدا محاربة الجهل والتعصب والتزمت، لكننا سنقوم له مهما كلفتني مع المحبين للحياة ودور الحياة ودور الموت، من مدنيين ومن مشايخ، وسنتغلب على ملائكة الموت".

وأكد جنبلاط أنه والحزب "لن يتدخلا في المتاجرة السياسية باللقاح، بل سننتظر الدولة، وسنلجأ إلى المستشفى لأخذ اللقاح حين يأتي الدور، وأوصي بالاتخاذ بمختلف التدابير الاحترازية. لدي طلب، وأكثر من تمن، من تيمور ومن أهلي أنه في حال بهذه الفترة الصعبة جدا أتى دوري، تقبل التعازي على الهاتف في دار المختارة، مثلنا مثل غيرنا، لأننا سنواجه الجهل بالعقل".

وذكر بأن "لبنان كان مستشفى الشرق الأوسط، لكن اليوم هناك نزيف في القطاع الطبي، يجب أن نواجهه، وربما قد نلجأ يوما إلى إنشاء صندوق لدعم الطبيب، فالطاقات الطبية والتمريضية تهاجر نتيجة الأزمة، اما العلاج فمتعلق بالإصلاح السياسي".

ورأى أن "توزيع اللقاح يشكل تحديا للعالم عموما، كما أن الكميات التي أنتجتها الشركات غير كافية لكل الناس في العالم".

وعن إنشاء مستشفيات ميدانية، أشار إلى أنه "من الصعب جدا تحويل المدارس أو دور البلدات إلى مستشفيات، فالمستشفيات الميدانية يفضل أن تكون إلى جانب المستشفى الأساسي"، مذكرا بأن المستشفيات وصلت إلى تخمتها لجهة القدرات الاستعابية".

ورأى أن "الوباء لا يميز بين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والعمال الأجانب المقيمين في لبنان، لذلك يجب أن يشمل التوزيع كل الفئات"، أضاف: "نحن من جهتنا لا نقوم بعمل فردي من أجل الطائفة الدرزية بل للبنانيين عموما، وأناشد مختلف الأفرقاء السياسيين، بغض النظر عن الاختلاف السياسي، بأن نتساعد لمواجهة هذه الأزمة الوجودية".

وقال: "لن نفقد الأمل، وسنعتمد على العلم والعقل البشري في محاربة كورونا، علما أنه سبق للبنان ان عانى الحرب والجراد والمجاعة والحمى الأسبانية، وجميع هذه المحطات مرت، واليوم قضية كورونا ليست سياسية بل قضية وجود "نكون أو لا نكون"، علما أنها معركة تخاض في ظل ظروف صعبة جدا". وردا على سؤال أجاب: "كنا شاركنا في الحكم سابقا، لكن أنا لست موافقا على نظرية "كلن يعني كلن"، لا أوافق أن أكون كحزب، بنفس الدرجة مع غيري من الأحزاب، أو غيري من الشخصيات. ماذا استلمنا؟ هل أخطأ أكرم شهيب حين تسلم وزارة التربية؟ أو وائل أبو فاعور حين تسلم الصناعة والشؤون الاجتماعية والصحة؟ أو مروان حمادة حين تسلم وزارة الصحة؟ سلمونا وزارة المهجرين، فليفتحوا ملفات وزارة المهجرين، وليفتحوا ملفاتي، لكن أطالب بقضاء مستقل، ثم للتذكير من يطالب باستمرار التحقيق بانفجار المرفأ غيري؟ كلهم لا يريدون التحقيق من دون استثناء، لأن التحقيق سيوصل إلى أن النظام السوري وأزلامه. استوردوا تلك الكميات إلى لبنان، واستخدموها في البراميل المتفجرة لتدمير المدن والقرى السورية، وحسب الدراسات، الكميات التي انفجرت ودمرت بيروت وقتلت المئات وجرحت الآلاف، هي 700 طن، أما باقي الـ2000 طن، فأخذت إلى سوريا لأن طريق بيروت - الشام أسهل للنقل".

وسأل جنبلاط: "ماذا فعلت الثورة؟ هل أقرت برنامج غير شعار "كلن يعني كلنلم تفعل شيئا، فلتقم ببرنامج سياسي قضائي، ولجهة محاسبتي فأهلا وسهلا بهم".

وشدد على "عدم بيع الأملاك العامة، وضرورة الإصلاح السياسي، كما وعلى ضرورة وجود دولة تسيطر على كل المرافق وعلى الحدود، ثم لمن نبيع الدولة؟ نحن نطالب بالمزيد من مركزية الدولة، أما الإصلاح المطلوب فهو إصلاح سياسي وضبط الهدر، ولنتحدث بصراحة هناك دولتان في لبنان، دولة للبنانيين وإلى جانبها القوة السياسية المهيمنة على لبنان، دولة "حزب الله"، سائلا: "هل يساعدنا الحزب في ضبط الحدود وضبط الإرادة السياسية، أم سنستمر في هذا التوازن بالتوازي؟".

وأضاف: "هذا ليس انتقادا، بل واقع، فهناك مسؤولية على الطبقة السياسية صحيح، لكن عندما يكون هناك حزب، فلنعتبر أنه الحزب الاشتراكي، أفلا يتحاسب الحزب التقدمي الإشتراكي مثلا إذا كان لديه موازنة بقدر موازنة الدولة؟ يحاسب، والمطلوب المحاسبة للجميع من دون استثناء".

وذكر جنبلاط بأنه "كان أول من طالب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري بعد ما يسمى ثورة 17 تشرين، بتشريع الكابيتال كونترول كي لا تهرب بعض الأموال كما هربت بقسم منها، لكن الموضوع رفض، وحتى لو وضع التشريع يطبق على الذين تمون عليهم الدولة، أما الذين لا تمون عليهم فماذا تفعل معهم؟".

وفي رده على سؤال، أشار جنبلاط إلى أن "الكورونا يجتاح كامل سوريا، وهو لا يميز بين درزي وغير درزي، كما أن الدرزي هو مواطن سوري عربي تابع لهذا البلد الذي نزلت عليه كل المصائب من خلال هذا النظام، ولنعود للمقررات الأولى لمؤتمر جنيف، التي نصت على إنتخابات وهيئة انتقالية، لكن الذين رعوا جنيف، تركوا جنيف، وثم ذهبوا إلى روسيا وغير روسيا، وإلى إيران، ونحن على مشارف انتخابات بعد سنة، من دون كلمة "انتقالية"، ما يعني أن النظام مستمر، وهو الذي توفرت له الحماية الدولية من خلال التدخل الإيراني، ومن ثم الروسي، على حساب المواطن السوري في كل مكان، وتوفرت له الحماية أيضا في ظل حكم باراك أوباما، فمن العام 2014 كان أوباما يفاوض الإيراني على النووي، ورفض آنذاك التدخل مع الثوار الشرفاء في سوريا، الذين واجهوا النظام عزَّل بأقمصتهم قبل أن يستفحل الدم، ثم أدخلت سوريا إلى بحر الدم، من النظام ومن كل مكان، من أجل إجهاض الثورة".

واعتبر أن "هناك وصاية على لبنان، هي وصاية جمهورية إيران، والسؤال للجمهورية الإسلامية، هل هذه الجمهورية تعترف بالكيان اللبناني؟ هذا سؤال رئيسي ومركزي، فإذا كانت تعترف بوجود كيان لبناني ممكن عندها التعاطي معها، أما إذا لا تعترف، فأصبحنا في انتداب أو إقليم دون حدود، فهذا أمر آخر". وذكر جنبلاط بأن "الأيام التي سميناها الوصاية السورية، منذ العام 1990 بعد اتفاق الطائف وحتى العام 2000، أثناء وجود حافظ الأسد، لم تكن دولة سوريا مع إلغاء الدولة اللبنانية، صحيح أن النظام السوري ودولة سوريا تحكمت بالمفاصل الأمنية وغير الأمنية، لكن لم تكن مع إلغاء الكيان اللبناني، كان يقول حافظ الأسد شعب واحد في بلدين، كان يعترف بالكيان اللبناني، على مضض أو غير مضض فهذا موضوع آخر، لكن اليوم نعرف أن جمهورية إيران لا تريد كيانا لبنانيا، أنا كنت آنذاك حليفا مع سوريا، لكن كنت أعلم في نفس الوقت ما قد تطلبه وما هو الخط الأحمر، لذلك نكرر، نحن تحت الهيمنة. أما السبب وراء هذه الهيمنة، فيجب أن نسأل جورج بوش وعملية اجتياح العراق، والذي سمح للجمهورية الإسلامية أن تمتد، لكن هناك سؤال مركزي موجه للإيرانيين، هل تعترفون بكيان لبنان؟ أو لديكم طريقة ثانية للإعتراف؟".

ورأى أن "المبادرة الفرنسية، أو ما تبقى منها، أفشل، لأن الحكومة التي طالبت بها فرنسا لم تتشكل، والقوى المهيمنة اليوم، حزب الله والتيار الوطني الحر، حتى هذه اللحظة لم يأتهم الضوء الأخضر لتشكيل حكومة، وأعود وأقول للشيخ سعد الحريري، حتى لو كنت من أنصار نظرية التسوية، فهذه القوى تتحكم بكل شيء، والدخول مع هذه القوى خسارة، وهو حر".

وعن محاسبة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال جنبلاط: "في حال أصبح هناك قضاء مستقل، لا مشكلة بأن يتحاسب كل فرد في لبنان، لكن حتى هذه اللحظة، ليس هناك قضاء مستقل، بل هناك قضاء مشلول، أما لجهة الأموال المنهوبة والموهوبة، فمن هي السلطة القضائية التي تحدد ما إذا كان هذا المال منهوبا أو لا؟ يجب أن يكون هناك سلطة قضائية مستقلة، أما لجهة الأموال الموهوبة، من من الأحزاب اللبنانية، إلا القليل القليل، ومن من الشخصيات اللبنانية، باستثناء الدكتور سليم الحص أطال الله بعمره، لم يتلق في ظروف الحرب أموالا ومساعدات من دول عربية أو غير عربية؟ من هي الجمعيات الدينية، المسيحية والإسلامية التي لا تتلقى أموالا من الخارج؟ لذلك، يجب إقرار قانون يمنع كل الأحزاب من تلقي أموال من دون المرور عبر الدولة".

وقال: "ليس هناك جبهة للمعارضة، أنا معارض، وهناك غيري مستاء من هذا الحكم، لكن ليس هناك جبهة معارضة، فلا يتوهمن أحد بأنه يمكننا العودة إلى ما كان يسمى بـ 14 آذار، تلك الأيام شيء، واليوم شيء آخر، وعملية استعادة الأموال تحتاج إلى قانون وقضاء، القضاء اليوم مشلول لأن هناك جهة سياسية تسيطر عليه". إننا مع إصلاح الوضع المصرفي، والمبادرة الفرنسية نصت على إصلاح الوضع المصرفي، فلا يمكن الاستمرار بالبلد بأكثر من 100 مصرف، يجب أن يكون هناك طريقة لدمج بعض المصارف، وطريقة لإحياء مصارف جديدة، لكن لا يمكن الاستمرار بمئة مصرف، هذا وضع غير طبيعي، لست خبيرا بالموضوع، لكن المبادرة الفرنسية التي تستند أولا وأخيرا إلى تشكيل حكومة، كان فيها هذا البند بإعادة النظر في وضع المصارف، وبالتحقيق حول الأموال التي خرجت وكيف خرجت، آخذين في الاعتبار أن الدستور اللبناني يرعى الاقتصاد الحر، وأنا مع تغيير هذا البند بالدستور، لا يمكن البقاء على الاقتصاد الحر لأن هذا يفتح المجال للجميع للاستفادة من الثغرة. مثلا في فرنسا، لا يمكن تحويل أو استقدام أي مبلغ من المال، حتى في الولايات المتحدة الأميركية وأي مكان، يجب وضع القوانين، هكذا بني الدستور، لكن اليوم، لبنان القديم انتهى، هناك لبنان جديد، يحتاج إلى إصلاح، ولكن إلى مركزية قرار أيضا، وليس هناك مركزية قرار". وعن اللبنانيين العاملين في دول الخليج، سأل: "من أين نحن كلبنانيين لا نزال نعيش إلى حد ما؟ من عشرات الآلاف والمئات، منهم في الإمارات والخليج. لا علاقة لنا بسياسات دولهم، المهم أن نتقيد بالقانون في هذا الدول، وألا نتدخل في شؤونهم الخاصة، ولا علاقة لنا بسياسات الخليج، إذ لولا دول الخليج العربي يزول ما تبقى من لبنان، والوقت ليس مناسبا للدخول في ما ليس من مصلحتنا".

وعن علاقته بالرئيس الأميركي جو بايدن، تمنى جنبلاط "زيارة بايدن للمختارة مرة أخرى"، وقال: "لكن أتمنى أن آخذ اللقاح مرتين قبل، وأحوز على الفيزا الأميركية، ومن ثم أن أتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية وأن أزور السيد بايدن في البيت الأبيض. هنأت بايدن على طريقتي، عندما رأيت رئيس أكبر دولة في العام يناشد الشعب الأميركي من أجل وحدة أميركا، لأن ما ورثه من دونالد ترامب هائل لجهة التخريب، وكاد الأخير أن يوصل أميركا إلى الحرب الأهلية، والأمر لم ينته، فبايدن لا يزال في أول الطريق وأتمنى له كل النجاح، في إعادة تثبيت أميركا موحدة تحترم الفروق السياسية والمواقف السياسية المختلفة، ومشاكله كبيرة جدا، ومن هنا إلى أن تصل أميركا إلى الشرق، نحن ننتمي إلى مدرسة سياسية، وهي مدرسة كمال جنبلاط، تراثنا الأساس كان وحدة وعروبة وإستقلال لبنان، لكن أيضا لا تنسوا القضية الفلسطينية، وبعض الذين مشوا في شوارع بيروت بشعار "كلن يعني كلن" أرادوا تحطيم تراث الأحزاب التي ناضلت من أجل فلسطين والعروبة، أعتقد أنه لا بد من أن ننتظر على الأقل إلى الصيف المقبل، أو حتى أكثر، كي نرى ما هي السياسية الأميركية الجديدة في ما يتعلق بالشرق".

وعن رفع صور لشخصيات إيرانية في لبنان، قال جنبلاط: "نحن كلبنانيين جميعنا مواطنون في دولة واحدة، هناك تمثال للخامنئي أو الخميني، يعجبنا أو لا، لكن نحن مواطنون لبنانيون".

وعن دعوات الحكم الذاتي للمناطق، أجاب: "يجب الخروج من فكرة الاكتفاء الذاتي على الصعيد السياسي أو غير السياسي، هذا انتحار للجميع في لبناننا، لأن البعض أيضا يفكر بفكرة الفيدرالية أو غيرها، لم أخسر الأمل ولن أخسره، ويوما ما، الدولة اللبنانية ستكون أقوى".

وعن الهجمات الإعلامية التي يتعرض لها الحزب التقدمي الإشتراكي ونوابه، قال: "فليفتحوا الأبواق بقدر ما يريدون، أتوجه إلى الرفاق والمناصرين في الحزب، ليتكلموا بقدر ما يريدون، وأهم سلاح هو عدم الرد والصمت".

ورأى أن "الأزمة الحالية في لبنان لها عوامل عدة، وصلنا إلى الانهيار، وفكرنا في مرحلة معينة أن لبنان يستطيع العيش على الاغتراب والسياحة والمصارف والخدمات والفنادق، نجح ذلك في مرحلة معينة على قطاع معين ومنطقة جغرافية محدودة، أيام الشهيد رفيق الحريري، ومن ثم كانت الظروف فوق إرادتنا وأصبحنا في هذه الحالة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 26-27 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 25/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95265/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-25-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95270/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-955/

 

بشير الجميل أراد الحياد وفصل لبنان عن أزمة الشرق الأوسط..قاتل بشير قتل الحريري وفجّر بيروت...!

نوال نصر/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95289/95289/

 

سليماني... قائد في إيران و"خمينيّ" في لبنان!

علي الأمين/نداء الوطن/25 كانون الثاني 2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95293/%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%ae%d9%85%d9%8a/

 

*EU rewarding Iranian aggression by seeking return to nuclear deal/Dr. Majid Rafizadeh/Arab News/January 25/2021

د. مجيد رافيزادا: الإتحاد الأوروبي يكافئ إيران على عدوانيتها بسعيها للعودة إلى الإتفاق النووي

Iran must prove it is serious before Gulf talks can begin/Dr. Mohammed Al-Sulami/Arab News/January 254/2021

د. محمد السلامي: على إيران أن تثبت جديته قبل أن بدأ أية محادثات مع دول الخليج العربي

http://eliasbejjaninews.com/archives/95296/dr-majid-rafizadeh-eu-rewarding-iranian-aggression-by-seeking-return-to-nuclear-deal-%d8%af-%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%aa%d8%ad/